قوى الظلام الشريرة الخفية والادمغة البشرية ج3-ابراهيم عفراوي
Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 12:14

توكلت على الله الواحد الاحد الذي لاشريك له ولاولد
الشيطان وعقل الانسان
قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) : - ( احذروا عدوا نفذ في الصدور خفيا ونفث في الاذان نجيا ) . تحدثنا في الجزئين السابقين وبما تيسر من المعلومات عن الدماغ ووظائف جزئيه الايمن والايسر والذاكرة ودورها في حياة الانسان والغذة الصنوبرية ووظيفتها في مجال القوى الخارقة للطبيعة البشرية , فالدماغ بكل مكوناته واجزائه يعتبر مركز التحكم الرئيسي لدى الانسان وعن طريقه تتم عملية استقبال المعلومات والبيانات الصادرة من اعضاء الحس المختلفة المنتشرة في الجسم واعضائه المختلفة او التي تتلاقاها الحواس الخارجية من العالم المحيط حولها , ويبقى دوره الطبيعي ساريا وفعالا وكما خلقه الله اذا لم يتعرض لعوامل ومؤثرات خارجية او داخلية قد تكون سببا في الحد من نشاطه او تعجيزه عن اداء دوره المهم والمؤثر والفعال في كيان الانسان , ومما لاشك ولاجدال فيه ان الشيطان هو العدو الازلي للانسان وكما اشارت اليه ايات الله البينات التي لاتعد ولاتحصى ,كقوله تعالى( ان الشيطان للانسان عدو مبين ) وقوله ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوا عدوا ) وهذا العدو الذي حذرنا الله منه قد اتخذ اسلحة مختلفة ومتنوعة لمحاربة الانسان في كل مايتعلق بحياته الخاصة والعامة منذ ولادته وحتى مماته فهو يسعى لتدميره وتحطيمه نفسيا وفكريا وصحيا وجسديا وماديا ومعنويا فضلا عن محاربته دينيا وعقائديا فحربه التي اعلنها على بني ادم وذريته متشعبة ومتفرعة لايمكن عدها ولاحصرها اذ قال تعالى (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ) , وبالتالي لابد ان تكون تلك الهبة والمكرمة الالهية الهدف الاول والمفضل لديه في حربه الازلية والخبيثة لايذائه ومضرته وذلك من خلال تغيير فكره ونفسيته وبما ينسجم وتحقيق اهدافه واحلامه الخبيثة من خلال التاثير عليه بوسائله السرية المتنوعة والتي خصصها لهذا الغرض ومنها صوته الخفي ( الوسوسة ) والتي هي نقطة البداية لخروج الانسان عن طريق الحق والتصرف والسلوك السليم والتي تقود من يتبعها الى مراحل اخرى متعاقبة تنتهي في نهاية المطاف لان يكون وليا من اوليائه وعباده المخلصين وبلاشك ان الوسوسة حديث في داخل النفس والفكر لايسمعه و لايدركه الاصاحبه , وعند بحثنا عن تلك القضية في كتاب الله نجد ان هنالك العديد من الايات قد اشارت لهذا الامر ومنها قوله تعالى ( وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون ) فالحديث والكلام يرتكز اساسا على ماتتلاقاه اذن سامعه من غيره ويدركه ويحلله ويفهمه الدماغ ثم يقوم بالايعاز لذلك الشخص بالرد عليه بالعبارات والجمل التي تنسجم مع الموضوع المطروح , فاولياء الشيطان هنا والذين لايمكن للاخرين معرفتهم وتمييزهم في الحياة الدنيا الا من قبل عباد الله المؤمنين المتقين وذلك لانهم في نظر وتفكير غيرهم اناس بفكرهم الانساني الطبيعي , يكون جدالهم وحديثهم نابع من فكرهم الايحائي اللاواعي المرتبط بالاوامر والايعازات الصادر من الشيطان ووسوته الخبيثة التي اتخذت منطقة الدماغ مسكنا لها للتحكم بامثالهم فهو قد استولى على العقول والاجساد ولانجد دليلا على تلك الفكرة افضل من ان تقبل كلامهم والسير فيه واطاعتهم تودي الى الشرك بالله تعالى , ونجد في كلام أمير المؤمنين على بن أبي طالب (عليه السلام ) الكثير من الدلائل والبراهين على هذا الامر حيث يقول (اتخذوا الشيطان ملاكاً، واتخذهم له اشراكاً فباض وفرّخ في صدورهم، ودبَّ ودرج في حجورهم، فنظر بأعينهم، ونطق بألسنتهم، فركب بهم الزّلل، وزين لهم الخطل، فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه) فكذلك هم هؤلاء والسحرة المجرمين الذين انصاعوا لاوامرالشيطان وافكاره الخبيثة والذين اتخذوه الها يرى الاخرين باعينهم وينطق ويتحدث ويجادل بالسنتهم فهم جزء لايتجزا منه . ومن البديهي ان مهمة التاثير على العقول البشرية وادراكها لايقوم بها هذا المخلوق الذي لاتراه العيون لوحده بل لديه اتباعه وانصاره واعوانه من الجن الشيطاني الذي ساروا خلف رايته , واضافة لهؤلاء فان له اتباعا واعوانا من شياطين الانس ومنهم السحرة وبعلمهم الخفي الذي اوجده الشيطان لاضلال بني الانسان وسعى الى نشره بين الناس والذين يطمحون ويحلمون من خلاله لتغيير فكر وادراك وارادة الانسان ونفسيته ومن ثم شعوره واحساسه لسبب من الاسباب ولتحقيق اهدافهم وغاياتهم الدنيوية الرخيصة كان تكون ( تفريق ) او ( محبة ) او( زواج ) وغيرها من اعمالهم الشيطانية المتفرعة التي يعجز الفكر عن احصائها وبالاستعانة بشاطين السحر المكلفة من قبل الشيطان بهذا الفرع من فروع علمه الضال والذين هم اكثر خبرة من شياطين الانس فيما يخص بدور الدماغ ووظائفه الحيويه واسراره الخفية التي تمكنهم بعد استغلالها الاستغلال المناسب التاثير على الشخص وحياته وحسب المهمة المؤكلة اليهم . فلو ان انسانا حاقدا اراد الانتقام من شخص ما وتحطيمه وتدمير حياته سواءا من ناحية العمل او التفريق فيما بينه وبين شخص اخر او الزواج ... الخ , فانه لابد له من التاثير على هذا الجزء الالهي والحيوي المهم ليخرجه من دائرته الطبيعية التي خلقها الله الى وضعية تتلائم والهدف المنشود من وراء فعله الشيطاني الخبيث , فياترى على اي جزء من اجزاء الدماغ المهمة يسلطون تاثيراتهم السحرية لتؤدي الغرض والهدف المنشود لها ؟ وهل ان الساحر بسحره يؤثرخارجيا على حواس الانسان التي هي النوافذ التي تطله على العالم المحيط حوله ؟ ام يؤثر داخليا على ادراكه ووعيه والتي مصدرها ومركزها الدماغ ليجعله يعيش في عالمهم الخيالي البعيد عن عالمه وواقعه الطبيعي ؟ وياترى التاثيرات التي يلجا اليها السحرة عندما يقومون باعمالهم السحرية امام الناظرين والمشاهدين على اي جزء من كيان الانسان يسلطونها لتؤدي الغرض المطلوب ,هل انهم يؤثرون على بصر الانسان ( عينه ) ام على بصيرته وادراكه ووعيه الذي يحدث في الدماغ وهو الذي اساسا يقوم بمهمة تحليل وتفسير وفهم وادراك ماتراه العين ؟ وكيف يمكن لهم الوصول الى اهدافهم المنشودة في التفريق بين الزوجين دون التاثير على هذا الجزء الذي يتكفل مهمة تعامل وتفاعل الانسان مع نفسه ومع الاخرين فهو الموجه له والمسير لكل افعاله وتصرفاته وسلوكياته ؟ لابد من حالة واقعية يمكننا من خلال ماتعرضت له الوصول بعض الاسرار الخفية والمبهمة للنفوس والاذهان عن تاثيرات السحر والعالم الاخر على دماغ الانسان ووظائفه الحيوية ولاجد خيرا من تلك الحالة الماساوية والمؤلمة التي تعرض لها المرحوم التشكيلي ( اسماعيل عفراوي ) ونتمنى من الله ان يكون فيها نفعا للانسانية ولغيره من المبتلين بتلك الافعال المحرمة التي شاعت بين الاوساط الاجتماعية المختلفة منذ زمن بعيد ولازالت ومن اجل توضيح مايقوم به السحرة المجرمون خلف الكواليس ( لعنة الله عليهم اجمعين اينما كانوا وخاصة المتواجدين في منطقة ابودشير ) اذ ان التخاطر والتخاطب الروحي وباستخدام قوى الظلام قد تجسد بوضوح في تلك الحالة وكان سببا في تنويم المصاب تنويما مغناطيسيا والغاء فكره وجعله يعيش عالما بعيدا عن الواقع وهذا الامر لايمكن حصوله الا عن تاثير السحر على الدماغ وبصورة مباشرة ومكثفة مع المتابعة المستمرة وهو قد ادى الى الانفصام والتقمص في الشخصية .
http://www.youtube.com/watch?v=TuBtA8Ab1hw