الاخاء المحمدي العلوي-نوفل عبدالحميد الموزان
Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 11:05

احدث العالم المسيحي جورج جرداق ضجة كبيرة في العالم عندما طرح كتابه ( علي صوت العدالة الانسانية في العالم ) ذلك الكتاب الذي ترجم الى العديد من لغات العالم ومنها الانكليزية والفرنسية والالمانية والفارسية ، ولعل الفكر المعطاء للكاتب وذكائه في خوض مواضيع حساسة مثل تلك التي اوردها في كتابه وتبنيه للجدية والحيادية في نقل التاريخ بخلاف ماذكر في الصحاح الستة وغيرها من الكتب المسندة للصحابة وكل ماذكر من مناويء في حق الامام علي (ع) جعلته كتاب مميز لا منافس له ولا يقبل التحريف او التأويل وهو من الحجج الواضحة على الجميع على الرغم من ان شمس علي لا يحجبها غربال. لقد تطرق جرداق الى الكثيرين منهم مثل اليعقوبي الذي ذكر في مجلده الثاني ان النبي محمد (ص) خرج ليلا بعد رجوعه من حجة الوداع منصرفآ الى المدينة فصار الى موضع بالقرب من الجحفة يقال له ( غدير خم ) لثماني عشر خلت من ذي الحجة وقام خطيبآ واخذ بيد علي بن ابي طالب وقال ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ). وذكر الفخر الرازي في التفسير الكبير ان عمر بن الخطاب لقي عليآ فقال له ( هنيئآ لك يبن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة ). وقد ذكر هذا الحديث ايضآ الترمذي والنسائي واحمد ابن حنبل وستة عشر صحابيآ وكذلك الشعراء الحاضرين في ذلك الموقع ومنهم حسان بن ثابت حين انشد :-
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم واسمع بالنبي مناديا
وقال فمن مولاكم و وليكم فقالوا ولم يبدو هناك التعاميا
الهك مولانا وانت نبينا ومالك منا بالوصاية عاصيا
فقال له قم ياعلي فأنني رضيتك من بعدي امامآ وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له انصار صدق مواليا
وكذلك قول ابن تمام :-
ويوم الدوح دوح غدير خم ابان له الولاية لو اطيعا
ولم ارى مثل ذاك اليوم يومآ ولم ارى مثله حقآ اضيعا
وقد ذكر النبي (ص) الوصاية لعلي (ع) في اكثر من موقع ، وقد روى ابي سعيد الخدري ان النبي محمد (ص) قال لعلي ( ياعلي حبك ايمان وبغضك نفاق واول من يدخل الجنة محبيك واول من يدخل النار مبغضيك ) وكلما نظر النبي (ص) لعلي قال هذا اخي. وفي حديث اخر ان النبي (ص) قال لعلي (ع) ان فيك شبهآ من عيسى ابن مريم ولايبغضك الا منافق. وروى ابو هريرة ايضآ ان النبي (ص) قال في محفل من اصحابه ( ان تنظروا الى ادم في عمله ونوح في همه وابراهيم في خلقه وموسى في مناجاته وعيسى في سنه ومحمد في هديه وعلمه فأنظروا الى هذا المقبل فتطاول الناس بأعناقهم فاذا هو علي بن ابي طالب ). ان الاحاديث كثيرة وطويلة وهي تشير الى امر واحد لا يقبل الجدل وهو ان النبي محمد (ص) يشعر بنوع من الاخاء الحقيقي للامام علي بن ابي طالب (ع) وان عليآ كان ممتلئآ بهذا العطاء ، وان النبي (ص) كان يوجه الانظار الى العظمة الانسانية التي تتمثل بشخصية علي والى انه خير من يستطع ان يتمم شروط الرسالة الاسلامية من بعده.
الباحث الاجتماعي