من اشعة كربلاء ...بطل كوفان مسلم بن عقيل -ظاهر صالح الخرسان

Sun, 6 Nov 2011 الساعة : 13:15

كربلاء تلك النهضة المباركة التي حملت بين طيّاتها الكثير من الدروس والعبر والقوانين الاخلاقية والشرعية ..ابتدات بالاخلاق وأُسدل الستارعليها بالاخلاق والشرف لنزاهة الصفوة المباركة على العكس من الطرف المقابل والنقيض ..
ونحن في رحاب قائد من قادتها وفدائي من فدائيي الحسين هذا الشخص الذي يملك الكثير من المؤهلات العقلية والجسدية على ان يكون سفيرا لمهمة عظيمة شاء الله ان تكون هذه المهمة هي منارا للاحرار في كل العصور ومثالا يحتذى بها في كل جيل وهدف اصلاحي للانسانية جمعاء ..
مسلم الذي توّج قبل ان يولد بقول رسول الله (ص) ((رحم الله عمي ابو طالب لو ولد العرب لولدهم شجعانا )) تربى في أحضان الامامة وحجور الولاية التي طابت وطهرت واستنار بتلك المشكاة بتلك المشكاة الزاهرة واستمدّمعارفه من تلك البحور الزاخرة بالمعارف الالهية المتلاطمة امواجها بالحكم الربانية والعلوم القدسية فجدير به ان يكون استاذا وسفيرا وعالما من علماء ال محمد ص

كان عمره خمسة عشر سنة ويتسلم زمام كتيبة في حرب صفين وما ادراك ما حرب صفين تلك الحرب التي تكسّرت بها السيوف ونفذت السهام واشتبك الرجال بالرجال فكان قائدا مقداما فيها ..
اختير لسفارة الحسين الى العراق ليأخذ البيعة لامام زمانه وليكون ممثلا عنه حتى مجيء الامام ويتسلم زمام الامور ...
امام معصوم يرسل ثقة من اهل بيته الى بلد متعدد الطوائف والديانات والمذاهب
أي مهمة عظيمة اُنيطت بمسلم بن عقيل واي تكليف يقوم به ...
دخل الكوفة واجتمع الناس حوله وبايعته الامة على انه ممثل الحسين وان البيعة هي للحسين ..فكانت البيعة مسلكا اعلاميا لمسلم بن عقيل ... ان الذين بايعوا مسلم وسُجلوا في ديوانه ثمانية عشر الفا ..لكن نجد هؤلاء يفكرون بتفكير اجتماعيا ولكن الحسين يفكر بتفكير اخر .. هم يفكرون ان الحسين لو اصاب السلطة يكونوا هم من المقربين له وان لم يصبها اسماءهم حبر على ورق اما الحسين جاء الى الشهادة ولن يتسلم الحكم لعلمه ان النفوس غير مستعدة لادارة الحكم الاسلامي لا بد من تغيرر النفوس قبل تغيير السلطة
اقبل ذلك البطل والسفير الاوحد يحمل بين جوانحه العلم والشجاعة والسياسة والاباء والحرية والشعور والعدل والسخاء
الى ذلك الشعب المتعالي في فنونه على جميع المستويات الشعب الذي امتاز بثروته العلمية الرابحة في المتاجر العلمية الشعب الذي يفحص عن المغلقات تمام الفحص فقد اسفرت سفارته عن نتائج مهمة وتكلّلت مساعيه بالنجاح الذي يبشر بحس المستقبل فكان اصلاحه يجري كماء متدفق كاد ان يقلب الوضع رأسا لكن الصدمة الجبارة عادة مع سائر المصلحين اوقفت سير ذلك الاصلاح وغطّت على شعاعه المتألق فأستخفى ضوءه تحت ظلمة الحكم الاموي الدامس حتى اشرق نوره في سماء صافية فأستنارت بأشعته الامة المحرومة .التي اتخدته قدوة ومنهجا
تفرّق الناس عنه تحت سطوة السلطة والتخويف والترهيب لكن بقيت الجذوة والشرارة التي اشعلها مسلم في الكوفة وهيأ النفوس الصالحة لنصرة الحسين فما كان منه الان ان يضحي ويمهد لطريق كربلاء ليكون دمه المبارك دليلا لمن يريد ان يصل الى كربلاء ورفض كل الاحتمالات الواردة الهروب من الكوفة او تسليم نفسه للسلطة ولم يُشرك احد في قضيته بعد ان غُيب المخلصون في السجون كميثم والمختار وهاني وسليمان ورفاعة وغيرهم دار المعركة وحده وسجل اروع معاني الفداء والتضحية في سبيل هدفه الاسمى وليثبت انه جديرا بالسفاروة وهو حقا ثقة من ثقاة ال محمد وانه خريج ممن مدرسة علي والحسين ...
وتبقى دماء مسلم بن عقيل شعلة وسراجا لمن يخطو في طريق كربلاء فلا بد ان نعتبر بمسلم واذا نريد ان ننتمي الى مدرسة كربلاء ان نعرف الهدف الذي رسمه الحسينن وان ننررف لمبدأ الذي اسسه الحسين مسلم بن عقيل يعرف الهدف وسار على المبدأ وضحى بنفسه وحيدا وغريبا من اجل مشروع الحسين الحسين السماوي لم تثنه الغربة ولم تثنه الخيانة ولم تثنه الوحده فكان امة وجيشا بنفسه وسط كوفة الاحزاب وكوفة المرجفين وكوفة الخائنين

فسلام على سفير الحسين ورسوله يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
 

Share |