اسرائيل وامريكا و السلاح النووي الايراني -الدكتور جابر السعد

Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 12:25

في خضم الزوبعة التي تحتدم الان في الاوساط السياسية العالمية حول توجيه ضربة عسكرية لمنشآت نووية إيرانية قلل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من اهمية تلك الزوبعة , قائلا ان اسرائيل لم تقرر الدخول في أي عملية عسكرية. وأبلغ باراك راديو إسرائيل قبيل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أنشطة إيران النووية «الحرب ليست نزهة، ونحن نريد نزهة لا حربا». وتابع قائلا: إن إسرائيل «لم تقرر بعد الدخول في أي عملية» وذلك بعد تكهنات سرت في وسائل إعلام إسرائيلية أنه ( أي باراك ) ورئيس الوزراء بنيامين نتياهو قد فضلا الخيار العسكري .
لكنه قال إنه على إسرائيل أن تستعد «لمواقف غير مريحة» وأن تتحمل مسؤولية أمنها بنفسها في نهاية الأمر. ومضى يقول إن كل الخيارات يجب أن تظل مفتوحة للحد من الطموح النووي لإيران.
ومن المتوقع أن يزيد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الارتياب في أن إيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية على الرغم من تأكيدها أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم لا يهدف إلا لتوليد الكهرباء( كما تردد ايران باستمرار ) . وقال باراك «أعتقد أنه سيكون تقريرا قاسيا فعلا..هذا لا يحمل مفاجأة لإسرائيل.. نحن نتعامل مع هذه المسائل منذ سنوات».
لكنه أبدى شكه في أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تمتلك فيه كل من الصين وروسيا المتعاطفتين عادة مع إيران حق النقض (الفيتو) سيتصرف بناء على النتيجة التي تتوصل لها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفرض عقوبات جديدة.
وقال باراك «نحن على الأرجح أمام آخر فرصة لفرض عقوبات دولية منسقة وفتاكة تجبر إيران على التوقف»، ودعا لخطوات لوقف واردات النفط الإيراني وصادرات البترول المكرر إلى الجمهورية الإسلامية. فقوله هذا يزيد الوضع تعقيدا وقد يحفز المجتمع الدولي الى اتخاذ اقسى عقوبات بحق دولة ( مارقة ) كما يحلو لبعض الساسة الامريكان ان يسمونها احيانا ً .واستبعد ايهود باراك ان يلتئم الاجماع على عقوبة ايران لأنه يتوقع ان روسيا والصين سوف تستخدمون حق النقض ( الفيتو ) ضد فرض مثل تلك العقوبات .
اما على الجانب الاخر من العالم ( امريكا ). قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى، ، إن إيران هي أكبر تهديد للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط متجاوزة تنظيم القاعدة.
وأوضح المسؤول متحدثا في منتدى في واشنطن: «أكبر تهديد للولايات المتحدة ولمصالحنا ولأصدقائنا.. هو إيران». وسمح للصحفيين بتغطية المنتدى بشرط عدم الافصاح عن اسمه .وبذلك فان امريكا سوف تدفع بكل ثقلها لفرض عقوبات شديدة على الحكومةالايرانية في الامم المتحدة عند التصويت على فرض تلك العقوبات
وفي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قال المتحدث جورج ليتل إن الولايات المتحدة ما زالت تركز على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران.
وقال للصحفيين: «ما زال يساورنا قلق شديد بشأن نواياهم فيما يتعلق بالبرنامج النووي». وأضاف أنه فيما يتعلق بالأدوات المستخدمة حاليا «فالتركيز على الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية .
ورداً على سؤال حول الخيار العسكري، قال باراك إنه يدرك مخاوف العديد من الإسرائيليين من أن ضربة تستهدف إيران من الممكن أن تسفر عن هجمات صاروخية انتقامية مروعة من طهران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية اللتين تدعمهما إيران .
وقال باراك «ليس هناك سبيل لمنع بعض الخسائر، لن يكون الوضع سارا... ليس هناك احتمال في مقتل 50 ألفا أو موت خمسة آلاف.. وإذا بقى الجميع في منازلهم ربما لا يقتل حتى 500». وبذلك فان ايهود باراك قد وضع امام اسرائيل اسوء الاحتمالات في حالة الاقدام على ضرب المنشآ ت النووية الايرانية ..
وأجرت إسرائيل تدريبات واسعة النطاق على الدفاع المدني في الآونة الاخيرة قال مسؤولون في اسرائيل انها روتينية تجرى بين فترة واخرى .

الدكتور : جابــر الســعد
[email protected]
 

Share |