تركيا والديمقراطية ألمزيفه- علي الغزي
Sat, 19 Nov 2011 الساعة : 23:39

بعد أن فشلت تركيا في الانضمام للاتحاد الأوربي أخذت تبحث عن موطئ قدم لها فاتجهت للجنوب مستغلة رياح التغيير والربيع العربي متناسية وضعها الداخلي
حيث أنها تكيل بمكيالين وازدواجية في نهجها وأيديولوجيتها . وتريد أظهار
نفسها أنها المدافع عن حق الشعوب في تقرير المصير وتتدخل في شؤون ألمنطقه ألمجاوره لها في سوريا والعراق .
بينما هي تفرض على شعوبها القوه وتصدم مع الكورد وأطلقت تسميه على حزب
العمال الكردستاني بالإرهابي بغية مقاتلته وتدميره باسم ألشرعيه ألدوليه التي تنادي بتحجيم الإرهاب والقضاء عليه.
بينما نرى أن تركيا مارست ارهاب دوله واختطفت عبدا لله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من نيروبي بتاريخ 15/2/ 1999 بمساعدة الموساد والمخابرات الامريكيه وحكمت عليه بالإعدام وقد خفض الحكم إلى المؤبد لا محبته باوجلان وإنما لانضمامها للاتحاد الأوربي.
إن تركيا تريد أن تتحول إلى قوه سياسيه ولاعب في ألمنطقه كي تلفت الأنظار
عن ما تقوم به في الداخل التركي من قمع وإرهاب للكورد واللذين يتجاوزون أكثر من 22 مليون كوردي ومارست بحقهم شتى أنواع الاضطهاد وحرمتهم حتى من التعليم في لغتهم الكورديه .
نراها اليوم تتدخل بالشأن السوري تدخلا سافرا ووقحا وحتى شارك وزير خارجيتها
في مؤتمر ألجامعه (ألعبريه) المقام في الرباط وكان آخر تصريح له في
المؤتمر ((أن "النظام السوري سيدفع ثمنا باهظا على أفعاله".وكان داود اوغلو يعلق أمام صحافيين على القمع الذي تمارسه قوات النظام السوري قبل أن يتوجه
لاجتماع مع وزراء خارجية دول الجامعة العربية. ((
كما وحذر الرئيس التركي عبدا لله جول سوريا من استخدام منظمة حزب "العمال الكردستاني" المناهضة لتركيا والمسماة "بي. كي. كي" ضد تركيا، مبديًا رغبته في ألا تعود سوريا إلى دعم هذه المنظمة، التي وصفها بالارهابيه بينما لم يحذر العراق من ذلك في حين كل يوم يتابعون قوات الأكراد في العمق العراقي من جبال كردستان ويقصفون بالطائرات حتى الأراضي ألعراقيه.
وراح نتيجة القصف العشرات من العراقيين وتدمير العشرات من القرى ألعراقيه.
هنالك مثلا عراقيا يقول ( لو التفت البعير لحدبته لانكسرت رقبته ) لتلتفت
تركيا لواقعها المرير وتعالج جراحها وتسوية خلافها مع حزب العمال التركي أولا وتعطي الأكراد كافة حقوقهم حيث أنهم يمثلون نسبة عشرون في ألمائه وإطلاق سراح كافة السجناء والمعتقلين وإيقاف حملات الاعتقال ضد الأكراد .
بدلا من التدخل السافر بالشأن السوري والمطالبة بتجميد عضوية سوريا من
الجامعة العربية علما إن ذلك شان عربي ما علاقة حضور وزير خارجية تركيا
لمؤتمر الرباط . على تركيا أن تعرف حجمها وما عليها من احترام مبدأ ألجيره .
وان كانت تركيا تحب الشعب العربي والسوري بالذات لماذا لا ترجع الحق المغتصب لأهله وترجع الاسكندرونه إلى أهلها السوريين .
وفي احد خطب اوردغان قال (إن العنف لا يحل المشاكل ) ويعني في خطبته هذه
النظام السوري بينما لا يلتفت للعنف الذي تقوم به تركيا ضد الأكراد وبعض
الأقليات ومن هنا نرى إن ازدواجية المعايير في نهج تركيا مع الداخل التركي وتصرفها مع دول الجوار على أنها حاميه لحقوق الإنسان ونهجها ديمقراطي وتدافع عن حق الشعوب في التغيير
أخيرا على تركيا أن تتعض من تجارب الشعوب وتساوي خلافاتها مع ألمعارضه
التركية وحزب العمال وتترك العرب جميعا ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم