أنا وراديو اليابان الدولي – ج 12 -سليم السراي
Sat, 5 Nov 2011 الساعة : 13:43

إخبريني أنا فقط , ما هي تكملة دموعك التي أنهمرت كالنيزك
لا اعرف ما هو الصواب ولكن
يكفي أن تكون مشاعرنا صادقة
تخلصي تماما من ذلك التفسير الأناني
بان التخلي عن الأمل أيضا ضروري
نعم , السماء الزرقاء البراقة هي إشارتنا
في انتظار موعد الانطلاقة
في حب الأحلام
نحو قوس قزح كامل الهيئة
بابتسامة لا تقهر
كلما كان الأمل مستحيلا تحمسنا أكثر , صحيح ؟
سنصنع مستقبلا ليس له مثيل , حالا , معا
" كلمات : نانا ميزوكي "
اليوم هو الجمعة المصادف 16 تشرين الثاني 2010 , وحسب البرنامج الذي وضع من قبل الإذاعة والتلفزيون الياباني NHK , كان يتوجب السفر إلى مدينة فوكوكا , التي تقع في أقصى جنوب اليابان , وفي تمام الساعة 10,20 صباحا وعلى متن الرحلة المرقمة NH3877 للخطوط الجوية اليابانية أخذتنا الطائرة من مطار كانيدا في طوكيو , وقد وصلنا بسلام في مطار كتياكيوشو وذلك في تمام الساعة 12,10 بعد الظهر .
اخذ بصري يجول في المرافق العامة للمطار , وهناك عمليات توسيع كبيرة داخل المطار , وقد ذكرت الأستاذة ماريكو اينو : إن هذه الأعمال تهدف إلى تحويل المطار من مطار محلي إلى مطار دولي , وبالرغم من ذلك فاني اعتبره اكبر من مطار أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة , ويتفوق عليه بالخدمات العامة ابتداءا من المجموعات الصحية والنظافة وخطوط نقل المسافرين والتي تعتمد بنسبة 80 % على السلالم الكهربائية , إضافة إلى ذلك المطاعم ومحلات البيع المباشر لكافة أنواع الأغذية والحلويات والمشروبات , ومن ملاحظاتي التي اهتم بها شخصيا من اجل المقارنة بين المطارات في العالم العربي والإسلامي والتي زرتها سابقا مثل مطار بغداد ومطار دبي ومطار طهران وجدت إن المواد الغذائية بأنواعها المختلفة والسلع , تكون أسعارها مرتفعة بثلاثة أضعاف أو أكثر في كثير من الأحيان , في حين إن المواد الغذائية والسلع المعروضة في المطارات اليابانية مثل مطار ناريتا ومطار كانيدا ومطار كتياكيوشو , تكون أسعارها متواضعة جدا وهي لا تختلف بالسعر المعروض في السوق المحلية , وهناك ملاحظة اعتقد إنها مهمة بالنسبة لمواقع المطارات في اليابان , فقد لاحظت إن المطارات تشيد بجانب البحر وليس داخل المدن , ويتعدى الأمر إلى تشييد مدرج الإقلاع والهبوط يكون بتماس مباشر مع البحر , وربما ! تستغل ارض المطار في الزراعة , فليس هناك في اليابان مبدأ الأرض المهملة أو المتروكة , فقد وضع كل شيء بحساب دقيق , واستغلال الأرض شاهدته جيدا في المدرسة اليابانية التي زرتها , فليس هناك متر مربع من الأرض لم تستغلها المدرسة والذي تعدى الأمر إلى استغلال سطح بناية المدرسة , فما بالك بالأرض وما يفعله اليابانيون تجاهها .
قد تكون اليابان بعيدة عن أيدي الإرهاب ومخططاته , والذي يهدد عالم اليوم بشكل عام , لذا فان المسافر لا يشعر بأدنى مضايقات أمنية , بل يجد نفسه إنسان محترم وقد احتفظ بكل حقوقه الإنسانية , وأرجح السبب إلى عدة عوامل ومنها بعد اليابان عن منابع الإرهاب , وان الإرهابي يجد من الصعوبة التعامل مع الشعب الياباني من ناحية اللغة , فاللغة اليابانية صعبة وهي اللغة الأكثر تداولا , ومما لا شك فيه إن اليابانيين استخدموا التكنولوجيا الحديثة في الكشف عن المواد المحظورة دون أن يشعر المسافر بذلك , والأجمل في ذلك هي المعاملة الحسنة والودودة جدا داخل المطار من قبل الموظفين أو رجال الأمن .
ومن روائع من شاهدت في المطارات اليابانية إنها مرتبطة بخطوط سكك الحديد والتي تسير القطارات الحديثة لنقل المسافرين , والتي تجد فيها المتعة المتناهية , فالموظفات في القطار تؤدي التحية اليابانية كلما دخلت إلى عربة المسافرين , وأيضا تؤدي التحية حينما تخرج من العربة , وقد تحدث لي الأستاذ عادل الدسوقي عن هذه الحال بقوله ( لقد قيل لي إن موظفة القطار هنا في اليابان تؤدي التحية حينما تدخل أو تخرج من عربة المسافرين وان لم يوجد مسافر واحد فيها ) , وقد أثار استغرابي ذلك حقا , فيما أخذت الأستاذة ماريكو إينو تؤيد حديث الأستاذ وهي تقول ( نعم إن ذلك صحيح ) .
توجد في القطارات أجهزة مذياع يتحدث فيها سائق القطار وربما هناك موظفة خاصة لهذه الخدمة , وهي تنبيه المسافرين بالوصول إلى أي محطة أو نقطة وصول , وترحب الموظفة بالمسافرين بالمدينة التي يمر بها القطار , ومثال ذلك سالت الأستاذ عادل الدسوقي عن الأمر وما تتحدث به هذه الموظفة , فقال : إنها تقول ( اهلا وسهلا بكم في شيبويا ... ) ثم أضاف قائلا وباللهجة المصرية مترجما لما تقول ( أوعه تنسى شيبويا .. اوعه تنسى شيبويا ) .
لقد بذلك كل من الأستاذة ماريكو اينو والأستاذ عادل الدسوقي جهودهما من اجلي , فهما يتحدثان لي عن الأماكن التي نمر بها , ويتركان لي الأمر في التصوير , وأحيانا ينبهاني إلى الأماكن الجميلة لأجل التصوير , مع إن اليابان كلها جميلة , وأكثر من مرة توقفت عن التصوير سواء كان فوتو أو فيديو , من اجل الاستماع والاستمتاع بحديثهما الممتع , فكان حديثهما مملوء بالمودة والاحترام والتواضع الكبير , وقد أحاطاني بعناية كبيرة خلال ايام الإقامة في اليابان اعجز أن آتي لهذا وصف أو أرتبه على شكل كلمات إثراء وإطراء .
ترتبط المطارات أيضا بخط خاص لسيارات نقل المسافرين التي تقل 40 راكب , وهناك أيضا خط خاص لسيارات الأجرة الصغيرة ( التاكسي ) , وبالنسبة لسيارات التاكسي لا يمكن للمسافر أن يختار أي منها , فهناك نظام الأسبقية في الوصول , وعلى المسافر إدراك هذا الأمر من النظام المتبع في اليابان , فلا يمكن تأجير سيارتين أجرة أو أكثر في نفس الوقت , ومن أجمل ما رأيت في هذا الجانب , إن سائق السيارة يقوم بحمل الحقائب ووضعها في صندوق السيارة الخلفي , وأيضا يقوم بفتح الباب وإغلاقه من دون أن يتدخل المسافر في الأمر .
يرتدي سائق التاكسي في اليابان بزة خاصة وقفازات , وخلال الطريق يتحدث السائق مع المسافر لتعريفه بالأماكن التي تمر بها السيارة , وقبل ذلك يلقي التحية والسلام على الركاب , وفي داخل السيارة البطاقة التعريفية للسائق , والتي تظم اسم السائق ورقم المركبة وأيضا رقم الموبايل , حيث يمكن للمسافر الاحتفاظ بأحد هذه البطاقات والاتصال بالسائق مرة أخرى لنقله إلى مكان آخر .
إن سيارات الأجرة ( التاكسي ) في اليابان مزودة بكمبيوتر صغير تظهر على الشاشة خارطة سير المركبة , وأيضا مزودة بجهاز تحديد الأجرة , ولدى سائق التاكسي سجل خاص يسجل فيه الأجرة التي استلمها في كل مرة , ونقطة البداية التي انطلق منها والجهة التي قصدها المسافر .