تطورات وأحداث مرتقبة -رفعت الواسطي

Wed, 9 Nov 2011 الساعة : 22:54

الربيع العربي وبرنامج ايران النووي ملفين لمنطقة ساخنة وأحداث متوقعة . ربما مصطلح الربيع العربي يغري مسامع الكثير ممن يتطلعون الى نظام ديمقراطي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط لكنه لايخلو من نتائج كارثية على دول تبدو أنها بعيدة عن رياح التغيير السياسي لانظمة استبدادية كثيرا ما عانت شعوبها من عقليات السلطة وغرورها . بدأت رحلة شعار التغيير من العراق ومن يزور هذا البلد الغني بموارده الطبيعية يشعر ان جريمة منظمة تقودها ذات الدولة الراعية لنظام التغيير وهي الولايات المتحدة الامريكية وتشاركها دول الشر المجاورة للعراق كايران وسوريا . ففي العراق لايوجد لمفهوم الدولة البرلمانية ذات السيادة الوطنية وجميع المؤشرات تشير الى نفوذ ايراني حقيقي في العراق من خلال سياسة الدعم اللامحدود للنظام السوري الحاكم من قبل حكومة نوري المالكي وهي ورقة خاسرة ستكون لها تداعيات بعد الانتهاء من نظام بشار الاسد ، ربما نلمس بعضا من مؤشراته بعد دخول الانسحاب الامريكي من العراق حييز التنفيذ . لقد كنا نمني النفس بقيام النظام البرلماني الديمقراطي الحقيقي في العراق ولم تكن المؤشرات نتيجة لسياسة نظام صدام الداخلية والخارجية تبشر بأي ملامح حقيقية لمفهوم التغيير خصوصا في ظل كيانات سياسية فاشلة ومتورطة اليوم في ملفي الارهاب والفسادين المالي والاداري . لقد لمسنا ومن خلال الاحداث في المنطقة بعد تغيير نظام صدام عام 2003 آليات ما اعلنت عنه ادارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش السابقة من انعاكسات تغيير نظام صدام حسين على المنطقة ولم يكن في الحسبان أن تونس ستكون الملف المرشح بعد العراق ثم مصر واليمن وليبيا التي كيف انتهت اكذوبة معمر القذافي ملك ملوك افريقيا مثلما انتهت من قبل اكذوبة بطل التحرير وفارس الامة صدام فكلاهما واجها مصيرهما المحتوم وفرحة عارمة لشعبيهما العراقي والليبي . الان هناك احداث مرتقبة ربما تكون أكثر دراماتيكية من سابقاتها خصوصا سوريا لكنها لاترقى الى ما هدد به بشار الاسد بزلزال يضرب المنطقة فما أعلن عنه بشار الاسد لايختلف كثيرا عن تصريحات صدام والقذافي أيام أن عصفت بهما رياح التغيير . بل أجد من المناسب تقديم النصيحة لبشار أن يهدا قليلا ويفكر بحكمة أكثر بعيدة عن لغة الاكاذيب السلطوية للنظام العربي الفاشل . ان مستقبلا أفضل ينتظر شعوب المنطقة بعد حالة من الارباك والقلق مع وجود حملة اعلامية مضللة للرأي العام تسوق تلك الانظمة على أنها نموذج أفضل ممن سيأتي خصوصا للأقليات كالشيعة مثلا في سوريا حيث نسمع أن وجود بشار أفضل للشيعة من عدمه وهي في اعتقادي جريمة لمن يصدق هذه الاكذوبة فتلك الانظمة تكشف عن حقيقتها حين تتعرض الى تهديد او اشارة تهديد لوجودها فهي ذات وجود غير شرعي ، وهنا أذكر جيدا ما قاله وفيق السامرائي رئيس جهاز استخبارات نظام صدام حسين العسكرية في فترة الثمانينات من القرن المنصرم عن حقيقة ماجرى في انتفاضة عام 1991 في العراق حيث قال ان اجهزة الامن العراقية روجت دعاية بين الناس مفادها من ان الشيعة ان وصلوا الى بغداد اي الى الحكم سيذبحون السنة وهي نفس الترويج السيء لنظام بشار الاسد . نحن نتطلع الى عودة الحياة المدنية في سوريا ولن يتحقق هذا الامر في ظل وجود حزب البعث ونظام بشار الاسد . في موازاة ذلك يقف ملف ايران النووي حاضرا بقوة لبروز أحداث ستكون في مصلحة شعوب المنطقة والشعب الايراني كذلك فلايمكن لنظام كاذب كالنظام الايراني أن يبقى يزور الحقائق ويصور نفسه أنه داعم وسند للمستضعفين في حين هو من يقف وراء تدهور الوضع الامني في العراق والحاق الضر بالاقتصاد الوطني العراقي مع حليفه السيء نظام بشار الاسد بالاضافة الى تنظيم القاعدة وخلايا حزب البعث . في هذا الاتجاه نجد صورتين متناقضتين لحقيقة ونوايا النظام الايراني في المنطقة فهو يشارك في اقامة مشاريع عمرانية جنوب لبنان ذات الاغلبية الشيعية لكنه يساهم في تدمير البيئة والاقتصاد العراقي خصوصا في منطقة جنوب العراق ذات الاغلبية الشيعية . لايمكن ان نتعامل مع هكذا عقلية ونظام سياسي كاذب ومزور فالرئيس الايراني يتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم المصداقية ونسي ان النظام الذي يمثله وللاسف يرفع شعار الجمهورية الاسلامية هو نظام لايمتلك من المصداقية شي فهناك الكثير من المراجع والعلماء ممن يتعرضون الى انواع من الاهانة والتنكيل والاعتقال من قبل أجهزة المخابرات الايرانية لمجرد أنهم لايؤمنون بولاية الفقيه . أعتقد ان أحداثا مدوية ومرتقبة لابد من حدوثها وان كانت للوهلة الاولى تبدو مخيفة لكن المجتمع الدولي من خلال المؤسسات الدولية يعرف كيف يتجاوز السيناريوهات المتوقعة . الشعوب الحرة من منطقة الشرق الاوسط مثلما ابتهجت برحيل صدام والقذافي كذلك ستبتهج برحيل الانظمة الاستبدادية الاخرى في اليمن وسوريا وايران مع ممارسة الضغط نحو اصلاحات سياسية حقيقية في البحرين والسعودية .

Share |