تراجع سعر صرف المواطن العربي مقابل الشاليط الاسرائيلي-صادق مكي عليوي
Thu, 17 Nov 2011 الساعة : 1:28

منذ عقود عديده تعلمنا وجوب احترام القوميات والاديان والطوائف وطقوسها ومعتقداتها .. احترام كل الانتماءات الفكرية والسياسية على اختلاف توجهاتها وحتى اللامنتمي تعلمنا ان نتحترم (عدم انتمائه).
قبل ايام عشنا حدثا تأًريخياً لايمكن لأحد تجاهل ايجابياته .(اطلاق سراح مئات الاسرى من اشقائنا الفلسطينين) بعد عقود وسنين غيبوا عنا شباباً ليخرجوا من خلف القضبان شيوخاً لكنهم بدوا شامخين وهم يدفعون ضريبة النضال اعتقالاً وحرماناً وابعاداً عن عوائلهم ورفاقهم وارضهم قلوبنا كانت معهم - ولاتزال - وهم يتنسمون هواء الحرية .. لم يأخذ هذا الحدث من وسائل الاعلام مساحة مناسبة لتغطيته .
ماحصل للاسف ضجة اعلامية اثارتها العديد من الفضائيات وهي تلاحق الاسير الاسرائيلي (شاليط) لتحوله الى بطلاً قومياً من خلال اخبارها العاجلة المتتالية... (شاليط) تم تسليمه .. لم يسلم .. يتمتع بصحة جيدة جداً .. يرتدي قميص قريب من (اللون الرمادي) .. سلم الى الجانب المصري .. لم يسلم .. سلم الى الجانب الاسرائيلي .. تتوالى الاخبار العاجلة من المراسلين .. نزل من السيارة .. دخل قاعة في مدخل رفح .. تم اجراء الفحص الطبي عليه في قاعدة عسكرية .. سيغير ملابسه .. تهافت وحالت استنفار من وسائل الاعلام للحصول على سبق اعلامي بتحقيق لقاء مع (جلعاط شاليط) . أما الاسرى الفلسطينيون غابو تماما عن الاعلام الى حين حافلاتهم ولم يتابع (تغير ملابسهم او اجراء الفحص الطبي عليهم) هذه الضجة الاعلامية (الشاليطية) بغض النظر عن كثير من دوافعها اعادت ذاكرتي الى الماضي القريب وبالتحديد قبل عامين تقريباً اذ كان سعر صرف شاليط =450 اسير فلسطيني وفي غضون سنتين ارتفع سعر صرفة الى (1027) مواطن فلسطيني. واليوم تعرفنا من خلال النشرة (الاقتصادية البشرية) على سعر صرف الجاسوس الاسرائيلي (ايلان غبرائيل) الذي يساوي (25) مصرياً (قبل غلق التداول).
ماذا بعد ايها العرب .. ماذا بعد المصرين والفلسطينين .. ماذا عن الاردنين واللبنانين .. السورين والجزائرين .. الليبيين .. السودانين وباقي الجنسيات العربية متى نتعرف على اسعار صرفهم ؟! ان القلب يتمزق ويعتصره الالم على امتنا التي علمت شعوب الارض كل انواع المعرفة .. الامة التي ضربت جذور حضاراتها عمق الزمن . كا للاسرائيلين غرضأً اخر من هذه الصفقة هو الاستخفاف بالمواطن الفلسطيني والعربي بشكل عام والتنكيل بهم .. نحن من اعطاهم مبررات الاستخفاف حين تقاتلنا ولا نزال مع بعضنا البعض نيابةً عنهم يشعلون نار الفتن وننفذ لهم مايخططون .. نتقاتل بأسلحتهم المصنعة والموردة خصيصا لنا مقابل عملاتنا الصعبة لتنمية اقتصاديات بلدانهم ورفع المستوى المعيشي لشعوبهم .. اما الفقر والمرض والجوع والحرمان هو نصيب الغالبية من مواطنيننا . ترتفع اسعار نفوطنا مقابل انخفاض (اسعار) بشرنا .
عملوا على قبام (السوق الاوربية المشتركة) عام 958 كان وليدها بعد (سنوات الحمل) الاتحاد الاوربي وارادت الجامعة العربية وليداً لها ينمو ويكبر ليواجه الاضرار التي تهدد الاقتصاد العربي بعد ثقيام السوق الاوربية المشتركة وقيام منظمة التجارة الحرة الاوربية وغيرها من التكلات الاقتصادية الاجنبية فقامت خمس دول من اعضائها عام 965 بالتوقيع على الاتفاقية الخاصة بقيام (السوق العربية المشتركة) وتركوا الباب مفتوح امام بقية دول الجامعة العربية للدخول في هذه السوق .. اين السوق ؟ واين السائق؟!
الحصيله كما يعرف الجميع دول عربية (مفككة) بدل السوق العربية المشتركة.. الى اين نتجه ؟ والزمن يأكل بأجيالنا المتعاقبة فقراً وحرماناً واستخفافاً. متى يتوقف اقتتالنا وسفك دماء بعضنا البعض .. قرون طويله من مسلسل حروب قاسية مخلفاتها الدمار والخراب .. المرض والجهل والتخلف .. تفكك واحقاد وخلافات .. متى نزرع في قلوبنا كلمة (حب) .. اروع واسمى كلمة في قاموسنا (العربي) . حب لكل البشر على اختلاف (اللون والرائحة والطعم) كلمة تحمل اجمل معاني الانسانية هي وحدها تقتلع مفردات العنف والقسوة والجريمة (اسير .. قتيل .. سجين.. جريح.....) وحدها تجعل كل شعوب الارض تعيش تسامحاً ومحبةً ووئاماً وسلام الى الابد .. عندها ستستبدل كل قطعة سلاح بوردة عطرة جميلة اللون حتى ولو كانت بلون (قميص شاليط).