فقدان الشجاعة يؤلم ! /شوان الداودي
Sat, 22 Dec 2018 الساعة : 1:55

يقول المثل الانكليزي " كل إنسان قبطان في البحر الساكن"
في الذكرى الـ95 لتأسيس الدولة التركية في 29 تشرين الأول من العام الجاري تم افتتاح اكبر مطار في تركيا من قبل الرئيس التركي (اردوغان) و الذي باستطاعته استيعاب أكثر من 90 مليون مسافر سنويا و من المقرر أن يزداد ذلك العدد إلى 200 مليون مسافر بحلول عام 2028 ..
و في مراسيم افتتاح المطار المذكور حضر كل من أمير دولة قطر والرئيس السوداني و عدد من قادة دول البلقان و سياسيين و رجال أعمال من الدول المجاورة و حظي الحدث باهتمام بالغ من قبل الإعلام.
و حسب متابعتي للحدث فقد حضر شخص واحد من إقليم كردستان العراق و تم دعوته من قبل الشركة المنفذة للمطار و خصص له مكان خاص بين الرؤساء و القادة ، لكنه غادر المكان قبل قص الشريط و افتتاح المشروع من قبل الرئيس التركي و لأن جميع الأبواب كانت موصدة و نظرا لإصراره على المغادرة فقد خرج من الباب المؤدي لمكان قص الشريط و مشى على نفس البساط الأحمر المخصوص للرئيس حتى خرج من المكان وبعد ذلك الحدث بوقت قابلتها وسألتها عن سبب مغادرتها فأجابت : "لم استطيع الوقوف لشخص يقتل أبناء جلدتي يوميا!".
و في يوم الخميس المصادف 13 كانون الأول قامت الطائرات الحربية التركية بقصف مناطق سنجار و مخمور مخترقة الأجواء العراقية و منتهكة السيادة العراقية ومستهدفة اللاجئين في المخيمات ، من المؤسف وفي نفس اليوم زار تركيا السيد ملا بشير النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي و الذي حصل على المنصب المذكور عن طريق دماء الشعب الكردي و الذي أصبح يدعى بالدكتور بشير حداد مترأساً وفد العراق للمشاركة في لقاء رابطة البرلمانيين من أجل القدس و الذي عقد يومي 14 و 15 كانون الثاني في مدينة اسطنبول بمشاركة 600 نائبا من 74 دولة .
و في الرابع عشر من الشهر الجاري قامت الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي (فاتح يلدز) و سلمته بيان استنكار حول انتهاك سيادة العراق و قتل اللاجئين ، وتلاها شطب واستنكار رئيس مجلس النواب العراقي للحدث رافعا صوته من أقليم كوردستان وكانت فرصة ذهبية للعراق و للكورد و للسيد بشير حداد فيما لو كان شجاعا وقام يومها بمقاطعة اللقاء ولمّ حقائبه راجعا للعراق كموقف استنكار للقصف التركي وكان هذا التصرف، لو حصل، بمثابة رداً قوياً من العراق تجاه التصرفات الرعناء لاردوغان و عامل تقوية لمكانة الكورد في مؤسسات الدولة العراقية ولأصبح شخصياً نجماُ بحد ذاته.
ولكن من المؤلم جدا ، رأينا الملا بشير ينشر صورته بكل فخر و هو قرب الرئيس اردوغان مما يجعل المثل اللاتيني القائل (الشجاعة تقود إلى النجومية والخوف يقود إلى الموت) ينطبق عليه تماماً.
وأرى من الضروري بعد مقارنتنا بين الموقفين أن أختتم مقالتي بمثل كردي يقول : (إذا خرج الأسد من العرين فلا يهم إن كان ليثاً أو لبوة).
ربما تسألون : ما علاقة هذا المثل بالموضوع ؟ ولكن تفهمون القصد إذا عرفتم أن الشخصية القيادية التي غادرت مكان الحدث في افتتاح المطار كانت سيدة قيادية كردية!.