علي حاتم گريندايزر-عقيل الموسوي ـ المانيا
Tue, 1 Nov 2011 الساعة : 16:07

لم اكن اعلم سادتي القرّاء كما اني على يقين تام بأنكم لم تكونوا تعلمون ان احداث المسلسل الكارتوني گريندايزر كانت تدور رحاها في مضارب الدليم وكان قطبها هو الامير علي حاتم گريندايزر , ذلك الذي يستطيع جمع شتاته في اية لحظةٍ ويتحول الى اكثر من شكل وحسب ما تتطلبه المرحلة والخطر الذي يداهم , فقد تصدى هذا الامير گريندايزر الى الشر بسحقِ مكامنه منذ ولادته , فكثيراً ما ترك صدر امه يفيض لبنا سائغا شرابه ليطير محلقا في الفضاء متصدياً للشهب والنيازك تارةً ولحرب النجوم التي اعلنها الرئيس الامريكي رونالد ريغان في زمانه تارةً اخرى , حتى ان مسلسل فارس الفضاء كان مستوحىً من رحلاته ومغامراته من اجل احقاق الحق وصد الشر والاشرار , وحين اصبح يافعاً تصدى ببسالةٍ للمد الصفوي المجوسي فكان حارس البوابة الشرقية الامين وهو الذي جاب النصر من ذيله ليركع امام القائد الضرورة ولولاه لأصبح العراق في خبر كان , فلما بلغ اشدّه اخذ على عاتقه الوقوف بوجه الامريكان في معركة عاصفة الصحراء فكان له الفضل في دحرهم وقتل جالوت وأسر شوارتسكوبف , ولكن وفي غفلة من أمره وربما كان منشغلاً مع الكاوليه مثل محافظ تكريت البطل فقد تعرّض الى موقفٍ زاغت الابصار فيه وبلغت القلوب الحناجر وسقطت بغداد بيد الامريكان ليدخلو بعدها مضارب الامير بردا وسلاماً بدون قتال !! , لكنه لم ييأس فقد جال في الصحراء اكثر من جولة بين ال سعود وآل موزه وآل شخبوط لِيُرِيَ فرعون وهامان وجنودهما من الرافضة والمجوس انواعاً من المفخخات وقطع الرؤوس والأثداء وكمائن الصحراء في الامارة الاسلامية , ذلك هو الامير بدون امارة او هو امير دولة تشبيها بالوزير بدون وزارة فهو وزير دولة , ولو كانت لشهرزاد نبوءةٌ لجعلت منه حدوثة ليلتها الثانيه بعد الالف , تلك الليلة التي سلّمت نفسها اسيرة في حب شهريار دون ان تعلم انه علي حاتم گريندايزر , على عكس المتنبي الذي حصل على لقبه هذا بعد ان تنيأ بقدوم هذا الامير في عصرٍ تكثر فيه الزعاطيط ليكون اميراً عليهم وقد مدحه بميميته المعروفة ( على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم ... وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ) فهل بعد هذا المديح يا سمو الامير تتصاغر بسهولةٍ لتجعل من قدراتك نداً لحزب الدعوة تهدد بقطع يده ثم نداً للحكومة العراقية وكلاهما أوهن من بيت العنكبوت ,, لا يا سيدي فأن مكانتك اسمى وهمّتك اعلى , كيف لا وانت مخترع السباحة في الطشت والحائز على جائزة نوبل في مطاردة ابن عرس في الصحراء فضلا عن وضوح كرم آل سعود على وجهك ودبرك , فلا تسمح لنفسك ان تنزل لتكون نظيراً لحكومةٍ صفوية تنتف ريشها بطرف اصابعك وتطير بنفخة منك كما يطير شنبك بين الفَينة والفَينة , وأما ما فعله المالكي مع البعثيين فلم يكن ضربة استباقية لأنهم يخططون لأنقلاب عسكري بل كان عقوبة لهم لأنهم قطعوا مسافة خمسة الاف كيلو متر ليستنجدوا بالقذافي ولم يستعينوا بقدراتك في اسقاط الحكومة وهذه وكسة بحقك بل هو تجنٍ وتجاوز على سموك المفدى , هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فلو قُدّر للبعثيين استلام السلطة في العراق من جديد لا سمح الله فلن يعترفوا بأمارتك ولن تبقَ حينها اميرا بل سيحولونك من گريندايزر الى القزم نيلز او ربما نحّول تفتش عن امك بين كثبان الرمل في الصحراء