دولة اخوانا السنة -عقيل عبد الجواد
Wed, 9 Nov 2011 الساعة : 23:52

وسط ضجيج دعوات الوحدة والاخوة الوطنية جاءتنا جريمة النخيب لتثبت لنا ومن جديد عدم جدوى وغباء دعوات كهذه .
واعتذر لما قد يبدو من قسوة في الكلام فالموضوع لم يعد يحتمل أي مجاملة لأي كان فالثمن اصبح دماءنا .
كان رد الشيعة كالعادة مخيبا ً للسعادة ; اما التغاضي عن الجريمة والاستخفاف بتجذيرها وتغطيتها بخطابات الوحدة الوطنية ردا ً على من يريد الخوض في الاسباب وهي دعوات من ذوي المناصب والمكاسب السياسية التي استحصلوها بحسب المعادلة القائمة ولذا فأن معالجة اسباب الاحتقان من جذورها ستعني تغيير للمعادلة التي اوجدتهم وبالتالي خسرانهم لهذه المكاسب .
ولا بأس ان يٌقّدم الشيعة كالاضاحي على مذبح الخداع والسراب بأخوة سنية شيعية حيث الشيعة بترقب دائم لديكتاتورية سنية جديدة تذبحهم .. لقيام الساعة هذه المرة فالله لن يكون مستعدا ً لأرسال امريكا مرة اخرى .
والرد الثاني كان من الدهماء اصحاب منهج " البشة الضاحكة " الذين لم يروا ضيرا ً بما حصل وانه يمكن التغاضي عنه .
أما اخوانا السنة فكان ردهم من خلال قنواتهم الطائفية - وخاصة الشرقية – قناة العهر السياسي والتعري الطائفي الذي تمادت به وتسافلت لدرجة لم اكن لأتوقعها .. فلقد نعتوا وزير الدفاع " بأنه خائن لأبناء جلدته ولأبناء محافظته .." لأنه دليمي فكان المفروض ان يعلي دليميته على وطنيته ...!!
وظهر صالح المطلك وسياسي سني اخر منتفخين كالديكة مع مجموعة من ابناء الرطبة الذين القي عليهم القبض ..
وهؤلاء طبعا ً هم الوطنيون بقياس قناة الشرقية وبقياس اخواننا السنة الذين يضعون طائفتهم ومناطقيتهم اولا ً .
فأي طائفية اسوأ مما نشهده والعجيب انه وامثاله لا يحسون بالخجل او العار من افعالهم بل على العكس يعتبرونها مصدر فخر . قد يكون طبيعيا ً ان ترى انسانا ً يخفي مرضه لكن ان ترى مريض يفتخر بمرضه ..فهذا هو العجيب !
اسمحوا لي ان استدعي ارواح الاجداد كما فعلها قائدهم صدام لكن مع الفارق فهو استدعاها كشر موجه من قومه نحونا اما انا فاستدعيها لخيرهم كما انه تراث مشاكل عشائرية بين عشائر شعية ..
حصلت لدى عشيرتنا مشية ايام عمي " هميل " رحمه الله فطلب ان يحضر المشية اضافة الى كبار العشيرة بعض الشباب من الذين قد يصنفون انهم شباب شوارع وكان هدفه ان يضفوا جوا ً من التهديد - تحت السيطرة - حتى يعلم المقابل ان هذه العشيرة ليست كلها ناس خيرة وبالتالي يحترمها القادم ويهابها .
وانا لا اقول ان عشائر كربلاء كان يجب ان " تَفشخ " الشيخ علي حاتم حين زارهم ليبرد المسألة ضمن العرف العشائري – بل ان يسمع منهم كلاما ًيخالف رأيه ...فلو كنت مكان احد رجال عشائرنا المهيوبة لقلت له " ان منطقك الذي جئتنا به من انهم لا يمثلون عشائرنا وابناء مناطقنا فهذا غير صحيح وكل من يصدق به فلا عقل له حتى وان ارتدى العقال ... فمثلا ً لنفترض ان فتاة نزلت الى المدينة عصرا ً ورآها (100) رجل قام منهم (3) باسماعها بعض الكلمات .
فالمنطق الذي يقول ان هؤلاء الثلاثة فقط كانوا معجبين بها ليس صحيح , لكن الصحيح ان نقول ان المئة كلهم معجبين لكن الثلاثة وجدوا لديهم الاستعداد لكي يسمعوها هذا الكلام اما الاخرين فكانوا معجبين لكن ليس لديهم الجرأة او الاستعداد فهي مسألة فروق فردية اما القاعدة –انجذاب الرجال الى النساء - فمشتركة .
وحادثة عاقر ناقة صالح في القران الكريم هي نبراسنا ومثلنا في فهم ذلك صحيح ان عاقر الناقة هو فرد لكن ثمود كلها كانت مشتركة بقاعدة تكذيبها بالنبي واستهانتها باية الله لكن عاقرها امتاز بأن عبّر عنه عمليا ً .
ولذا فان قيام قتلة من السنة بجريمة النخيب تعكس حالة عامة وشعور مشترك من الكره تجاه الشيعة ثم جاء هؤلاء وامتازوا بان فاقوا غيرهم وترجموا هذه الحالة العامة الى جريمة
لكن عشائرنا التي استهانت بدمائنا سيسهل عليها ان تستهين بالعرف العشائري ولم يتبقى لدينا سوى هيبتنا الاولى والاخيرة المحفوظة بأمر الله هيبة المرجعية ..ولا فخر لنا في ذلك .
حدثت مشكلة عشائرية مع احدى العشائر الماذية فقال عمي " زغير " رحمه الله ذولة مثل" الغريري يردون طﮓ على خشومهم " .
والغريري – كما ينقل التراث الشعبي - حيوان يحتمل كل ضرب يوجه له الا ان يضرب ولو بخفة على انفه فيلقى حتفه , واخواننا السنة بحاجة منا الى هكذا ضربة - فدرالية - ضربة اب لابنه العاق وضربة اخ اكبر لأخيه الاصغر تشفيه من سقمه وبعدها نعود اخوة متحابين . . وليس خطأنا ان نعتصر الورمة فيخرج منها القيح والصديد ..
لكن من اين للبشوش الضاحكة هذا العمق والتروي بالتفكير ومن اين لهم الجرأة .