الإمبراطورية الكويتية العظمى-فراس الغضبان الحمداني
Wed, 18 May 2011 الساعة : 10:58

لعلها من مفارقات القدر وعجائب هذا الزمان إن تمتطي النملة الفيل ويهين الثعلب الأسد ويجعله أضحوكة في غابة العرب ، وهذه واحدة من العجائب بعد إن وجهت محمية الكويت للعراقيين صفعات جبانة وعلى مختلف الأصعدة وإمام أنظار الجميع وكأنهم يتصرفون ( كإمبراطورية عظمى ) لا لقمة سائغة صغيرة في الماعون العراقي .
وهذه المواقف الكويتية ليس جديدة بل تأتي في إطار سلسلة من الاعتداءات والتجاوزات المتكررة على العراقيين ، ففي البداية تعاملنا معها بعدم اكتراث وفسرنا الأمر على إن الأشقاء غاضبون من سياسة صدام الذي ظلمنا أكثر منهم وآزروه هم أنفسهم بأموالهم ومعلوماتهم لقتل العراقيين والإيرانيين والاستمرار في إشعال حرائق الحروب حتى امتدت إليهم وحرقتهم وهي بكل تأكيد ليست نار العراقيين بل هي نارهم التي أوقدوها .
لكنهم وللأسف استفاقوا اليوم وأخذتهم العزة بالإثم فراحوا ينفذون ضد العراق سياسة ثأرية وانتقامية تعبر عن مخاوفهم ليس من صدام الذي قتلوه بل من العراقيين وهذا أمر عجيب يدلل عن سخافة التفكير الطائفي الذي يضن بان شيعة العراق الذين صمدوا إمام البعض من مسار مظلوميتهم سيبتلعون الخليج من خلال ما يضنونه بسياسة التشيع .
ففي الوقت الذي تنازلت كل دول العالم عن ديونها للعراق ومدت يدها لمداواة جراحه ولو كان الوضع يسمح لامتدت حتى يد اليهود في دولة إسرائيل لمساعدة العراق .
ولكن العقد التي تتحكم في عقول مشايخ إمارة آل الصباح تدفعهم إلى المزيد من سياسة الحقد واللؤم وكانت بدايتها الاعتداءات المتكررة على الصيادين العراقيين وحجزهم مع زوارقهم ومن ثم حجز الطائرة العراقية في لندن وإيداع مدير خطوطها في السجن تنفيذا لقرارات محكمة بريطانية أصدرت حكمها بغرامات خيالية على الخطوط الجوية العراقية استنادا إلى وثائق كويتية مزورة مبالغ فيها جمعوها بالتعاون مع نفر من عراقيين منافقين ومن ثم وقفتهم الجبانة حول إخراج العراق من البند السابع .
واليوم اثبتوا تآمرهم الخسيس في اعتماد تحديد الحدود بين العراق ومحافظة الكويت المرقم 833 عام 1993 الذي اتخذه مجلس الأمن دون استشارة من يمثل الجانب العراقي لان الجهة التي صاغت القرار منحت أراض للجانب الكويتي كانت ضمن الحدود الإقليمية العراقية وان الكويت اغتنمت هذا القرار واستحوذت على أراض حدودية نفطية شاسعة وفرضت سيطرتها على مساحات واسعة من المياه الإقليمية وتعمدت بإنشاء ميناء مبارك الذي سيجعل البصرة مدينة منسية وأصبحت عصاباتهم تعترض السفن والقوارب بدون وجه حق مستغلة هذا القرار الاممي المجحف و الباطل .
ورغم ذلك إن الأمر لا يبرر التصرف الكويتي الذي يعد استفزازا لمشاعر العراقيين وإثارة غضبهم .. ولكنهم مازالوا يكظمون الغيظ ليس خوفا من الكويت أو من يحميها .. ولكن يا ويلهم من ثورة الحليم إذا غضب ، حينها ستفتح كل الملفات وفي مقدمتها ملف خفافيش الليل الذين دخلوا مع القوات الغازية ومارسوا التخريب والحرق في كل المؤسسات العراقية وكانوا إدلاء خيانة وأذلاء انتهكوا كل المقدسات والمحرمات ومازالوا يمارسون كل الأفعال من خلال عملائهم و خططهم وأموالهم .
ولعلنا يوما سنكون مضطرين لفتح الحلقات الأخرى ونطالب بالثار من آل الصباح حينها سوف لم نبقي لهم شيخا على وجه الأرض وسوف نجعل الكويت المحافظة 19 كما فعل معهم صدام بل سنعيدها قرية تابعة لقضاء الزبير .
ولعل مصدر أسفي وحزني وعجبي كيف لا يخرج أهالي البصرة عن بكرة أبيهم ويتوجهون ركضا إلى إمارتنا المغتصبة ويعيدونها إلى حضيرتنا في عشرة دقائق وان هذا الأمر يأتي اليوم أو غدا وان لناظره لقريب .