كشفيات القنبل لمعرفة الفرق بين الدجاجة والبلبل!-خليل الفائزي
Thu, 17 Nov 2011 الساعة : 1:13

(إيضاح: الهدف من كتابة هذا المقال بمناسبة عيد الغدير هو محاربة الأفكار المنحرفة و الضالة و تنقية الدين إنشاء الله من الخزعبلات و الخرافات و الادعاءات الباطلة)
في بعض المناسبات يعذرنا القراء والمتابعون لكتاباتنا خروجنا عن النصوص السياسية التي تعودوا عليها ويطالبوها منا دوما لان بعض الأمور و المواضيع لابد من تبيينها والرد على الشبهات وقول الحقيقة خاصة و اننا إنشاء الله من الأحرار الذين يقولون الحق حتى و لو كانت ضد إرادتنا و مواقفنا و مصالحنا.
فقبل فترة من الزمن التقيت أحد الاخوة الإيرانيين في إحدى الدول الأوروبية (ونحن نحترم الإيرانيين وغيرهم كثيرا ولا فرق بين الناس الا بالتقوى) و دار الحديث صدفة بشأن الأصول والجذور والألقاب فادعى انه (سيد) والسيد هنا للتوضيح للذين لا يعرفون يعني انه من أحفاد الرسول محمد (ص) و ذريته الصالحة اي من الأئمة الاثني عشر و لا إمام سواهم و كل من يطلق على نفسه لقب الإمام فهو كاذب و دجال كما جاء ذلك في الكثير من الروايات و الأحاديث المعتبرة، ولا يحق لأنصاره و المنافقين له من اجل المال والعمل والشهرة ان يطلقوا تسمية وكنية (الإمام) على اي شخص غير الأئمة المعصومين و كل من لا يقبل ذلك فلينطح رأسه الأجوف في الجبل!.
وعودة لصديقنا الإيراني فقد قال كما أسلفت انه (سيّد) من ذرية الرسول فقلت له مبتسما يعني أنت عربي و أصلك من العرب!. فغضب فورا و قال انا فارسي! ولا جذور عربية لي بتاتا! وتابع: أعوذ بالله أن أكون عربيا انا سيّد!.
من البداهة والعقل السليم ان نقولها بكل بساطة وهذا الأمر لا يتطلب اي ذكاء او مراجعة كتاب (كشفيات القنبل لمعرفة الفرق بين الدجاجة والبلبل!) فان اي شخصا سيدا او يدعى هذا اللقب يجب ان يكون اصله عربي و لا يمكن بتاتا ان يكون اصله هندوسيا او مغوليا او تركيا او فارسيا و لكن من المؤسف ان الكثير من المغالطات المتعمدة راجت في العقود الماضية خاصة في إيران باعتبارها حاضنة للمذهب الشيعي و ادعى الكثيرون انهم (سادة) من أولاد الرسول و الأئمة و حتى ان بعض الدجالين من الذين يزعمون انهم (سادة) او نواب للإمام المهدي الغائب تم بعد التحقيق معهم انهم لا يجيدون العربية و لا قراءة القرآن و عندما تتم مسائلة هؤلاء عن عدد سور القرآن صدقا لا يعرفون عددها و لا يجيدون حتى قراءة اي من سورتي الحمد والتوحيد، و ان وزارة الثقافة والإعلام و منظمة الزيارة الإيرانيتين أعلنتا مؤخرا عن وجود اكثر من 60 الف مرقد و ضريح رسمي لأحفاد أئمة الشيعة في إيران في حين ان واحد بألف من هذا العدد لا يدعي العراقيون ولا أهل جزيرة العرب و جوده من مراقد و أضرحة و مقابر لأحفاد اللائمة في تلك الدول بالرغم من هذه المناطق هي بالأساس كانت مكانا لحياتهم و مماتهم، و الأكثر من ذلك فان الجميع يعرفون من ان كافة أئمة الشيعة استشهدوا او قتلوا و هم شباب و لم يتم إبعاد اي من الأئمة و لا اي من أحفاد الأئمة الى ارض فارس سوى الإمام علي بن موسى الرضى(ع)، فمن أين جاء الملايين من السادة في إيران و كيف أرسل الأئمة أحفادهم الى إيران فقط دون سواها من دول المنطقة؟!.
و المعروف ان الإمام الرضا المبعد في مدينة مشهد كان يطلق عليه لقب او تسمية (غريب الغرباء) اي انه عاش واستشهد في مكان حجزه القسري في مشهد إيران وهو غريب و لم يكن له اي نصير من الشيعة و سبب ذلك بسيط جدا و هو ان الكثير من الناس قد لا يعرفون هذه الحقيقة التاريخية والمؤكدة و هي ان بلاد فارس كانت حتى قبل 5 قرون ونيف دولة سنّية وليست سنّية عادية بل ومتطرفة جدا في المذهب السنّي اكثر تطرفا حتى من جماعة طالبان الأفغانية في وقتنا الراهن، و بسبب هذا التطرف كان الحكام آنذاك قد اصدروا أمرا بقتل جميع أحفاد الشيعة و أنصارهم القلة في تلك الفترة اذا دخلوا الى إيران، وكان هؤلاء الأحفاد والأنصار يلبسون عادة عمامة خضراء او لديهم قطعة من القماش الأخضر يضعوها على رؤوسهم او أكتافهم تميزهم عن عامة الناس وعندما صدر الأمر باعتقال وقتل كل من يلبس العمامة الخضراء او يضع على كتفه او رأسه قطعة قماش خضراء نزع هؤلاء عمامتهم وابعدوا اللون الأخضر كليا عنهم تقية منهم حتى لا يعتقلوا او يقتلوا و ينقطع نسلهم و اصبحوا و أنجالهم وأحفادهم أناسا عاديين و انخرطوا مع عامة الناس لعدة قرون من الزمن حتى مجيء السلطان غياث الدين محمد بن أرغون (شاه بنده) احد حكام الدولة الصفوية المعروف برواته كيف تشيعت إيران وكيف طلّق زوجته باللسان فقط وهو على المذهب السنّي و أعادها لانه يعشقها بعدما اعتنق المذهب الشيعي على يد العلامة الحلّي ودعا الناس الى اعتناق المذهب الشيعي حيث أصبحت بلاد فارس دولة شيعية من تلك الفترة التاريخية فقط واصدر هذا الحاكم و كذلك نجله وحفيده قرارا هاما آنذاك حيث امر بتعيين راتب شهري لكن من هو من أحفاد الأئمة او يا يعرفون بالسادة تعويضا لهم ، وبدلا من ان يخدم هذا القرار ذرية الرسول (ص) و الأئمة (ع) فقد استغله المنتفعون والمنافقون والدجالون و لبس الكثير منهم عمامات خضراء وزعموا انهم سادة و من أحفاد الأئمة في حين ان معظم أحفاد الأئمة و السادة و خشية على ان لا يعرفوا او يكون هذا القرار مرحليا او مدبرا لاعتقالهم و قتلهم لاحقا فرفضوا القبول به ولم ليبسوا العمامات الخضراء التي تحولت يما بعد الى ألوان أخرى حسب المصالح الشخصية و الفترات الزمنية.
والحقيقة ان كل ما يقال من أكاذيب ملفقة حول المشاركة مع حملة المختار الثقفي او نصرة الإمام الرضا او وجود عشرات آلاف من مراقد أحفاد الشيعة في إيران هو مجرد تحويرا و تزيفا للتاريخ ولا حقيقة له بتاتا و ان هناك بعض المراقد الواقعية للشيعة بعدد أصابع اليد الواحدة في إيران و منها مرقد الإمام الرضا و أخته المعصومة في مدينة قم و عدد ضئيل اخر و اما الباقون فهو نسج من الخيال و من اجل جمع المال و استغباء الناس خاصة مرقد الإمام المهدي المزعوم في (جمكران) في ضواحي مدينة قم و هو مرقد بني من اجل بيع أراضي أحد الإقطاعيين الشاسعة الذي كانت أراضيه كلها لا تساوي مئة دولار ثم أصبحت هذه الأراضي المتر منها يباع ب 20 الف دولار و يزعم المشرفون عليه ان الإمام المهدي نعوذ بالله يعيش في بئر عمق 500 متر و هو جالس هناك يتلقى الرسائل و الخطابات الحكومية والعادية للنظر فيها و الرد عليها!. و أخيرا نشر في صحف إيرانية تقرير عن اكتشاف قبر لثلاثة من أحفاد الأئمة في مدينة كلاردشت شمال إيران ثم اتضح ان المعلن عن هذا الخبر كان صاحب ارض واسعة جرداء لا تساوي الف دولار و عندما زعم بوجود مقبرة أحفاد الشيعة في أرضه باعها ب 10 ملايين دولار!، و هكذا بالنسبة لمعظم المراقد والأضرحة المزيفة التي اصبح أصحاب الأراضي فيها من اكبر الأثرياء و الأغنياء بالدجل والكذب وتزوير التاريخ والزعم ان أحفاد الأئمة وصلوا الى قمم الجبال وعمق الصحراء و الغابات الشاسعة وتوفوا ودفنوا هناك لجعل أراضي البعض مباركة ماليا و تساوي المليارات! وحتى ان احد الأصدقاء أكد لي مؤخرا ان أسرته الفقيرة زارت مرقد الإمام الرضا ورغبة وعلاقة دينية منها قدمت هدية مالية حسب استطاعتها 20 دولارا الى مسئول توزيع الطعام في مرقد الامام الرضا للحصول على طبق طعام من مطبخ الإمام الرضا فرفض الشخص المسئول عن توزيع الطعام استلام هذا المبلغ الصغير و قال جازما: لماذا هذه الإهانة للإمام الرضا من خلال تقديم 20 دولار فقط لحضرته؟، ان الإمام الرضا لا يقبل بهدية مالية اقل من 100 دولار!. بالطبع ليضعها في جيبه لان الإمام الرضا هو حي خالد في جنة النعيم و ليس على جهنم الأرض!.
هذه ليست ادعاءات وهمية او اتهامات واهية بل إنها حقائق مخزية تسئ قبل كل شيء للائمة و للفكر الشيعي و إنها على شاكلة بعض المواقف والأفكار التافهة التي دفعتنا نحن و الكثير من أمثالنا ترك الدول الإسلامية و العيش في الغرب قسرا من أمثال الذين كانوا يدوسون على بطوننا و يثقبون قلوبنا و عندما نقول اخ! من شدة الألم يقولون: ها رأيتم قالوا اخ!. و عندما كنا نعترض مثلا على شحة وقلة بعض المواد الغذائية او رداءة الخدمات الحكومية او حتى انتقادنا لعدم وجود إعلام حر ونزيه يعترض هؤلاء التافهون علينا و يتهموننا بصوت عال ليسمع الجميع خاصة عناصر الأمن: لما تسبون القائد والرئيس! لان اعتراضكم هذا يعني إنكم تسبون القيادة العليا ومن يسب القيادة فقد كفر بالدين و حارب الله و الرسول بالسيف و المعول!.
قسما بالله هذه هي الأفكار التي أجبرتنا الهجرة قسرا و لسنا و لم نكن نهاب سلطات المسئولين ولا أجهزة أمنهم الجاهلة والقمعية و لا في اي من بقاع الأرض.
و عليه نقترح على الجهات المعنية والذين يدافعون عن الفكر الديني الطاهر والمنزه والخالي من الخرافات وكل أنواع الدجل، العمل سوية:
* بيان حقيقة مراقد و أضرحة الأئمة وأحفادهم بالدليل والمنطق و الوثائق اذا كانت موجودة و عدم السماح للمنتفعين والمتاجرين استغلال أسماء و بركات الأئمة و أحفادهم خاصة او هذا الاستغلال و المتاجرة يسئ لسمعة ومكانة الأئمة و لا يرضي الله بتاتا.
* نشر شجرة او أشجار أئمة و أحفادهم قبل صدور قرار تعيين الراتب المالي للدولة الصفوية الذي استغله معظم المنتفعين والمتاجرين بالدين و تحولوا الى سادة بالكذب و الرياء خاصة على نمط نص الآية (سيماهم في وجوههم) اي ان على الذي يدعي انه من ذرية الرسول الأكرم على الأقل يكون وجهه مشعا بالنور والأيمان وليس كما نرى الكثير من الدجالين والمتشدقين بأسماء السادة وجوههم مليئة بالحقد و الكراهية و النفاق.
* عدم استغلال الدين والوجاهة لذرية الرسول الأعظم خاصة للمتشدقين والمزورين لمكانة السادة لأمور دنيوية ومصالح شخصية و من اجل كنز الأموال و الالتصاق الدائم بكرسي الحكم الى ابد الدهر في حين ا نائمة الشيعة كانوا يعتبرون السلطة اتفه من عطسة تيس و لم يكن اي منهم يمتلك مالا الا بضع دراهم طيلة حياتهم و ليس حسابات قارون المالية الضخمة و السرية كما هو الان للبعض بالمليارات و في بنوك أجنبية اي في بلاد الكفر!.
* كل من يرى ان مقالنا هذا فيه افتراء وكذب يمكنه الرد علينا بالدليل و المنطق و البرهان لا بالشعارات و التهديدات و ساكون له عبدا على قاعدة المثل المعروف من علمني حرفا صيرني عبدا اي عبدا لأخلاقه وعلمه فقط لان العبادة تخص لذات الخالق و لا تذللا ولا تعظيما لسواه.