هل يحتاج السيد المالكي ( لمثل ) عباس الموسوي ......؟-نعيم عبد مهلهل
Sat, 12 Nov 2011 الساعة : 1:28

ارتبطُ بالسيد عباس الموسوي السياسي والداعيةُُ الاسلامي والذي يمتاز بخلق وطني وروحي وتنويري وعرفت هذا بحكم معاشرة العمر معه في طفولة المدينة والجورة ومقاهي الغربة في دمشق وبيروت وأوربا والعلاقات العائلية التي بقت تربطنا بالرغم من اختلاف مناهجنا والمبادئ .ودائما كنت انا والسيد عباس الموسوي نبقي في مودة الحديث مسافة من الود تجعل من العراق النقطة التي لانختلف عليها ابدا . فالرجل انتمى للدعوة روحيا منذ صباه وفي شبابه الذي عاشه في المنافي والتشريد انتمى استقل تنظيما ومنهجا في فكره وأراءه وقال في احدى الحورات معه :هذا المنهج ارتضيته بقناعة الروح والايمان بالرغم من أن حبل المشنقة أو برميل الاسيد الثمن الوحيد له وكان بالنسبة لي هو الثمن البطولي والايماني الذي علي أن افتخر فيه.
عباس الموسوي ( صديقي ) محاور ومتصدٍ جيد ورجل مهني واداري ، خَبرتهُ اثناء تسلمه منصبه كنائبٍ لمحافظ ذي قار بعد 2003 مباشرة .وكانت تلك الايام اياما للمحنة والاختبار لقدرة الانسان ليواجه هذا المتغير في مدينة عانت الاهمال والتهميش لعشرات السنين . وكان على الموسوي والذي غادر المدينة طفلا ولم يرها منذ اكثر من عشرين عاما أن يتعامل بحكمة وصبر وتحمل ومعايشة مع واقع عليه أن يبدلهُ من حال الى حال . وبالرغم من مشقة المهمة إلا أن الرجل وكنت اراه واتابعه يتعامل مع الامور بمهنيةٍ وشجاعةٍ وصبر بالرغم من كل اشكاليات تلك المرحلة الصعبة والشاقة والشائكة.
يعيش صديقي عباس الموسوي اليوم بين العراق بيروت لكن نبض العراق معه دائما . ودائما نلتقي في اماسي المودة العائلية في مجالس السيدة زينب ودائما ارى العراق وأمنه واعماره يرسم في عينيه اصرارا ومشاريعا تنويريه وصوتا عاليا .ويعجبني فيه أنه دائم الحضور على قناة العربية والقنوات العراقية بشتى مللها ونواياها ليحلل الوضع العراقي بدراية وعقل ومنطق .
عباس الموسوي ذاكرة اسلامية تنويرية استفادت تماما من مهجرها الاوربي وتعلم الرجل بدراية وعيه وتأثره بمنهج الشيخ محمد باقر الناصري أن يكون محاورا ومحلالا حاذقا للدفاع عن قضية ونهج آمن به وادرك من خلاله ان الوطن بشتى رؤاه يمثل المذهب في منهج حلمه وتطوره وسعادته .
الرجل برؤيته الصائبة واصراره على مصاداقية منهجه وروحه التصالحية والواعية لمجريات الامور تختاره الكثير من الفضائيات ليكون محاورا واعيا لهذا المشهد الصعب واظن ان عباس الموسوي من الذين يؤسسون لرؤيا منفتحة الافاق التصالحية لبناء عراق يتعزز فيه قيمة حضوره وهويته وتأريخه .فالرجل لم يكن ليجاهر بمظلومية ما تعرض له هو واهله بل تراه يقيم وزنا لرؤية ما حدث وسيحدث واسمعه دائما في مجادلاته يدافع عن قيم الدولة والحكومة في رغبتها ليكون العراق عراق الجميع وليس عراق المذهب والطائفة الواحدة.
هو الان خارج الطاقم الحكومي لشعوره ان العراق بمنصب او بدونه هو الهدف الذي علينا ان نجعله ذمة في اعناقنا ولأنه رجل قضية تراه يدافع تماما ( وهذا من حقه ) عن مشروع الدولة التي يسعى السيد نوري المالكي لبناءها وأنا ارى الرجل ( المالكي ) يكاد يكون مجابها صلبا دون اعانة جادة من طاقمه الحكومي ومستشاريه .وتلك معضلة أن نضع الرجل امام حتمية تاريخية صعبة ونبقى نراقب المشهد بقليل من التصريحات والابتسامة والدعم الخجول .فيما نرى رئيس الوزراء يمسك اصراره لوحده ويقول :دولتي امانة بعنقي واريد أن اوصلها لبر الامان .وحتما هذا المشهد الملبد بأشكاليات لاتحصى وحرج تاريخي سيخلفهُ انسحاب المحتل ورهانات سيئة القصد واخرى حسنة يحتاج فيها المالكي الى طاقم اعلامي واقتصادي ووسياسي بمستوى طموح الرجل لا بمستوى هذا التحرك الباهت لطاقم لا اراه على الفضائيات إلا نادرا سوى وجوها صامتة تقف خلف رئيس الوزراء في المؤتمرات الصحفية فيما المرحلة لاتحتاج لرجل وحده يكافح النوايا المبيتة والتدخل الخارجي والارهاب ومتاعب الشركاء وأخطاء الحكومة والفساد المستشري فيها بسبب ما يقوله المالكي : محاصصة الامر الواقع ولو كان في يدي أن يكون لبدأت من الصفر حتى في ما يهم الدستور .لأن العراق يحتاج الى رجل يبنيه جديدا وليس يُبنى على تراكمات الماضي وبقاياه.
أنا لااعرف رئيس الوزراء وبيني وبينه الاف الفراسخ .لكني اعرف السيد عباس الموسوي جيدا وبيني وبينه مسافة بوصة من العشرة القديمة والصداقة والذكريات في طفولة الشارع في الناصرية واماسي مناحات مودة الطف ومواكبه الشجية أيام عاشوراء في السيدة زينب وسَمرُ الاصدقاء على ليل عطر العراق وسحره .
لهذا اتمنى لهذا الرجل ان يأخذ مكانه في طاقم رئيس الوزراء كلما اسمعه يدافع عن قضية المالكي في محاولته لبناء دولة يتعبها هذا الهدر وهذا التحصن في المنطقة الخضراء وتلك الامتيازات والاقطاعيات من جسد العاصمة . اتمناه ان يكون ناطقا بأسم قضية رئيس الوزراء وهي حتما قضية وطنية ترى في وجه الرجل المالكي كل ملامحها وبدون قصد اسمع عباس الموسوي يجسدها في دفاعه المبدئي عن حكومة المالكي ومنجزاتها .
أنها رؤية اتخيلها في قرارة نفسي واجد من ادبيات وأخلاقيات ما ارتبطت به بصديقي الموسوي أن انوه لجهده الاعلامي والوطني في الدفاع عن مشروع دولة وطنية وهو الرجل المستقل بالرغم من ان كل اهل بيته هُجروا وسُجنوا ونفتهم الجغرافيات لدول شتى هم يرتدون عباءة الدعوة ومنهج الصدر الاول قدس سره إلا ان الموسوي يتحدث بصوته المستقل وبشجاعته التي يصرح بها مرة من شاشة العربية قوله :لو كان المالكي خاطئا في منهجه لصرخت بأعلى صوتي انه خاطيء .ولكن الرجل يثير اعجابي في عمله ومنهجه الوطني وصلابته ..!
هذا صديقي عباس الموسوي الذي اتمناه ليكون ضمن طاقم رئيس الحكومة صوتا للتوازن ولكشف الحقيقة للرأي العام بمنطق العلم والرؤية الواضحة والتبرير الواعي لحقيقة كلما ما يجري.!
دوسلدورف في 27 اكتوبر 2011