رمز الوفاء وسيدة العزاء ام البنين الاربعة- ظاهر صالح الخرسان -سوق الشيوخ
Thu, 19 May 2011 الساعة : 9:10

أن الوفاء مفهوم يشير إلى خصلة أخلاقية خيرة رفيعة المستوى، وفيها معنىالصدق والاحترام ورد الجميل بالجميل. والأمانة في القول والحب.
وليس أعرف مفهوماً واحداً نقيضاً لمفهوم الوفاء، بل إن المفاهيم المضادة هي الغدر والخيانة والكذب ونكران الجميل.
ولأن الوفاء خصلة أخلاقية سامية جداً فإنها تحتاج لتكون سلوكاً إلى نفوس نبيلة ومثقفة ثقافة إنسانية عالية جداً.
والحقأن العامل الرئيس الذي يمنع حضور الوفاء قيمة تتعين بسلوك الأفراد هوالأنانية، بكل ما يحمله هذا المفهوم من المصلحة الذاتية والحسد والغيرةوموت الآخر...
نقف اليوم على سيدة جليلة خلّدها التأريخ لا يُذكر الوفاء ويتم الابذكرها انها قدوة الايمان والاستقامة امثولة الزوجة الصالحة ،التي ما وضعت قديمها ببيت على الا ونكرت ذاتها وحدّدت معالم رسالتها التي شاء الله ان تحملها ،في هذه اللحظات ترى ان كل تطلّعاتها تحققت ،كيف لا القرب من وصي الرسول وخدمة ابناء الرسول ،وان تربي ابطالا لكي يكونوا شهداء الحق في طريق الاسلام تحت لواء سيد الشهداء وهل هناك هدفا اعظم من ذلك ورسالة اثقل منها ؟؟؟
هذه المرأة العظيمة التي تنازلت عن اسمها ليلة زفافها (وتنازلها هذا يعني انها تنازلت عن رمز شخصيتها في سبيل الله ) وان دلّ هذا فأنه يدلّ على ذوبانها بشكل تام في بوتقة الايمان وايُّوفاء وهي تربي اولادها وهم من صلب علي على انهم خدّاما لأبناء الزهراء فكانت غالبا ما توصي ولدها العباس (بني اذا جلست بين يدي الحسين بن رسول الله فأجلس جلسة العبد امام سيده ومولاه ) ...
قد تقدّم الام ولدها في لحظة الحماس ابنها قربانا للدين كما قدمت ام وهب ابنها في واقعة كربلاء ، ولكن ان تتزوج امرأة وتنجب اربعة اولاد وان تربيهم من اجل التضحية بهم في يوم موعود ان ذلك لشيء عظيم ،قد علمت ان زواجها من عليا لكي تنجب الاربعة الذين يقفون مع الامام في ملحمة الطف ولكي ولدها حامل اللواء ، فكم هي قيمة الفترة التي مرت بها من حمل وانجاب وتربية من اجل التضحية بهم أي كانت حياتها وفاء .
اذن عودُ على بدء قامت بدورين متكاملين في بيت الزوجية :
الدور الاول : خدمت اولاد رسول (ص) خدمة ورثتها لأبناءها ،وهكذا تعلم العباس واخوته من امه كيف يخدمون ابناء رسول الله ....
الدور الثاني : ان تربي اولادها وتفديهم للحسين وتكون هي المعزية للزهراء بأستشهاد ولدها .
الى ان جاء ذلك اليوم الذي دخل فيه ناعي الحسين الى يثرب ينعى الامام عند قرب النبي (ص) لم تكن ام البنين جاهلة بالواقعة ولكن هول الصدمة كان كبيرا على قلبها فليس سهلا على المؤمن ان يسمع بأن الحسين قتل وكيف بأم البنين وهي تعرفه امام زمانها وسيدها وعزيزها التي ربته ويناديها اماه ام البنين ،المصيبة وقعت على قلبها كالصاعقة فنعت الحسين واحسنت العزاء وعلمت ان ولدها العباس قتل علمت ان مهمتها اوشكت على النهاية وبقي عليها الدفاع عن قيم الحسين فشاركت زينب العزاء ولم يذكر يوما انها ندبت اولادها وصنعت في البقيع اربعة قبورلأبناءها وقبر اكبر وسطهن فتحتظن القبر الوحيد وتندب يا حسين فكان اهل المدينة يجتمعون حولها ويندبون الحسين فكان مجلس عزاء ام البنين من اشجى المجالس التي عقدت للامام الى ان لبت نداء ربها واصبحت بابا من ابواب الحوائج عند الله لانها ذابت في الدين والقيم وأعطت كل ما لديها في سبيل الله .........
ام البنين ماسمى مزاياك
خلّدت بالصبر والايمان ذكراك
وقلت قولتك العظمى التي خُلدت
الى القيامة باق عطرها الزاكي
أفدي بروحي وأبنائي الحسين أذا
عاش الحسين قرير العين مولاك