ماهو النصر الحقيقي على الارهاب؟ /علاء هادي الحطاب

Tue, 11 Dec 2018 الساعة : 0:29

من حقنا كشعب ان نحتفل باستعادة ارضنا التي احتلها الارهاب، في معركة كانت وجودية ليست بالنسبة لنا فقط، بل للعالم اجمع، لكل من ينشد الحرية، فلو سيطر داعش "الخلافة" على العراق فان ممكنات وجوده في مساحات دولية اخرى ستكون اكبر واسهل واوسع، لكن هل هذا هو النصر الحقيقي على الارهاب عندما نستذكره اليوم وبعد مرور عام كامل عليه؟ حتما ان الاجابة ستكون بان هذا الانتصار هو الانتصار الشكلي والسيطرة على الارض اما الانتصار الحقيقي فلا يتم الا عندما يتحقق الاتي:

1- ان يكرم المنتصرون (الشهداء - الجرحى- الاحياء منهم)، وأن افضل تكريم من خلال توفير حياة كريمة تليق بانتصاراتهم من خلال (مأوى مناسب لهم او لذويهم- راتب مجزي لهم او لذويهم- عناية خاصة بهم وبذويهم - تمكينهم وذويهم لتعليم افضل وصحة افضل ورفاهية اعلى)، لانه من غير العدالة ان يستوي العاملون والقاعدون سواسية، في حين ان المشاركة كانت مكفولة للجميع، فلا بد ان (لا) يستوي القاعدون والعاملون في هذه المواجهة، ولابد ان يكون هناك مائز بين الذين قاتلوا وعاشوا لحظات صعبة وقاسية تحت ازيز الرصاص والنار وبين من ارتضى النوم على وسادة ناعمة ونوم دافئ، وبهذا التمييز نؤسس لمبدأ الثواب والجزاء كوننا سنحتاجهم او نحتاج اولادهم - وفق هذا المبدأ- في المستقبل، فالشعب الحي ودولة المؤسسات هي من تكرم - اصحاب المنجز- في شتى المجالات فكيف اذا كان هذا المنجز هو حفظ حياتنا وارضنا؟ فلا "بوسة علم" ولا "زيارة مقبرة" ولا "تهنئة معسولة بالكلام المنمق" تروي ضمأ وتشفي جراحات "المنتصرين" وعوائلهم. إن الكرة في ملعب صناع السياسات العامة في البلاد (في السلطة التشريعية والتنفيذية والمجتمع المدني) لايجاد تشريعات وقوانين وقرارات وسياسات تنصف هؤلاء وتكرمهم وتكرم ذويهم.

2- وضع استراتيجية -واعية- للمناطق التي سيطر عليها داعش هذه الاستراتيجية (تعمر المدن- تبني وتربي النفوس) تعيد معايير التنشئة الاجتماعية في سبيل عدم تكرار ما حصل، وكسب المواطنين هناك لصالح الدولة والوطن وسد كل الثغرات التي من شأنها ان تسرق شباب تلك المناطق لصالح افكار واجندات ارهابية متطرفة، سيما وان جذور وممكنات ذلك ما تزال موجودة ويأتي حتما في اولويات هذه الاستراتيجية النازحين ومعالجة موقف عوائل عناصر داعش و-تمكينهم وطنيا- وتخليصهم من التطرف.

 

3- القضاء او الحد من ظاهرة الفساد سيما في المؤسسة العسكرية وصناعة مؤسسات امنية رصينة تمنع تكرار ما حدث سابقا.

Share |