ابو حبّون ... من ضحايا الامير المأبون-عقيل الموسوي

Sun, 20 Nov 2011 الساعة : 11:10

رغم علم ابي حبون ( الذئب ) المسبق بما يملكه الثعلب من دهاء وخبثٍ تتحولان في اغلب الاحيان الى خباثةٍ ليست للحصول على مكاسب بقدر ماهي ممارسةٍ لهوايةٍ ترسم رغبتَها جيناتُه الوراثية وتتأصل مع كل نبضة قلبٍ تقذق بحمم الخيانة مصاحبة لدمائه ومغذية كل خلايا جسمه عبر ادق الشرايين الشعرية , رغم علمه بكل ذلك الّا انه سوّلت له نفسه للوشاية به لدى سيد الغابة حين مرِض الاخير ولم يكن الثعلب من ضمن العائدين له لعلّه ينفذ ضربة استباقية تشفي غليله من ذلك الخبيث , ولكن .. وما ان سمع الثعلب بذلك حتى تفتّقت مواهبه في الخباثة وعلى اعلى مستوياتها فارتدى وشاحاً ابيضا اشبه بعمامة القرضاوي او غترة امير موزه ليعبر عن طهرٍ وحصافةٍ في امور الحياة المختلفة ومنها الدينية والطبية حتما , ذهب بعدها بهدوءٍ وسكينةٍ مفتعلتين لألقاء التحية على ملك الغابة معلنا عن اعتذاره لتأخر زيارته وكاشفا عن وجهٍ مشرقٍ في ذلك التأخير وهو انشغاله في البحث والتدقيق للعثور على علاجٍ ناجعٍ لجلالته , الأمر الذي ادّى الى امتصاص الغضب ومن ثم الاستماع اليه وهو يطرح وصفته الطبية التي كللت بحوثه بالنجاح المؤكد , تلك الوصفة قريبة المنال سهلة الأستعمال يسيرة التكاليف ... انها ليست سوى عظم الكاحل الموجود في قدم ابي حبّون .. الذي لم يجد امامه سبيلا للخلاص سوى التبرع او التضحية به من اجل سلامته قبل سلامة الملك الجبّار , ما أشبه واقع هذه القصة مع ما يدور من احداث يمثل دور ابن آوى فيها زعيم قطر واميرها والناطق بأسمه رئيس وزرائه ووزير خارجيته المدعومان شرعياً من لدن مفتي السياسة الذي يحمل فتاواه المسلفنة تحت ابطيه وبين طيّات عِمّته , تلك الفتاوى التي يشرعن فيها ما يتفق مع اهواء اسياده وأرباب نعمته مجافيا اصول الدين والمنطق ومتلاعبا بالحقائق من اجل اضفاء الصورة التي يريدها وليست التي يرضاها الله ورسوله والمؤمنون , فلا عجبا حين ينعت القرضاويُّ مجنونَ ليبيا بالنمرود في الوقت الذي وصف فيه صدامَ بالشهيد ومنحه الدرجات العلى في عليين متناسيا ما منح صدامُ للبعثيين من حصانة فاقت حصانة عمر بن الخطاب ومتغاضيا عن الاجماع العالمي على دكتاتوريته واجرامه , هذا القرضاوي الذي اعطى الشعبين المصري والسوري ما لم يعطه للشعب البحريني لا لشيء سوى لرؤيةٍ طائفيةٍ عوراء العين وعمياء القلب والفؤاد , لست بصدد الدفاع عن أيٍ من المتسلطين على رقاب شعوبهم , فأنا على يقين تام بأنهم ذئابٌ بأنياب احتياطية لا يُؤمن شرُّهم خصوصا وأنهم اصبحوا اشبه بجدارٍ آيلٍ للسقوط ولكني ارى طوفانا من الدماء سيجتاح المنطقة ولا يقر قراره الّا بمشيئةٍ الهيةٍ لأن سقوطهم لن يكون بأدواتٍ محلية الصنع والارادة وان كان جماهيري التنفيذ , اجل سيكون سقوطهم اشبه بانهيار سد مـأرب بواسطة فئران لم تدرك عواقب ما اقدمت عليه اطلاقاً , نعم انها فئران توالدت وترعرت لتصبح كياناً مترامِ الاطراف في صحراء قطر ( قرن الشيطان ) محصور بين عمالة حكامها وملياراتهم شرقا واحلام صهيون ومخططاتهم غربا وبين مؤسساتهم الاعلامية وقناة الجزيرة شمالا وجلباب القرضاوي سمل الباطن والافكار جنوبا , ذلك الكيان الذي لا يرشح عنه سوى نتانة الخيانة والعمالة ولا ينبت فيه غير الفساد والمفسدين .. ولكن العتب كل العتب على امةٍ تركت المجال لأراذلها ان يكونوا ( قواداً ) لها , فلا اجد عزاءً لأمةٍ ارتضت ان يأخذ زمام المبادرة فيها ثعالبٌ امثال المغرم بالفاتنة الذابلة ( تسيبي ليفني ) أو من يدري فلربما تحول غرامه الى زواج مسيار موثق في سجل القرضاوي المليء بالجاسوسية والفتاوى الجنسية وشهادة الجنسية , أية أمةٍ تلك التي لم تأخذ العبرة ممن سبقه في نهج خيانة الوالد وارتضت لنفسها التعامل معه على انه لن يخونها , بل راحت تسارع الخطى للأعتراف به زعيما وأميرا وراعيا للمصالح الديمقراطية والرأي الآخر فضلا عن دعمه لبرنامج الشريعة والحياة , ذلك البرنامج الذي لم يجد اشارة واحدة الى عقوق الوالدين في عملية الأنقلاب التي قادها سموه ضد ابيه , حقا انها امةٌ ( ثعلبية ) الطباع لا ينتج منها غير الموطا التي تذوب مع اول شروق للشمس , وهم ثعالب كل الأسود الذين ارتضوا ان يقودهم ثعلبُ

Share |