أين هو برنامج الجامعة الثقافي ؟-حيدر قاسم الحجامي

Thu, 17 Nov 2011 الساعة : 1:46

تظل أوربا الحديثة مدينة بانجازاتها وتطورها لمؤسسة التعليم العالي فيها ؛ فالقارئ لنهضة أوربا العلمية والتقنية والثقافية لا يمكنه إلا أن يعزو هذه النهضة إلا لجامعاتها .
فالبحث العلمي كانت له اليد الطولى في تنمية قدرات الفرد الأوربي وتطوير مهاراته العلمية والعملية ؛ والأخذ بيده نحو الدخول الى بوابات المعرفة الإنسانية الواسعة .
لذا انصبت جهود الدول الأوربية كافة وغيرها من الأمم المتحضرة على تطوير البحث العلمي وتطوير نشاط الباحثين من خلال إفساح المجال للجامعات لاحتضانهم ؛ ومد يد العون لهم من خلال التأهيل والتدريب والنصح والاستشارة وغيرها من المساعدات المادية والمعنوية الأخرى .
لذا فأن مقولة "أينما وجدت الجامعة نشطت الحياة الثقافية والعلمية في ذلك المكان  "مقولة صحيحة لو لا استثنائنا نحن ؛ فالبرغم من ولادة جامعة ذي قار منذ عقد من الزمن تقريباً إلا أن الجامعة بقيت تغرد خارج سرب ما يحيطها ؛ فلم تبادر الجامعة الى استثمار مواردها العلمية والتقنية والثقافية والمادية ؛  لتطوير واقع المدينة وتنشيط مفاصلها المدنية والإدارية ؛ من خلال انفتاح الدرس الأكاديمي على الواقع الاجتماعي كلا حسب اختصاصه ومناقشة واقع وقضايا تسهم في تطوير المجتمع واقتراح الحلول المناسبة لقيادة عملية البناء المنشود .
وإلا ما فائدة جامعة تحمل اسم المدينة أذا كانت غير معنية بواقع المدينة وهمومها وقراءة خارطة احتياجاتها قراءة علمية أكاديمية مستندة الى رؤية واقعية ونظرة مستمدة من البحث العلمي من خلال مد جسور التعاون مع مؤسساتها التنفيذية والتشريعية وخصوصاً مجلس المحافظة لا أن تقتصر زيارات أساتذة الجامعة لهذا المجلس على البحث عن قطع ارض مميزة لهم فقط !.
وإذا فرضنا أن الجامعة تعنى بالنخب الثقافية وتتفاعل معها وفق مقاس خاص ؛ أفلا يحق لنا أن نساءل القائمين على الجامعة عن برنامجهم الثقافي الذي يخاطب هذه النخبة ويأخذ بيدها للاندكاك في مشروع ثقافي ذا جدوى وتأثير ؛ وإزالة اللبس والغموض عن نشاطات بالية تتمسك بها بعض "المؤسسات والاتحادات الثقافية " مستمدة من النظام البائد ؛ وتصور للناس ان الثقافة محصورة بمهرجانات تكريم وتوزيع شهادات تقديرية .!
لم نكن ننوي أن نهاجم أحداً قدر ما هو تساؤل معقول ؛ ومحاولة لإلقاء ضوء على بقعة قد نجهلها دون قصد ؛ لعلنا نحصل على إجابة .

 

Share |