أجندتنا-محمد الكاظم
Sun, 20 Nov 2011 الساعة : 11:08

منذ التاسع من نيسان 2003 ونحن نستمع الى عبارة تكرر دائما بكلمات مختلفة توحي بوجود اجندة خارجية تقف وراء كل مفصل من مفاصل العملية السياسية ووراء كل منعطف امني. وتوحي اننا مسيرون وفق مخطط مرسوم سلفا تزيده نظرية المؤامرة الراسخة في الوجدان العراقي ثباتا، حتى فقد كثيرون الثقة في امكانية التوصل الى حل لمشكلات العراق . ثم بدأت الاجندات تتعدد واخذنا بالاعتياد على تعبير يصف العراق بانه ساحة لصراع الاجندات التي تعددت وتكاثرت، وصارت مفردات بعض تلك الاجندات اكثر وضوحا وانتقل الحديث عنها من التلميح الى العلن بل صارت جزءا من يوميات المشهد العراقي.وجزءا من الخطاب المتداول .
وليس حظور الاجندات الخارجية هو مايفاجئني. بل مايفاجئني هو غياب الاجندة الوطنية الموحدة التي نتفق جميعا على مفرداتها مايدفعني للسؤال . ماهي اجندتنا؟ . او هل لدينا اجندة عراقية؟
المرحلة الجديدة التي يفرضها الانسحاب الامريكي والمتغيرات على الساحة الاقليمية تفترض بالعراقيين التوصل الى اجندة خاصة. والاتفاق على اجندة محلية واضحة المعالم ،وتعميق الشعور بها والدفاع عنها باعتبارها مصلحة وطنية . في مواجهة الاجندات الاخرى.
وافترض ان الاجندة العراقية خلال المرحلة المنظورة يجب ان تتركز على اربع نقاط رئيسة
المرحلة الاولى :تأمين مرحلة الانسحاب الامريكي الحقيقي بما يضمن انسحابا امريكيا سلسا دون اعطاء الامريكيين او غيرهم الفرصة للحديث عن فراغ امني يعقب الانسحاب ، وتظافر جهود جميع العراقيين من اجل تكريس صورة البلد الموحد والقوي القادر على ادارة نفسه بنفسه دون اللجوء نظريات سد الفراغ الذي يملؤه الاخرون ،
المرحلة الثانية ترميم العلاقات الداخلية وتجسير الهوة بين الفرقاء العراقيين وتفهم كل طرف لشبكة علاقات ومصالح الطرف الاخر ومحاولة ادراجها في استراتيجيات تضمن الاستفادة منها وتوظيفها وتوطينها اي نقل تلك العلائق من حالتها الفئوية الى الحالة الوطنية .وفسح المجال ليفهم كل طرف تطلعات الطرف الاخر والعمل على صهرها في بوتقة المطالب الوطنية. ومن المهم تبادل التطمينات بعدم الاخلال بالتوازنات التي اعقبت التاسع من نيسان 2003 او التلويح باعادة رسم الخرائط السياسية وتغيير الديموغرافيا او الطبوغرافيا بعد الانسحاب
المرحلة الثالثة محاولة الاستفادة من العلاقة مع الولايات المتحدة وبنود الاتفاقية الاطارية في تدعيم الاقتصاد العراقي ورفع كفاءة الخبرات العراقية في كل المجالات بالاستفادة من التجربة الامريكية في الادارة والنظم المصرفية وطرق محاربة الفساد وادارة الثروة والموارد البشرية، والابقاء على علاقة ايجابية مع واشنطن واعتبار تلك العلاقة استراتيجية.دون التفريط باستقلالية القرار العراقي
المرحلة الرابعة ترميم العلاقات مع المحيط وايجاد توازن في العلاقة بين علاقات اقليمية وعلاقات دولية ليعرف الجميع ان العلاقة مع الولايات المتحدة لاتعني التفريط بالعلاقات الاقليمية والعكس صحيح، والمشاركة الفعالة في المنظومات الاقليمية ذات الطابع الاقتصادي وبناء سياسة خارجية تعتمد الحياد الايجابي وتتسق مع المصلحة الوطنية المبنية على اساس فهم واضح لدور العراق ولحجمه وحجم تاثيره الواقعي وعدم السقوط في فخ المبالغة في تقدير الذات، والتركيز على الداخل وبناء القدرات الداخلية بعيدا عن المواقف الدراماتيكية او السقوط في فخ سياسة المحاور.
وكل ذلك يجب ان يترافق مع التخطيط للمستقبل والرهان عليه والاستعداد له