وجوه في مرايا الناصريه الجزء الثاني/نعيم عبد مهلهل

Wed, 23 Aug 2017 الساعة : 14:16

مازن الحمداني في ناصريته ومشروعه الانساني
منذ عام 1980 ومنذ أن كان الصيدلاني مازن الحمداني طالبا في اعدادية الناصرية ارتبطنا بصداقة ، لاجده الخجول والهادئ والطيب والذكي ، والذي انتمى الى طبيعة ابيه الموظف المثالي الحاج يحيى الحمداني والذي كان احد واجهات العمل الوظيفي البلدي في المدينة ،لهذا هو يعرف جيدا أن ابيه همه الاول أن يتفاخر بأبنه في شهادة عالية ،لهذا احتفل الاب بمعدل ولده العالي الذي اهله ليدخل كلية الصيدلة.
تخرج مازن الحمداني ونجح في عمله موظفا في دائرة الصحة ، ونجح هو وشريكة حياته في فتح صيدليتهما ،فكانت صيدلة مازن الحمداني جزء من خصوصية اليافاطات الملونة لشارع الحبوبي.
وبالرغم من الفرص الكثيرة التي توفرت له للانتقال الى العاصمة كما تمنى له بعض افراد عائلته ولانه يحب مدينته ويعشقها أصر على البقاء بعد ان طور عمله وكرر تمسكه بمساءات الحبوبي التي احبها كيوم متكرر للانتماءه الى مدينته في تواصله مع اهلها وعوائلها .
دائما في كل عودة ليَّ الى الناصرية وبين بيتنا ومقهى الادباء تقع صيدلية مازن الحمداني ،ومثل طقس يومي وبالرغم من زحام زبائنه اجلس باصرار من أبي ميس لشرب الشاي معه واستعادة ذكريات الامس واقتراحته لتطوير واقع المدينة .
دائما اجد مازن الحمداني من المتحمسين للتواصل بين ابناء المدينة ،لهذا في كتابي الاول عن وجوه الابناء في مرايا المدينة كان يدقق معي تفاصيل الوجوه واستذكارها خوصا ان اغلب جيرانه كانوا من سكنة شارعنا وتحولوا الى المتنزه كونهم موظفي بلدية امثال المرحوم حميد المياح وكاظم الجاووش وستار الطليع .
مازن الهاديء والمنتمي الى مدينته طرح مشروعه الانساني في الاول من رمضان حول معالجة مصابي مرض السرطان ، ومهما يقال فأنا اعتبره اول مشروع انساني يطلقه واحد من ذوي المهن الصحية وبهكذا امتداد وصدى واصرار ، ويبدو أن مشروعه الخيري وكما اعرف مازن جيدا آت من وجدانه الانساني ومحبة الى مدينته ووقوفه مع محنة اؤلئك الذي يبتلون بمحنة هذا المرض المستعصي،إلا ان مبادرة مازن الحمداني الرائدة حتما ستخفف الكثير من الالام والعوز الذي يواجه مرضى السرطان والذي انتشر بالجنوب بشكل خاص بسبب ملوثات الحروب واثارها على البيئة ( الماء والهواء ) نتاج وجود الكثير من مقابر الاليات العسكرية المدمرة والتي تلوثت بغبار اليورانيوم الغير منضب والذي حملته بعض قذائف الدبابات والمدفعية الامريكية وخصوصا في حرب الخليج الاولى 1990.
مازن الهادئ والمصر على انجاح مشروعه الانساني الريادي بالنسبة لمدينة يعيش فقراءها في محنة العوز والامراض ،يمثل خطوة رائدة في تحفيز الكثير ممن يشعرون ان وضعهم الاحتماعي والمالي والوظيفي يؤلهم لاقامة مشاريع مشابهة.
انه يرمي الحصاة في بركة راكدة ويحرك فيها روح الخير والامل والشفاء..!

 

Share |