كل من قرأ وعاش وسمع ورأى وعاصر أدرك خطورة هذا  التنظيم المنهزم الذي لعب بمقدرات البلاد وأساء للعباد بل أساء إلى كل دول الجوار وخاصة دولة الكويت وجمهورية إيران الإسلامية إضافة إلى المخاطر  التي خلفها بعد هزيمته النكراء في حربه مع دول التحالف والتي ما كان بوسعهم أن يسقطوا البعث لولا أن العراقيين كانوا رافضين لبقاء حزب البعث وبعد أن انهزم ودخل في جحره خائفا خائبا مذعورا مهزوما يتلفت ذات اليمين وذات الشمال ...وبعد أن كان بهذا الوضع الخائب واستنشق الهواء وروح المسامحة التي يتمتع بها العراقيون بدأ يخطط للعودة لحكم العراق من جديد فعمل على إثارة الفوضى  وركب موجة الدفاع عن حقوق أهل السنة ومقاومة المحتل وتحرير العراق وتحالف مع عصابات القاعدة وما يسمى بدولة العراق الإسلامية واشتغل على تحريك الشارع طائفيا وقتل مئات الألوف عبر السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وصولا إلى تفجير المرقد الشريف للإمام العسكري (رضي الله عنه) في سامراء حينها وقف العراقيون جميعا بكل مكوناتهم ليقول لا للطائفية لا للتقاتل لا للمليشيات لا للعنف لا لهدم المساجد لا لهدم الحسينيات لا لاستهداف المراقد الشريفة للشيعة والسنة .. نعم للقانون وتطبيق القانون  فاستنشق العراقيون هوائهم النقي بجهود بذلها السادة العلماء ومراجع الدين والنخب الثقافية والسياسية والحكومة العراقية الوطنية لإطفاء نار الفتنة الطائفية وبعد  أن أجمع العراقيون على وجوب رحيل القوات الأمريكية وانتهاء بقائها بدءوا يخططون من عمق خبثهم وجبنهم للعودة فكانت من أوائل مخططاتهم البدء بإعلان الأقاليم السنية وخلق الأعذار الواهية وإشاعة الكذب بين عموم الناس الذي لربما يقع بعضهم في شراك هذه الفتن والأكاذيب واخذوا الأموال من دول لا تريد الخير للعراق بل تنتظر الساعة التي ينهار بها العراق وكنت قد حذرت من هذا في أكثر من مجال ومكان ولكن لا أحد يريد أن يسمع!!!!!ولم نأخذ بالقاعدة الذهبية الوقاية خير من العلاج وهنا للأسف الشديد  ركب المتطرفون والبعثيون موجة الدفاع عن أهل السنة واخذ حقوقهم ففعلوا كما فعلوا في المرة الأولى في حربهم على أبناء الشعب العراقي حينما أرادوا أن يُلصقوا فكر القاعدة المتطرف بهذا المذهب الشريف حتى أصبح الذي ينتقد إجرام القاعدة أو البعث كأنما شتم أهل السنة وهذا ما جعل الكثير من الناس البسطاء يتصور أننا أصبحنا أعداء لأهل السنة بالوقت الذي نحن الذين حمينا الناس من أن يقعوا في جريمة قتل الإخوة العراقية وإشعال الفتن الطائفية واليوم يريدون أن يُلصقوا مشروع الأقاليم بأهل السنة لركب مطيتهم وبذات الأسباب الواهية وهنا يأتي دور العلماء والمثقفين والمفكرين والكتاب والصحفيين لتعرية هذا المشروع الخطير وأنا من  خلال قلمي الشخصي ومؤسستي في جماعة علماء العراق  والخيرين من أبناء الشعب العراقي سوف نتصدى بكل ما أوتينا من قوة لمنع هذا المشروع الخطير وكشف نواياه الخبيثة والذي سوف يحول هذه المناطق إلى بؤر للفساد وحاضنات للمتطرفين والبعثيين الهاربين وأنا على دراية وعلم من خلال لقاءات مع شخصيات سنية وطنية وجدتهم يرفضون إقامة مثل هذه المشاريع ولكنهم يُهددون ويُقتلون ويُهجرون ويُفعل بهم كما فعلت بهم من قبل عصابات القاعدة ودولة العراق الإسلامية فقتلت أبنائهم وانتهكت أعراضهم ونهبت أموالهم فشعروا بالخطر ولكن بعد فوات الأوان وخراب البصرة كما يقال!!! فإلى متى نبقى ساكتين على جراثيم تحاول أن تمزق العراق ألم يكن هؤلاء يتباكون من قبل على وحدة العراق الم يتهموا من كان يتحدث عن إقامة الأقاليم هنا وهناك بأنهم جاءوا لتقسيم العراق وأنهم عملاء ألم يقتلوا مئات الناس الذين صوتوا للدستور وخرجوا للانتخابات فما حدى مما بدى واليوم هم أنفسهم نفس الأسماء والأشخاص والله نفس الأسماء الذين كانوا يحرمون على الغير يحلون لأنفسهم هذا المشروع سوف نكتب ونخطب ونقول بان هذا المشروع لن يمرر على العراقيين وسوف يفشل كما فشلت الطائفية من قبل فاصحوا أيها العراقيون ولا يغرنكم نعيق الناعقين نعم سوف نخسر الكثير ولعلنا نخسر أنفسنا ولكن كل ذلك يهون أمام وحدة العراق ومنع هذه العناصر الخبيثة من حكم العراق وأريد أن أسجل شيئا مهما جدا وهو أن البعث إذا عاد سوف يبدأ القتل بهذه الأصوات التي تساندهم بجريمة أنهم عملاء وكانوا قد اشتركوا بالعملية السياسية فلا تذبحوا أنفسكم بأنفسكم وعيشوا حياتكم وقوموا بطي صفحة الماضي وساهموا ببناء العراق الجديد وضعوا مصلحة الشعب أمام مصالحكم وأخيرا أناشد العلامة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي حفظه الله أن يكون له رأي في هذه المشاريع الخطيرة وان لا يسكت العلماء الأجلاء على توضيح الحق في مثل هذه القضايا المهمة والخطيرة التي سوف تستهدف وحدة العراق اليوم نطالب العلماء بمواقف واضحة تجاه مشاريع التخريب ولن نرضى أن يصمت العلماء عن أداء وظيفتهم الشرعية والله من وراء القصد.                 
 
   الشيخ د.خالد عبد الوهاب الملا
 رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
كتبت بتاريخ ‏الثلاثاء‏، 05‏ ذو الحجة‏، 1432،‏01‏/11‏/2011‏ 12:16:09 ص