صوت المرضى ام صوت-عقيل عبد الجواد
Thu, 17 Nov 2011 الساعة : 1:15

تمر الدول بمراحل خلال مسيرتها لكنها ما تلبث ان تغادرها الى مراحل ارقى في سلم التطور ولذا فهي دائما ً في المقدمة .
منذ اواخر القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع عشر عندما بدأ الطب في الغرب يستفيق وينهض وظهر بشخصيته المستقلة ظهر التخصص , فكل طبيب اختص بمعالجة جزء من الجسم حتى يقف كل وقته عليه ويستثمر فيه جهده وتتراكم فيه خبراته تصاعديا ً .
واستمروا على هذه الحال لكن ليس للأبد فهم يرفضون الاستمرار على شيء ما .. بل يمجونه ان طال به العهد ويغادرونه الى سواه فهم بتغيير وتطور وتصاعد مستمر ويرفضون الوقوف عند نقطة معينة لذا اوجدوا التخصص ضمن التخصص ذاته ..
اما نحن فنسير بعقبهم سير السلحفاة لكن نختلف عنهم ليس فقط اننا نضيع وقتا ً كثيرا ً عند المسير لكن ايضا ً عندما نمر بمرحلة من المراحل نرفض ان نغادرها حتى لكأننا نود ان نقيم عليها ابدا ً مثل " ﻋﻟﭺ بصوف " .
فبعد ان غادر الغرب قضية الاختصاص بجزء معين من جسم الانسان لتصبح تاريخ واستبدلها بعدة اختصاصات في الاختصاص ذاته ..
لا زال لدينا طبيب اختصاص عيون - على سبيل المثال -على طريقة القرن التاسع عشر في حين لدى الاخرين طبيب اختصاص بالشبكية واخر بالحدقة واخر بالقرنية او العدسة او عصب العين ....اي اختصاص دقيق ضمن الاختصاص العام .
و لم يتوقف الامر عند حد الابقاء على القديم بل حصلت المبالغة بالامر الى درجة وصل الموضوع الى ان يكون نكتة علمية ..
مثل ان يضع احدهم قطعة عليها اسمه ويكتب تحته اختصاص انف واذن وحنجرة وعنق فكأن الطبيب العبقري هذا قد اقتطع رأس الانسان بكامله واختص بكل اجزاءه وكأن الموضوع اننا بالنسبة له فئران تجارب .. ويا ريت " هم متعلمين بينا " .
والطامة الاخرى قضية ازدواج العمل بين القطاعين الخاص والعام ..وهنا تسكب العبرات فكما ان قضية الازدواج – ازدواج الجنسية - هي منبع البلايا السياسية لدينا كذلك الحال في وزارة الصحة .
مخطىء من يظن ان الفساد المالي او عدم وجود قانون احزاب ينظم عملها ويسألها عن سرقاتها هو مشكلتنا .
لكنه الازدواج لانه متعلق بالشخصية صاحبة الموقع التنفيذي ولو اصلحناه اصلحنا كل ما يأتي به .
كذلك الازدواج هو ام المشاكل لدى القطاع الطبي وحلها سيحل كل المشاكل ..
ولن نقارن بما حصل لدى الدول المتقدمة بل بما حصل لدى دول الجوار فدول الخليج قاطبة والاردن اضافة الى ماليزيا .. كلها قد فصلت بين العمل بالقطاعين .
والملاك الطبي اما ان يعمل لدى المستشفيات الحكومية او لدى القطاع الخاص والا تصادر اجازة ممارسته للمهنة .
ولو لم تكن خطوة ناجحة فلماذا اقدموا عليها وهم الناجحين ولماذا نصر نحن على البقاء على شيء اثبت فشله ..واثبت نجاحه بتحويل الطب من مهنة انسانية الى تجارية !!
والحق يقال ان من حقهم ان يستهدفوا الربح لانه غريزة انسانية لكن ان يتجاوز حد معين فانه سيتحول الى جشع .
في كل العالم الاغنياء اصحاب الثراء الفاحش هم التجار واصحاب الاعمال الحرة الا لدينا فالاغنياء هم السياسيين والصنف الثاني هم الاطباء وهذا مؤشر قاطع على وجود خلل فادح .