ربيع العرب ......حل ام مشكلة؟- بشرى العزاوي -بغداد
Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 12:31

بعد كبت دام سنين وجوع وحرمان وظلم انفجرت طاقات الشباب وبدأت الإرادة تعلوا, والعزيمة كسرت القيود ,وتعالت أصوات الحق من أفواه الشعوب ,توالت الثورات وسقطت ألأنظمة وبدأت الشعوب تتحرر من العبودية والجبروت الذي كان مسيطر عليها لسنوات عديدة وبدأ الشباب يرفعون رايات الانتصار وينعمون بالديمقراطية ..الحرية ... والتحرر الذي كانوا يحلمون به ليل نهار, حيث اتحدوا بكل مكوناتهم ليحرروا أنفسهم من خلال قيام الثورات ضد الطغاة وكان الفيس بوك عامل أساسي ومساعد في اندلاع تلك الثورات وإسقاط الحكام الفاسدين , وسميت الثورات بربيع العرب , و بقي الواقع يتكلم ويسال هل ربيع العرب كان مشكله ام حل للشعوب العربية ؟
الشيخ ابو محمد الفكيكي الأمين العام للهيئة المركزية لعشائر العراق اجابنا قائلا "يعتبر حلا اذا كانت الجماهير هي من تتبناه دون تدخلات أجنبية او دون ضغوط بعض العملاء الموجودين في المنطقة ,لان الشعوب عانت من الدكتاتورية ومن الظلم ,ونحن قد مررنا بهذه المراحل من عام 1968 الى 2011 ,والجماهير تشتكي من هذا الحال بوجود الاحتلال ,اما اذا كان الشعب لم يتدخل بالربيع بل هناك تدخلات خارجية والدليل في ليبيا الناتو يرافق المقاتلين الذين يقاتلون النظام فالي اين سينتهي ؟وسياسة الحكومة القادمة مع من تكون ؟مع من اسقط النظام ام مع من دعمها ؟فان الولايات الأمريكية لها الثقل الأكبر بهذا الدعم لذلك أكيد سيخص المفكر وصاحب النظرية السياسية ان هذه الثورة مدعومة من الأمريكان لذا ان هذا لايعد ربيعا وإنما مصيبة على اللبيين وسوف لن تنتهي ازماتهم لخمسين سنه بسبب تدخلات اوربا بثقلها التي لديها أجندات وارتباطات داخل الدول العربية والتي لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة الامريكية وهذه الاتفاقات أخذت الثورة في غير محلها كما حدث في ثورة 1971 حينما ثار الشعب الروسي والحصيلة تفكك الاتحاد السوفيتي وتحولت الثورة الى كارثة للروسيين وانتهى الاتحاد السوفيتي لان اصل الثورة انحرف عن مسارها ولو كانت الثورة لم تنحرف لكان حققت طموح الجماهير والمتمثلة بالمرحلة الشيوعية .
*من جهته عبد العباس العامري رئيس منظمة ثقافية يقول "ان مصطلح ربيع العرب هو مصطلح حديث وعولمي حيث يعتقدون العرب انهم يعيشون في ربيع حاليا في حياتهم السياسية في عملية تغيير الأنظمة والحكام الموجودين على الساحة العربية ولكن بالحقيقة ان هذه المرحلة التي تمر بها الدول العربية هي ربيع خريف متداخل مبتدءا بانطلاقة شعبية عفوية تهدف الى تحقيق شعارات مطلبيه حياتية لشعوب المنطقة وبالتالي أسقطت الأنظمة العربية ".
ويضيف العامري "ان ربيع العرب يرافقه خريف الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط لهذا يعتبر ليس للأحسن وانما تغيير واقع حال لان بعدها ستظهر أجندات كثيرة هناك تدخلات وقراصنة سياسية وخاصة المتطرفين والمتطفلين على حركة الشعوب العربيه سيتفادون من هذه الثورات والانتفاضات لمصالحهم ولأجهزتهم وخاصة الأجهزة السياسية لدول المنطقة ودول الجوار والدول الإقليمية إضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي قد دخلوا بشكل ساخن حيث تحول من ربيع عفوي الى ربيع منظم توجهت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الى دعم حركة الثورة وحركة التغيير في ليبيا , اما في العراق فهو يحتفظ بخزين هائل من التراث النضالي والجهادي وسبقنا أشقائنا الشعوب العربية فلقد مررنا بربيع ثورة العشرين وكان الربيع الأول وكذلك انتفاضة 1991 وتعتبر أيضا ربيع كذلك ثورة 14 تموز .
*محمود محمد موظف في احدي الشركات التجارية (32 عاما ) يقول " ان كل الثورات التي حدثت والتي تحدث في البلدان العربية والإسلامية ماهي الا خطوه نحو شرق أوسط جديد تريده الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تدعي الديمقراطية والحرية لتلك الشعوب وبالتالي نرى الفوضى والتخريب للبنى التحتية لتلك البلدان والقتل المتعمد وغير المتعمد من قبل تلك الأطراف وغيرها وبالتالي ستستفاد من أمرين يقتل الشعب بعضه بعضا وتتخلص من اكبر عدد من المسلمين في تلك البلدان وإشعال نار الفتنه بين ذوي المقتول وبين القتلة ويستمر القتل والتشريد من تلك البلدان إلى بلاد المهجر وهو المطلوب طبعا فكل بلد ستقوم به الثورات ماهي الا خطوه باتجاه الاستيلاء على ثروات ذلك البلد وفرض القيود التي يريدها الأمريكان والإسرائيليون على الزعيم الجديد في تلك البلدان التي يطمح الاستعمار في إكمال مشاريعهم الاستعمارية والتوسعية فيها .
* د.حقي الجبوري أستاذ لغة عربيه في الجامعة المستنصرية يقول " في التاريخ السياسي العربي ... امتاز الوضع بالثورات والانقلابات المتعددة ، فهناك من انقلب على حاكمه ، ومن انقلب على والده ، ومن انقلب على أخيه ، ومن انقلب على دينه ، وفي الأحوال كلها كان المنقلبون الوافدون إلى سدة الحكم يؤمنون بنظرية (المؤامرة) ، ومنهم البعث المجرم بشخوصه المقبورين ، لست هنا ممن يطبلون لهذا وذاك ، إذ لم أجد في مطالعاتي التي امتازت بالكثرة والتمعن ما يمكن أن يمنع من وسم تلك الثورات والانقلابات ما يمكن أن يمثل ربيعا كما يطلق الآن على ما يحدث في (بعض) البلدان التي تحمل اسما عربيا .
ويضيف الجبوري " نحن أمام ما يسمى فصول (ربيعية) سياسية (عربية) ، وبتساؤل بسيط سهل يتوارد إلى أذهان أبسط المفكرين من أبناء الشعوب ممن لا يتمتعون بحس سياسي عال : ما الذي سيضيفه من جوانب إيجابية في حياة المواطن (العربي) المسكين ؟! أظن جازما ـ ويضيف كثيرون غيري معي ـ أن الأمر ليس سوى سيناريو آخر من سيناريوهات متعددة تطبق على عقلانية المواطن العربي ، حتى أصابت كثيرا من الناس بالعوق الفكري ، والانحطاط الذهني ، يضحك بها القادمون إلى قيادة البلدان التي تنام على وقع العروبة وتصحو وهي غارقة بجيوب العمالة للأجنبي ، إذ ليس هناك من حاكم (شريف) يرتضي أن يكون ذيلا لآخرين ، والتجارب تثبت أن كل شريف حكم بلادا لم يدعمه الاستعمار ، وكلكم يتذكر بعض من امتازوا بالشرف السياسي ممن قتلهم المستعمرون ، ومن هنا نقف لنسأل احتراما لبلداننا وشعوبنا الحرة : هل هذا ربيع عربي يختلف عن ذلك الذي يمكن أن يطلق عليه ربيعا أيضا لمماثلته الحدث والأحداث ؟!
ويشير الدكتور الى "أن السياسة بشخوصها تضحك على الحمقى من أبناء الشعوب ، فسذاجة كثير من العرب تجعلهم يطبلون ويزمرون على وقع ما يخطه السياسيون من تخرصات فشلهم وإرهاصاتها ، فيضحكون على الشعوب بهذه التسميات التي باتت ليست غريبة ؛ لأن المواطن العربي مهيأ لمثل هذه التفاهات السياسية ، ومن باب كل كلام من دون دليل باطل .