عندما طُرح الدستور العراقي للتصويت استمات البعض لإفشاله ووئده وهو في المهد وقاتل البعض الاخر لتمريره وجند الطرفان عدتهما وعددهما وتدخلت دول الجوار لمناصرة فئة على فئة اخرى ويا للعجب اليوم قد انقلب كل شيء عكس السابق تماماً فمن استمات لإفشاله هو الان نفسه من يتمسك به ويحتج به ويطالب بتطبيقه ومن قاتل لتمريره سابقاٌ هو اليوم من يضرب به عرض الحائط ولا يلتزم به والطرفان مقصران بحسب علمي ونحن ضدهما .
أولا لنتفق على شيء بديهي ومعلوم هو انه لا شرعية تسمو على صوت الشعب وقد صوت بأغلبيه ساحقة  على الدستور  واُعتبر هو الفيصل بين المتخاصمين والمتناحرين العراقيين – وما أكثرهم ! – وما استغرب له هو معارضة الحكومة العراقية بشخص أعلى هرم فيها وهو السيد رئيس الوزراء عندما طرح أعضاء مجلس صلاح الدين محافظتهم إقليما فهو خرق واضح للدستور وتجاوز لصلاحياته وان كانت الحجة انه إقليم يعثي يأوي المجرمين العبثيين والتكفيريين الإرهابيين فنحن لا نعلم بالغيب رغم اني ارجح كفة انه سياوي مثل هذه النماذج لكن حينها تتدخل الحكومة وتضرب بيد من حديد هؤلاء المجرمين واما ان نحكم على التكهنات والنيات فهذا غير جائز .
ومن طرف اخر هؤلاء المسؤولون في صلاح الدين الذين حاربوا الدستور لا بل حاربوا العملية السياسية برمتها في العراق ما بالهم الان ارتدوا على إعقابهم فيا للعجب !!!! حينما نستعرض شريط الأحداث ونتذكر تصريحاتهم ومواقفهم تجاه الدستور او الفيدراليات او العملية السياسية سابقاً ونُقارنها باللاحق فلا يشك عاقل ان في الامر ريبة ومكر ولا بد من وجود امر يُحاك بليل فأي مدينة تعتاش عالة على المدن الأخرى وتقتات على خيرات المدن الأخرى فليس فيها نفط أو موارد أو صناعات أو زراعة ولا حتى تجارة فقد أنهكتها الشعارات الكاذبة والقبلية والولاءات للماضي السحيق الغابر ولا توجد فيها حتى حدود مع دول اخرى مثل هكذا مدينة تطرح نفسها إقليم !!!!!!!! انه لأمر غريب ولا يمكن ان يفسره احد تفسيراً غير انه مُريب ومُثير للشكوك والشبهات .
أخيراً ادعوا كل المحافظات للالتزام بالدستور وتعلن أقاليمها وادعوا محافظات الناصرية والبصرة والعمارة بعد إعلانها أقاليم ان تندمج بإقليم واحد لكي تستفيد من مواردها المهولة وتُنمي مدنها وأبنائها وبالتالي العراق اجمع وادعوا الحكومة الى عدم مناقضة نفسها وعدم التجاوز على الدستور والسماح لمحافظات صلاح الدين وغيرها من المحافظات بتشكيل أقاليم فيدرالية على ان تُراقب هذه الأقاليم بالمجهر وبكل دقة وحرص وان تضرب الحكومة بيدٍ من حديد كل تحركات مشبوهة في أي جزء من ارض العراق ولا تستثني شبراً واحد من أرضه الطاهرة .