ايام في الذاكره لاتنسى من الانتفاضه الشعبانيه -محمد خالد علي السبهان

Tue, 1 Nov 2011 الساعة : 13:22

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله المنتجبين الاطهار
من زمان كنت اتمنى نكتب عن معاناة كل شخص ايام النظام البائد
الانتفاضه الشعبانيه ثورة ضد الظلم والجوع
اكثر اهالي المنطقه شارك بالانتفاضه وسقط النظام بوقتها واصبحت السلطه بيد الشعب في المنطقه
اقصد احدى اقضية ذي قار
لااطيل عليكم
وكانت لابناء الانتفاضة صولات وجولات اجبرت نظام العفالقة وطاغيتهم المقبور جرذ العوجة على التقهقر والانهزام في اكثر من اربعة عشر محافظة , وقد عمد النظام المقبور حينها الى استخدام ابشع الاساليب الاجرامية في استرداد نظام الحكم باستخدام كافة الاسلحة المحرمة وابادة الشعب العراقي . الانتفاضة الشعبانية واحدة من الاحداث الخالدة التي تتباهى بها الذاكرة العراقية سجل فيها شعبنا بكل تنوعاته وطبقاته رفضه الكامل لأستمرار وتمادي وحشية النظام الفاشي البعثي وانتهاكاته لحقوق الإنسان والبيئة والحضارة.لذا لم يتوان شعبنا عن تقديم اروع صور البطولة والتضحية . وبرغم استثنائية هذا الحدث وما اختزنته ذاكرته من صور لبطولات نادرة وما خلفه من ندوب وجراحات في ذاكرة الناجين من المقابر الجماعية التي أعدها النظام بوحشيته وهمجيته لأبطال هذه الانتفاضة العظيمة . لم يحظ هذا الحدث بأي اهتمام او عناية لا في مجال التوثيق ألتأريخي ولا مجال الاستلهام الإبداعي ولافي الرواية والقصة ولا في مجال الشعر والإنتاج الأدبي , القليل الذي وصلنا لا يتناسب وعمق هذا الحدث في الوجدان الوطني للذاكرة العراقية . فهي فرصة للتذكير بان العراقيين لم يكونوا مستسلمين وخانعين لجبروت الظلم ألبعثي ولا لأي ظلم كما يتصور البعض ممن لم تكن له الصورة واضحة من داخل الجحيم العراقي كما يجب التذكير بأن الانتفاضة لم تكن رداً مباشراً للانكسار والهزيمة اللتين مني بهما الجيش العراقي او جاء كرد فعل طائفي او قومي . بدأت الشرارة الاولى للانتفاضة الشعبانية من البصرة في فجر الثاني من آذار عام 1991 من قبل احد الجنود العراقيين العائدين من الكويت سيرا على الاقدام فعند وصولهم الى ساحة سعد في مدينة البصرة حيث يتموضع تمثال صدام حسين قام هذا الجندي باطلاق النار على التمثال وانهال عليه بسيل من الشتائم وكانت هذه الاطلاقات هي الشرارة لانطلاق الانتفاضة الشعبيه. بحلول الصباح بدات الاحتجاجات والدعوة لسقوط النظام تنتشر في مدينة البصره والهارثه والدير وانتشرت التظاهرات في المحافظة وسرعان ما تحولت الى اشتباكات بين المدنيين وقوات الحكومة . وخلال يومين عمت الانتفاضة ارجاء العراق واستخدم النظام اشد اساليب القمع فقام من يملك السلاح من المنتفضين بحمله وكانت اغلب اسلحة المنتفضين عبارة عن اسلحة خفيفية. بينما استخدمت القوات الاسلحة الثقيلة والطائرات . دمرت الكثير من المدن العراقية وسويت بالأرض وقد قتلت الحكومة العراقية ما يزيد عن 300 الف شخص في الجنوب العراقي وحده خلال ال14 يوما التي هي عمر الانتفاضة وتم التكتم على ذلك من قبل نظام البعث والأنظمة العربية. ولم تحضى الانتفاضة الشعبيه بالدعم الاعلامي والتأريخي على المستوى العربي نهائيا . هذا وامتد تطاول البعث الصدامي الى الروضتين الشريفتين فضربت قبّة مرقد أبي الفضل العباس(ع) والصحن الحسيني الشريف بالصواريخ وقذائف المدفعية بأمر المجرم حسين كامل وله قول شهير في ضرب الباب الخشبي لباب قبلة الامام الحسين (ع) بقذيفة دبابة كان يقودها في شارع القبلة الحسيني : (أنا حسين وانت حسين). فقد تطاولت يده لقصف العتبات المقدسة التي يؤمها الملايين من الزوار سنويا من خارج العراق وداخله. وكان القصف المدفعي الذي طال القبة العباسية المطهرة رمزا للالحاد البعثي ووصمة عار في جبينه. لم تكتف القيادة الصدامية بذلك ... فقصفت في 11 /3 /1991 مقام كف العباس (ع) الايمن والدور السكنية التي حوله، ثم اتجهت الى قصف الصحن الحسيني الشريف ونسف باب القبلة الشريفة في محاولة الاجتياح للفتك بمن لاذ في الروضة المطهرة. اتجه الاجرام البعثي الصدامي في استخدام القصف المدفعي والصواريخ وقذائف الهاون من قبل البعثيين الذين يختبئون في الخرائب والبساتين المجاورة لمركز المدينة ، فكان القصف يشمل السكان اللاجئين في الروضتين الشريفتين وهم على علم بعدم وجود اليد التي تطول العتبات المقدسة ، فهي الملاذ الآمن لهم . وكانت الاوامر الصدامية للجلاد حسين التكريتي ادت الى تصدع الروضتين وهدم أماكن منها ، واصيب العشرات من اللائذين بسقوف الروضتين لتبقى دمائهم صرخة في الوجود حيث لم يستطع ازلام النظام البعثي ازالتها فيما بعد مما دعى بطاغيتهم ادعاء الافتراء والكذب وترويج القصة على انها دماء بعثية تم اعدامهم داخل المرقد المطهر. لقد سقطت الصواريخ الصدامية في مناطق متفرقة من المدينة . لم تكن انتفاضة العراقيين في آذار 1991 حدثا منفصلا وقائما بذاته وإنما كانت نتيجة طبيعية لمعاناة شعب امتدت سنيناً، لذا جاءت تعبيرا صادقاً قويا وسريعا عن الرفض الكامل لحالات الإحباط التي قادت إلى رغبة أكيدة في تمزيق القيود التي كبلت أبناء الشعب، فتاريخ شعبنا هو سلسلة من المواقف البطولية التي اتسمت بالتضحيات الجسام من أجل عزته وصون كرامته، وكانت الانتفاضة تعميدا بالدم لرفض أساليب الدكتاتورية وحكمها البغيض.إن أهم ما يجب النظر إليه هنا ونحن نتحدث عن ضرورة إلقاء الضوء على بدايات الحدث التاريخي الكبير الذي صنعه العراقيون الأماجد عند اندلاع شرارة الانتفاضة ضد النظام التسلطي الدكتاتوري هو التأكيد على حقيقة العوامل والمسببات التي هيأت وبلورت مناخا سياسيا وفكريا ونفسيا للانطلاق بقوة نحو التغيير وآفاقه، كذلك لا بد من القول إن قرار الانسحاب وما رافقه من تأثيرات سلبية مباشرة أسهمت في إمكانية إنضاج التهيؤ الثوري الحاسم لتحطيم حاجز الخوف والبدء بتصعيد الفعالية الجماهرية للشعب للوصول إلى تحقيق الهدف المرجو، وبهذا الصدد، يمكننا أن نشير إلى أن الوقائع والدروس المستخلصة من الأحداث الكبرى والحروب عبر العقود الماضية وما تؤكده أيضا مسيرة التاريخ بأن الهزائم والمآسي التي تلحق بالشعوب بسبب إستهتار الأنظمة الدكتاتورية تتمخض عن تغييرات جوهرية في كيانات تلك الأنظمة . وإذا كانت الهزيمة أمرا مرفوضا لا يليق بالرجال أن يستسلموا لها وان الفشل عيب يجب تلافي أسبابه قبل حدوثها، فإن المجرم صدام يبقى المسؤول الأول عما لحق بالجيش العراقي من إنكسار وما ترتب عليه من تقييد لحرية العراق وسيادته الوطنية . اليوم حانت ساعة القصاص العادل من قادة فيالق الموت التي قتلت ابناء الوسط والجنوب واحرقت ودمرت مساكنهم ومساجدهم وعتباتهم المقدسة في موعد جاء يتوافق مع ذكريات الانتفاضة الشعبانية ووقف بعض اؤلئك الجلادون في قفص الاتهام لمحكمة الجنايات العراقية العليا وهم يستعيدون ذكرياتهم المسعورة وأشرطة افلام الموت التي أخرجوها ضد الابرياء والفقراء والمساكين إرضاء لرغبة الجلاد الأكبر المشنوق صدام وتشبثا بمطامح الذل وملاذ الحياة على قبور ابناء العراق . رحم الله شهداء الانتفاضة الذين أشعلوا ضوء الحرية لنا جميعا وأسكنهم في فسيح جناته
 

Share |