الامام الباقر رائد المرحلة الثانية من حياة الائمة -ظاهر صالح الخرسان

Sat, 5 Nov 2011 الساعة : 1:33

استلم الامام الباقر ع الامامة بعد والده الامام السجاد وقد بدأ دور جديد من ادوار حياة الائمة وسياستهم تجاه الامة ...
بدأ الامام على رأس دور جديد بعدما انتهى دور الدم والتضحية المباشرة الذي اراقه السفاكون في يوم عاشوراء ...
فالامام الباقر بمهمة اعطاء الاطار التفصيلي للفرقة الناجية وقد انتهى هذا الدور بحياة الامام الرضا عندما صرّح بحديثه المشهور بالسلسلة الذهبية ((لا اله الا الله حصني ومن دخل حصني امن عذابي )) ولكن بشرطها وشروطها وانا من شروطها قد اعطى فكرة عن عن اهل البيت وصوّرها بأروع صورة واوضح معالمها الخاصة وشروطها الخاصة ...
فقد عمل الامام الباقر (ع) على اعطاء فكرة متكاملة عن الاصلاح الاجتماعي للامة الاسلامية ،فقدعمل الامام خلال العشرين عاما من عمره الشريف بعد ابيه على بث الوعي ونشر التراث المحمدي الاصيل وتوضيح الخطوط العريضة للعمل الحركي سواء كان اجتماعيا او سياسيا . نشر منظومة فكرية عملاقة وطرح نظرية الامامة الاسلامية بشكل متكامل ....بمعنى انه بين للامة كيف يجب ان تكون القيادة الاسلامية ؟ ومن هو الامام ؟ ولماذا الامام ؟ ولماذا الحاجة للامام ؟ وما هي وظيفة ومسؤولية الامام ؟

بيّن الامام الفكر الرسالي للمجتمع ،فقد كان هناك افكارا تبريرية انتشرت في عصر الامام كأفكار المرجئة والدهرية والقدرية التي بثها الحسن البصري فتعددت النظريات السياسية والفقهية واصبحت الامة تعيش في فوضى فكرية عجيبة فقد كانت الامة بحاجة الى منبع صافي تنهل منه فكان باقر العلوم سلام الله عليه ....
فقد اتخذته السنة اماما لها وتأثرت به كافة المذاهب السنية واعطى الفكر الرسالي المرتبط بكليات الرسالة وقضاياها الاساسية ....
واعطى الخلفية الفكرية الثورية للحركة الرسالية المجاهدة في الامة فكان رائدها وزيد بن علي قائدها ....

واذا اردنا بضرورة الاصلاح والنهوض فمن غير الممكن دفع هذه الامة نحو الاصلاح او العمل والتضحية الا ان يشعر الفرد بالحاجة الى الاصلاح ويتطلع نحو الحقيقة ...وهذه لا تكون الا ببث روح الثورة في النفوس فقد نرى شعبا من الشعوب يبقى اربع مئة عام تحت نير المستعمرين فيقتل وتنهب امواله وثرواته ويُستعبد ويستسلم لغاصبيه....
وبعدئذ يأتي من يبعث فيه روح الجهاد وبكلمات يثير النفوس الخامدة ويحرك الضمائر الميتة فينتفض بوجه الطغاة كما حدث في للشعب الهندي والصيني وكما حدث للشعب العربي حينما جاء النبي (ص) وبعث فيه روحا دفعته الى القيام والنهوض ...فأذا بأولئك الحفاة الجفاة الذين يأكل بعضهم بعضا اصبحوا سادة العالم ....
وما رأيناه في عالمنا شعب مستعبد وتائه في بحر الذل والمسكنة واذا برجل يلبس الكفن وينادي بأعلى صوته (الى متى انتم غفلة ) فحرك النفوس وايقض الضمائروقلب الموازين ووضع الناس على الطريق المستقيم ولا زال صوته مدوّيا في نفوس اتباعه ... فكل مرحلة تحتاج الى ثقافة ثورية متكاملة تدعم عقيدة الاصلاح وتعبئة الطاقات وتفجيرها بوجه الظالمين .....

فسلام على باقر علوم الاوّلين والاخرين يوم ولد
وسلام عليه يوم استشهد ويوم يبعث حيا

وسلام على من نهض بمشروعه واستلهم الدروس من منهجه المبارك ....

سلام على رجال الاصلاح وقادة الثورة

وسلام من اتبعهم وثبت على نهجهم المبارك
 

Share |