أمريكا تعتذر...فاحذروا من هذا الاعتذار..عبد الجبار آل مسافر
Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 11:11

أخيرا اعتذرت أمريكا و بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن .
لا أعلم .. هل هي صحوة الضمير أم إعادة ترتيب أوراق الستراتيجية الامريكية الحديثة حسب معطيات السياسة الاخيرة التي تشهدها المنطقة العربية . وهنا عدة أسئلة تطرح نفسها بقوة علينا . من الذي هيأ و أعد انقلاب 1963 للاطاحة بالزعيم الكريم قاسم ؟
من الذي أتى بالبعثيين و عفلقهم لاستلام السلطة في العراق؟
من الذي جعل صدام المقبور يحكمنا بالحديد و النار أكثر من 35 عام؟
الجواب.. امريكا أيها السادة و الذي يقول (لا) فليراجع معطيات الاحداث بشكل دقيق .
فأمريكا تعرف جيدا و بالارقام كم أعدم من رجالنا و نسائنا و أطفالنا في أيام الانتفاضة الشعبانية و بعدها .
في تلك الفترة السوداء في التأريخ المعاصر و خذل الامريكان لنا في تقديم الدعم العسكري و اللوجستي للجيش الصدامي .
فنحن نشاهد جميعا و خاصة في مناطق جنوب و وسط العراق قصف طائرات صدام للعراقيين و هنالك غطاء جوي من الطائرات الامريكية لكي تؤمن لتلك الطائرات قصف الشعب الاعزل و كذلك قامت بتزويد الدبابات الصدامية بالوقود و تجهيزها بالعتاد و إرسالها لقمع الانتفاضة الباسلة و استأسد صدام و جنوده (علينا كالأسود الضواري و في الحروب كالنعامة) بالأضافة إلى التغطية الاعلامية الهائلة للدفاع عن الأجرام الصدامي بحق الشعب العراقي و اعتبرتها حق شرعي للسلطة للدفاع عن مكاسبها ..!
و هنا ظهرت البطولة و الشجاعة من(قائد الضرورة)
بأستخدام ابشع انواع التنكيل و التجويع و التعذيب للشعب العراقي بحجة الحصار الظالم
إني أقول و بكل صراحة وصدق أيها السادة نحن العراقيون و خاصة أهل الجنوب (سرقنا قوت الحيوانات من شدة الجوع) الذي مر علينا فماذا عسانا أن نفعل ؟
ضرب صدام حصار قاتل علينا لا طعام..لاحليب أطفال ..لادواء..لاوقود..لا..لا..............................
قطع الماء عن اهوارنا التأريخية التي رسم فيها القصب و البردي أجمل و أروع اللوحات السومرية تلك الحضارة الخالدة التي لاغبار عليها كالحضارات الاخرى مثل الحضارة المصرية .
و اقام بأبادة اخرى و هي الثروة السمكية التي كانت مصدر رزق للسكان في تلك المناطق .
بل اكثر من ذلك وهذا حسب تقارير المنضمات الدولية الخاصة بحقوق الحيوان انه انقرضت العديد من الطيور المهاجرة التي إلى أهوار العراقفي فصل الشتاء فلم تجد الماء فتهلك كما هلكنا نحن و بعد كل هذا تفاجئنا الولايات المتحدة بالاعتذار من الشعب العراقي .. وكان الاجدر بها ان تعتذر بصورة خاصة من اهل الجنوب لانهم هم الذي دفعوا الثمن الباهظ في تلك الفترة ..
مئات الالاف من الشهداء .. مئات الالاف من المشردين في كافة انحاء العالم.. مئات الالاف من المشردين داخل وطنهم..!مئات الالاف في السجون .. ومفقودين .
والله لاأبالغ في هذه الارقام ..و ليس لسرد مقالة أو قصة من قصص الخيال, بل هذه هي الحقيقة.. و الحقيقة يجب أن تقال أمانة للتأريخ و دماء الشهداء.
فأسمحوا لي أيها السادة و بكل تواضع أن أعلن تحفظي من الاعتذار الامريكي المخادع فانا اعتقد ان هناك مآرب اخرى للامريكان بأقامة مشروع جديد و تمهيد لازمة اخرى في البلد كي تمرر مشاريعها الخبيثة علينا . فأحذر من هذا الاعتذار .. فلنتحلى بالحكمة و الفطنة و نحسب له ألف حساب عن سبب وتوقيت هذا الاعتذار المفاجئ .
ولكم عبرة يا...........................................................
[email protected]