الزحام وارتفاع الأسعار لم يعكرا فرحة الأطفال
Sun, 13 Nov 2011 الساعة : 8:31

وكالات:
ملأت الفرحة قلوب الأطفال وهم يمرحون ويتجولون بين الحدائق والألعاب ومحال لعب الأطفال والحلويات خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، غير أن أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود لم يبينوا لأولادهم أن مدخراتهم نفدت لشراء الملابس الجديدة وتحضير المستلزمات الخاصة بالعيد بالإضافة الى مصروفات النقل والعيديات التي أنفقت في مدن الألعاب.
في الجهة الأخرى عانى المستثمرون للحدائق وأصحاب محال الألعاب الخاصة بالأطفال من إقبال شديد وصعوبة السيطرة على الموقف، فيما شهدت بغداد زحاما شديدا أسفر عن قطع عدة طرق أمام المركبات تحسبا لتنفيذ المجرمين وضعاف النفوس عمليات إرهابية قد تسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وتنزع فرحة العيد، الأمر الذي أرهق المحتفلين الذين تكبدوا عناء المسير لمسافات طويلة.في اليوم الأول
علي إسماعيل 13 عاما كان ضمن مجموعة مكونة من ثمانية صبيان بضمنهم أشقاؤه الصغار قال وهو ينتظر في طابور لعبة السيارات في متنزه الزوراء "جمعت قرابة 25 ألف دينار كعيديات من أعمامي وأخوالي وقررت أن أنفقها على الألعاب في مدينة الزوراء مع أشقائي وأصدقائي"، ويضيف انه تفاجأ بأن أسعار الدخول لأي لعبة قد تضاعف، ما بدد أحلامه في الدخول الى عدد من الألعاب الاخرى.
حيدر كاظم 21 عاما يصطحب شقيقاته لقضاء أوقات ممتعة في ألعاب حديقة الزوراء، بيّن أن أسعار الدخول الى الألعاب والمأكولات تضاعفت بشكل كبير، ما زاد من مصاريفنا وقلل من تمتعنا بالألعاب التي ترغب اخواتي بالدخول اليها، مؤكدا أن كثرة الزحام يزيد من البهجة في مشاركة المجتمع بالأفراح والمسرّات والتي تتطلب انضباطا أخلاقيا لردع بعض السلبيات.
اما السيدة أم لقاء التي ترافق أولادها وبناتها فشكت من قطع الطريق أمام المركبات، ما جعلها تتكبد عناء الوصول الى باب حديقة الزوراء خصوصا وانها ترافق ثلاث بنات وولدين أكبرهم عمره 9 أعوام، وأوضحت أنها وعدت أطفالها بنزهة في حديقة الزوراء الا انها قد لا تفعل ذلك العام المقبل بسبب قطع الطريق وارتفاع أسعار الدخول للألعاب.
عيديات
ومع توالي أيام عيد الأضحى تنفد مدخرات الأسر المالية خصوصا ذوات الدخول المحدودة – الموظفين- ما يجعلهم يمرون بموقف حرج أمام متطلبات الأسرة لغاية موعد الراتب الشهري.
ابو تبارك 48 عاما – موظف وأب لأربع بنات وولد- أكد أنه ادخر مبلغا قدره 300 ألف دينار لتلبية مستلزمات عيد الأضحى من ملابس جديدة ومستلزمات الطعام والعيديات وأجور النقل الا انها لم تصمد حتى اليوم الثالث من العيد، ما تطلب منه أن يستدان مبلغا إضافيا من أحد أصدقائه التجار.
وأشار الى أن ارتفاع أسعار الملابس والمواد الغذائية كاللحوم والحلويات وأجور النقل والألعاب الخاصة بالأطفال قبل وخلال عيد الأضحى أسفر عن زيادة المصروفات ونفاد المدخرات المالية، لافتا الى أنه سيضطر الى العمل بعد وظيفته لتوفير أموال إضافية لتلافي نقصها.
أم محمد – 34 عاما موظفة وأم لثلاثة أولاد شددت على ضرورة أن تسهم العائلة في رسم فرحة كبيرة على وجوه أطفالها الى جانب التزاور والترابط الأسري مع تحضير المأكولات الشهية والحلويات التقليدية، مبيّنة أن الضيق المالي لدى الأسر محدودة الدخل يمكن معالجته من خلال التقتير لغاية موعد الراتب المقبل.
الباحثة الاجتماعية ندى فاضل أكدت أن بنية المجتمع العراقي المترابطة تحتم على العوائل اتخاذ مسالك محددة للتعبير عن أفراحها او أحزانها رغم ان ذلك قد يؤثر على دخلها، باعتبار ان عدم التصرف على وفق التقاليد والأعراف قد يعرض تلك العوائل الى انتقادات من قبل المجتمع.
وتابعت فاضل "لذا فإن على أولياء الأمور الالتزام بتلك العادات الموروثة – وهي جيدة - رغم الضرر المادي الذي يتعرضون له"، موضحة أن شراء الملابس الجديدة وذبح الأضاحي ومنح العيديات وإعداد الولائم والتزاور وإسعاد الأطفال والتركيز على الترابط الأسري من أهم تلك العادات الموروثة التي يتوجب الحفاظ عليها من جيل لآخر.
ارتفاع أسعار الألعاب
ويتخذ المستثمرون وأصحاب الألعاب من الأعياد والزحام سببا في رفع أجرة الدخول الى ألعابهم.
أبو دنيا – لديه دولاب هواء في كورنيش الأعظمية - يرجع سبب مضاعفة أسعار دخول اللعبة الى الزحام الذي يتطلب عمالا إضافيين ووقودا لتشغيل ماكنة الدولاب.
واضاف "ان المناسبات المفرحة في البلاد قليلة، لذا فإن إقبال الأطفال نحو الألعاب لايتكرر خلال السنة الا مرتين، وان إيجار الأرض لايمكن سداده خلال الأشهر التي لاتوجد فيها مناسبات، وعليه فأصحاب الألعاب يعولون على أيام الأعياد لسداد ما بذمتهم من ديون ومبالغ الإيجار".
الحاج ابو عمار – صاحب مدينة ألعاب صغيرة في حي الغزالية - أكد أنه يغلق مدينة الألعاب في الأيام الممطرة او العاصفة، ما يعرضه للخسارة، وان مضاعفة الأسعار لا يتكرر الا في الأعياد نتيجة الزخم الهائل للأطفال على جميع الألعاب واضطرارنا لتشغيل عمال إضافيين للسيطرة على طوابير الأطفال الى جانب الوقود اللازم للإنارة وتشغيل مولدات الكهرباء.
خدمات واطعمة
وانقلبت عملية قطع الطرق أمام المركبات قرب مناطق الاحتفال الى فائدة وأرباح كبيرة، جناها أصحاب الأكشاك والمأكولات السريعة.
سعد جبار صاحب كشك في حديقة الزوراء بيّن أنه يبيع يوميا وجبتي كص لحم – وزن الوجبة 25 كغم – وان الصمون لديه ينفد في الغالب لكثرة الزبائن، مؤكدا أن ما جناه خلال الأيام الأربعة من عطلة الأضحى يعادل أرباحه خلال ثلاثة أشهر.
وأشار جبار الى أنه يعتني بنوعية اللحوم المعدة للشي وان فرقا رقابية من مديرية الصحة تزوره يوميا لتراقب النظافة العامة في الكشك، مرجعا سبب رفع سعر – لفة الكص- الى ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق خلال عطلة العيد.
زميله ابو صاحب لديه محل صغير لبيع الفلافل قرب مدينة الألعاب في متنزه الزوراء أوضح انه لم يرفع سعر لفة الفلافل عن 500 دينار كونها طعام الفقراء، لافتا الى أن الطلب على الفلافل خلال عطلة الأضحى هذا العام كان أفضل من العام السابق.
أحد أفراد طاقم التفتيش طلب عدم ذكر اسمه بيّن ان التعليمات الصادرة أكدت بعدم السماح للمواطنين بإدخال المأكولات الى حديقة الزوراء الى جانب تفتيش الحقائب والأكياس التي يحملونها حفاظا على النظافة العامة، وأكد أن طاقم التفتيش تعرض الى عناء كبير نتيجة للأعداد الهائلة من المحتفلين في متنزه الزوراء.
وأشار الى أن جهود طواقم الأمن في حديقة الزوراء والتزامهم بالتعليمات كانت السبب في نجاح الخطة الأمنية وعدم حدوث اية حالة تعكر الأمن باستثناء المشاجرات البسيطة التي تحل بالتراضي غالبا.
المصدر:الصباح