الميليشات بعد الانسحاب-محمد التميمي –البصرة

Tue, 1 Nov 2011 الساعة : 14:00

يقولون ان القوات الامريكية ستنسحب نهائيا من العراق في نهاية العام الحالي.. واذا كان مايقولونه صحيحا فهذا امر يبعث على اقصى درجات الفرح والسرور والارتياح،، ولكنني شخصيا لا اعتقد ان الامريكان سيرزمون حقائهم وامتعتهم ويتركون لنا العراق، فهم لم يأتوا لكي يرحلوا فيما بعد ولكنهم جاءوا ليبقوا فيه.
وعلى فرض ان الانسحاب النهائي سيتحقق في موعده المقرر، فأن فرحنا وسرورنا وارتياحنا ستعكره مجموعة من المسائل .. اهمها هي ان هناك محاميع مسلحة يقال عنها ميليشيات عاثت في الاعوام القليلة الماضية في الارض فسادا وادمت قلوب كثير من الناس الابرياء، تتهيأ لتعاود نشاطها وحضورها بعد مغادرة الامريكان.
عودة الميليشيات المسلحة الى الساحة لتعيد اساليبها المرفوضة وتروع الناس وتنهب وتسلب مستغلة علاقاتها مع بعض المؤسسات الحكومية وسطوتها ينذر بأفدح الاخطار... اخشى ان يأتي يوم ونردد فيه المثل الشعبي (اللي يشوف الموت يرضنه بالصخونة).. أي ان الذي يكتوي بأفعال الميلشيات المسلحة وتتحول حياته الى جحيم بسببها يتمنى ان يعود او يبقى الاحتلال لانه ارحم بالنسبة له، مثل بعض الناس الذين لازالوا يرددون حتى اليوم حين يعيشون معاناة الماء والكهرباء والوضع الامني والبطالة بأن الوضع في ظل نظام صدام افضل مهما كانت الامور سيئة.
الاحتلال سيء ووصمة عار في جبين من يتقبله ويرتضيه ويهادنه ويتعاون معه.. ولكن لاينبغي ان يكون ذلك مبررا لارتكاب اشنع وافضع الافعال من قبل هذا الطرف او ذاك تحت لافتة الوطنية لتجعل الناس يترحمون على الاحتلال والمحتلين.
لانحتاج الى ان نذكر بالايام السوداء التي عاشها العراقيون تحت سطوة ونفوذ الميليشيات المسلحة .. اللهم لاتعيد لنا تلك الايام.. وجنبنا شر الميليشيات وشر من يريد بنا شر

Share |