بأسم الشيعة والسنّة وحلم الكرد ... العراق الواحد-عقيل الموسوي ـ المانيا

Sun, 6 Nov 2011 الساعة : 14:06

أقسم اني لا أقصد الأساءة الى الديانة المسيحية أو معتقدات اخواننا المسيحيين وهم يعبدون ألهاً واحداً يتجلّى عبر ثالوث مقدس لديهم ومقدس لدي ايضا , ولكني احتاج ربما الى كل قساوسة الكون وكرادنتهم بما يحملون من فلسفة عميقة وردت في العهدين القديم والجديد ليس لأقناعي بالثالوث المقدس طبعاً فهذا شأن يعنيهم ولهم دينهم ولي دين , وأنما لأقناعي بأن العراق واحد يتجلى ضمن فلسفة الثالوت على شكل فيدرالية شيعية واخرى سنية وثالثة كردية كما اني احتاج الى بابوات كل الطوائف المسيحية هذه المرة لأقناعي بأن العراق سيبقَ واحداً مع وجود هكذا توجهات لدى ولاة امرنا وقادتنا فضلاً عن المرتزقة من السياسيين حديثي النعمة السياسية , اولئك الذين لا يفهمون من العمل السياسي سوى الصراعات بأبشع صورها من اجل الوصول الى السلطة التي تنتهي بهم الى الثراء الفاحش , والذين يعملون بأجندات خارجية ويحاولون ابعاد هذه التهمة عنهم بتوجيهها نحو الاخرين عبر طرق واساليب عفا عليها الزمان وما عادت نافذة الصلاحية والمفعول بعد ان استهلكها البعثيون ايام حكمهم حين كانوا يضحكون على ذقون الشعب الذي لم يجد غير السكوت وسيلة للخلاص , ما دفعهم للأعتقاد بأن الشعب ابله وتنطلي عليه هكذا اكاذيب , فقد روّج البعثيون على سبيل المثال دعاية سمجةً مفادها ان الخامنئي لم يوافق على لقاء المالكي ما لم يخلع الاخير ( بايمباغه ) في الوقت الذي شاهدنا فيه المالكي بكامل قيافته وهندامه الأنيقين مثلما سمعنا عن استقبال ال سعود لرؤساء الوفود العراقية الذين عملوا ( عراضتهم ) في المطار وعادوا دون التبرك بنعش الامير سلطان , طبعا ليس هذا ما انوي الحديث عنه ولكن قلمي على ما يبدو يعجبه الخروج عن النص كما يفعل كبار الفنانين امثال عادل امام ودريد لحام خصوصا واننا في عصر الديمقراطية التي تسمح للجميع الخروج حتى عن ( وحدة الوطن ) , تلك الوحدة التي اصبحت في حالة موت سريري او موت سرسري ولن ينقذها حسب رأيي كل عمليات الانعاش التي يقوم بها المالكي والبعض الحريص عليها لا لشيء سوى لأنها تلقت ولازالت تتلقى الطعنات المسمومة والمتتالية من قبل لاعبين اساسيين في الساحة السياسية يصلح ان أطلق عليهم ( الشبيحة السياسية ) , لذا ارى من الضروري القبول بموتها واعتباره واقع حال مفروضٍ علينا , وليكن بين قادتنا السياسيين شخصٌ مثل غورباتشوف يقود بيروسترويكا عراقية تحقن الدماء المرشحة للهدر دون ثمن يذكر , تلك الدماء التي قدسها الشارع العظيم , اقول رأيي هذا ولست مسؤولا او مستشارا او حتى محللا سياسيا وأرجو ان لا يشتمني احد على صراحتي كما شُتِمَ الحبيب بو رقيبة حين اقترح القبول بقرار التقسيم الذي لو وافق عليه العرب والفلسطينيون لأصبحت للفلسطينيين دولة اكبر من الدولة التي يتمنون قيامها الآن منزوعة السلاح والكلسون , بل راحوا يبوسون القنادر من اجل الاعتراف بها وبالمساحة التي تجود بها اسرائيل , اقول كلامي هذا لأننا لا نملك رؤية لما بعد الغد ولكننا حين نجبر على شيء بعد ان نخسر الكثير من الدم والمال والوقت فأننا نزعم بعلمنا به وأدراكنا لمضمونه وانه من علامات الظهور دون ان تكون لنا ارادة او رأي في تلك العلامات !! , ارى انّ الوضع انْ بقي على ماهو عليه الآن من حكومة ضعيفة وسياسيين مستهترين وتدخلات خارجية واضحة للعيان فأن البلد سيسير نحو هاوية لا يعلم عمقها وانحدارها الّا الله والحاقدين على التجربة الديمقراطية حديثة الولادة رغم تشوهاتها واصابتها بسرطانات الطائفية والقومية والنظرة الدونية التي تحاول اعادة العجلة الى الوراء .. لذا فمن المرجح ان تنحدر المنطقة كلها وليس العراق وحده الى صراعات تستنزف دماءنا قبل نفطنا وخيراتنا واموال اقترفناها وتجارة نخشى كسادها , ثم نعود نادمين على اصرارنا على ديمومة الوحدة الوطنية لنقبل بالتقسيم طواعية غير مكرهين , والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا نعمل بالعراق الواحد الذي ينام على ثارات الدم اذا ما بقيت وحدته شرط القوة والاجبار ؟؟ هل نخاف ان يبتلعنا الاخرون حين نتفرق دويلات صغيره ام اننا لا نستطيع تحرير فلسطين وطرد الاسرائيليين وقتها ؟ كلّا لا احد سيبتلعنا بل بالعكس نحن من حاول ابتلاع الاخرين ولو كانت الدول الصغيرة معرضة للأبتلاع لما رأينا البحرين وخباثة قطر على الخارطة ولأبتلع العربُ اسرائيل , ولو فرضنا ان الاخرين حاولوا ابتلاعنا فهل نتوقع من محافظ تكريت مثلا تسريح كاوليته وتجنيد الجيوش لنصرتنا ؟ انا اقول كلا .. فأذا كان الغزو ايرانيا فأن السيد المحافظ سيعيد مقولة سيده حين قال سأقاتل ايران بكلابهم , واقصى ما سيقدمونه من دعم هو اعادة نشيد احنه مشينه للحرب ونشيد يا گاع ترابچ بعروري من على قناة الشرقية , أما اذا كان الغزو سعوديا وهابيا فأنهم سيساندونه وسيعتبرونه فتحا مبينا للقضاء على الرافضة والمد الصفوي المجوسي , اما اذا كان اردنيا او سوريا فأنه لن يمر عبر طريق يحرسه سمو الامير الذي سيتحول هذه المرة الى ( بات مان ) يخسف بهم الصحراء , ان العراق الموحد لعبةٌ يناور بها الجميع للحصول على مكاسب فئوية او التخلص من مسؤولية تاريخية فالاكراد يناورون بها للحصول على اكبر قدر من المكاسب والسنة يناورون بها هم ايضا لأنها تضمن لهم مشاركة الجنوب في ثرواتهم اما الشيعة فأنهم متمسكين بالعراق الواحد خوفا من العزلة الاقليمية وتهمة التبعية الايرانية رغم كونهم الخاسر الاكبر ان لم يكن الوحيد في هذه المعادلة , أرى ان الفيدراليات هي عملية تقسيم مقنّعة بقناع الشرعنة الدستورية وما قام ويقوم به بعض السياسيين ان لم يكن اغلبهم من عزف مشترك اومفرد في بعض المرات لم يكن الّا تهيئة للاجواء في كل شوارع العراق للقبول بالفيدرالية على اعتبارها اخر الدواء او انها الممر الأخير للخلاص من كل الازمات والعبور الى جنة الفردوس بعد شرب غَرفة من ماء الخلود عن طريق كفوف القادة الذين زادهم الله بسطة في العلم والجسم , ولكي لايظلمني السادة القراء ويتهموني بأني من دعاة التقسيم اقول اني ارى اما ان تكون هناك حكومة مركزية قوية وقادرة على بسط نفوذها على كل العراق بشكل فاعل يلجم المتطاولين والمهددين برفع السلاح بمناسبة او بدون مناسبة او الذهاب الى الفيدرالية المؤقتة لمدة زمنية محددة لا تتجاوز اربع سنوات على ابعد تقدير يتم خلالها التفاهم على الامور العالقة وترسيم الحدود بين المحافظات يتبعها تقسيم بشكل حضاري كما حصل في السودان , أذ ليس من المنطق ان يحكموا فيدرالياتهم المستقلة اداريا بأنفسهم ليبقَ ابن الجنوب تحت رحمة مام جلال وصالح المطلگ

Share |