الكويت و الربيع العربي-محمد الركابي

Sun, 20 Nov 2011 الساعة : 0:00

الاحتجاجات والتظاهرات التي تجري في الكويت ووصولها الى حد اقتحام مجلس الامة والاعتراض والمطالبة العلنية بإقالة الحكومة الحالية ورئيس وزرائها موقف دق ناقوس الخطر الشعبي ومدعاة للشعور بان الربيع العربي قد وصل الكويت وقد يتحول حالها ليصبح وضعا مشابها لوضع البحرين واليمن وسوريا وان اختلفت المعادلة نوعا بسبب الطبيعة الديمغرافية والمكون لشعب الكويت الشقيق .
الربيع العربي على ما يبدو هي صحوة شعبية ولا يمكن استبعاد أي ان الانظمة القائمة ان تكون بعيدة عنه او عن التغيير الشعبي الذي تطالب به الشعوب والسبب الرئيسي هو شعور الشعوب بالإجحاف والظلم من قبل انظمتها القائمة والتي لم تولي ايها أي اهتمام والا لماذا المطالبة الشعبية بالتغيير وليس كما تعودنا ان نرى ونسمع وعبر ما نقله التاريخ ان التغيير السياسي والحكم يكون عبر الانقلابات و المؤامرات التي تحاك من قبل فئة ثورية بقصد التغيير لواقع فاسد ,, اما ما يجري اليوم فهو ليس مؤامرة ولا اتفاق من قبل فئة معينة وانما هي رغبة شعب وفئة ليست بالبسيطة من مكونات الشعوب العربية ودليلها النجاح في التغيير السياسي كما حصل في تونس و مصر وليبيا وما تجري به الرياح ايامنا هذه في سوريا واليمن والقريب العاجل في البحرين و لابد للأنظمة الفاسدة من الانصياع لرغبة الشعب ان عاجلا او آجلا لأنه لا يمكن لأي قوة وظلم الوقوف بوجه تلك الرغبة لأنها اقوى واكبر منها لكونها تستمد قوتها وشرعيتها من منطلق انهم اصحاب حق مسلوب .
تظاهرات واحتجاجات الشعب الكويتي اشارة واعلان الى ان الوضع هناك عكس ما يصوره الاعلام وان هناك فئة مظلومة بالفعل من ابناء الشعب وهي شريحة ليست بالقليلة ودليلها اقتحام مجلس الامة من اعداد تجاوزت الالاف وهذا ما نقله الاعلام ولا نعل ان كانت الارقام صحيحة او مبالغ فيها ولكن تبقى النقطة الاهم في الامر وهو الاشارة الى وجود مظلومية واجحاف بحق فئة معينة و لابد للنظام الحاكم من معالجته او الانصياع الى الرغبة الشعبية والقبول بالتغيير الشعبي القريب

Share |