الى بهاء الدين الخاقاني وموضوعه النجف-ليال فردان النويس

Tue, 15 Nov 2011 الساعة : 19:32

المقدمة:
(العزيز .. اني جالسة امام البحر الان .. مستمتعة بهذا البحث .. العراق وما ادراك ما العراق .. النجف وما ادراك ما النجف .. البصرة وما ادراك ما البصرة .. كل شبر من العراق وما ادراك ذاك الشبر والرملة والماء .. لاينفع التعليق ساعلق عليك بموضوع.. وهذا هو الموضوع .. )
عندما تأملت النجف
ومافيها من جمال رسمه الخالق
وعندما تأملت مدارسها
وماتحمله من الابداع الفكري للخالق سبحانه وتعالى
عندما تأملت وتأملت
علمتني النجف
وحدثتني دون كلام
فهي تعطيك خلودا وحياة ليست بالحسبان
فسبحان خالقها وباعثها
هكذا والدك ضياء الدين وجمال الدين رحمهم الله
وكل المبدعين .. علمونا ..
كيف نغسل جهلنا واحزاننا
وكيف نجدد عصورنا وافكارنا
وانا اضرب الستار بين قاعة النساء والرجال في بيتنا بالخليج العربي
لاستمع اليهم وهم يزوروننا
او عندما اكملت الدراستي بالبصرة
وقد اشرف العزيز ضياء الدين رحمه الله على كل شؤون دراستي
وحتى منهاج دراستي في فرنسا
كانت احلى الايام ان التقي هؤلاء المبدعين
ومنهم السيد جمال الدين
او ان ازور النجف لاستمتع بجوها الروحي
وابداعات عوائلها الفكرية والعقائدية
هؤلاء علمونا ان هناك امور في المجاهيل
يكون تحقيقها من المستحيلات
وكلما تقترب منها خطوة تبعد عنك الف خطوة
علمونا أن لا نضيع وقتنا بالأوهام
علمتنا النجف عبر هؤلاء وامثالهم
ان الانسان
قد يمر بلحظات عصيبة
ومصائب وأزمات
لكن لابد أن ياتي الفرج من الله
ويعود كل شي كما كان واحسن
علمنا العراق ان اسير بعكس التيار
اذا اردت تحديا لنفسي والصعاب
فهناك أمور تتطلب منا بعض التحديات
علمتنا ارض الرافدين
ان انقل كل ماهو جميل
ابتعد عن القبح والكراهية
ان الرافدين بالنسبة لنا
لايحملا الا قطرات المطر
انهما يحملان تاريخ الحب وخلقته
مثلما يحملان جنة عدن وتاريخ الانسان والكلمة الاولى
والعصمة والانبياء والاولياء
وهذا العظيم علي بن ابي طالب
علمونا هؤلاء العباقرة بصرخة وشهيد وقصيدة..
فلنكن مثله
علمنا الجرح العراقي بأن كل شي
له جانب مضيئ وهو الحقيقة
وجانب معتم وهو الوهم
كانت النجف والعراق هما الحقيقة
وعدوهما الوهم
هناك جانب ايجابي وجانب سلبي
فكان الانسان العراقي هو الايجاب والعلم
وان عدوهما هو السلب والشيطان والجهل
علمتنا عمتنا النخلة امّ العراق
ان هناك من يضيئ دروبنا
وهناك من يفديك بحياته
واذا ضربت بححر اعطت تمرا
علمتنا كيف الثبات بوجه الريح
وكيف العبرة والقدوة
علمتنا الاحسان
علمتنا الشموخ وعدم الانحناء
علمنا العراقيون ان شمسهم تحترق بداخلها الف مرة
لكي تنير لنا
علمنا هذا الشعب انه النقاء
وانه نهوض امة
ولا ابالغ هكذا نعتقد
علمنا ان نكون وان نكون وان نكون
بين عذوبة الرجولة
ولذيذ النساء
وحقيقة العرب والديوان والسماء
هكذا تعلمنا العشق والدين سوية
هكذا كان العراق
وهكذا كانت النجف
علمتنا ان الحضارات لاتسير على وتيرة واحدة
وهناك بلحظة سيفجر كل مافيها
لتكون هي العصر والحضارة
علمتنا عندما لا ترضى الظلم لنفسها لا ترضاه لاحد اخر
هذا هو الخلق والمبدأ
وهكذا كان هؤلاء ذو الادب اليقظ
اشكرك ايها الاصيل
فقد نكأت الذكريات
كلماتك لم تكن رمالا لانك تعرف ما تقول
ان الوهم هو الذي يذهب ادراج الرياح
هكذا كانت كلماتك شواطئ لكتم الاسرار
ولكن من اجل ان تبوح بمجد العراق
وبقدسية النجف
كي ما تكون ملجأ لبوح الاحزان
والامال
بل بوح التاريخ
اختر بين ان تعتبر كلماتي عتابا
او تمجيدا
لان خمرة كلماتك هي سبب الجنون لامثالنا
.......................................................
[email protected]

Share |