التيار الصدري: تصريحات البارزاني تهدف لتمزيق العراق والكرد يتصرفون كأنهم ضيوف
Tue, 1 Nov 2011 الساعة : 8:19

وكالات:
اعتبر نائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، الاثنين، تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بشأن الاستعداد للقتال في حال قرر الشعب الكردي إعلان الاستقلال، بأنها غير موفقة وتهدف لتمزيق الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الكرد يتصرفون كالضيوف في العراق، فيما أشار إلى أن المادة 140 انتهت دستوريا.
وقال النائب جواد الحسناوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التصريحات التي تصدر عن القادة الكرد دائما لا تخدم مصلحة العراق بشكل عام"، مبينا أن "الكرد كانوا شركاء أصليين في كتابة الدستور، وهذه التصريحات غير موفقة ولا تهدف إلى الوحدة الوطنية بل لتمزيق هذه الوحدة".
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني أكد في (29 تشرين الأول 2011)، أنه في حال قرر الشعب الكردي إعلان الاستقلال فإننا سنلتزم بذلك ومستعدون لدفع الثمن حتى لو كان القتال، داعيا كرد إيران وتركيا إلى إتباع الأساليب السلمية لنيل حقوقهم، فيما أشار إلى أن كرد العراق سيقدمون كل أشكال الدعم لكرد سوريا لنيل حقوقهم دون اللجوء للعنف.
وأضاف الحسناوي أن "الكرد يتصرفون كالضيوف في العراق ويصرون على أن تكون لهم الأولوية"، معتبرا أن "المادة 140 انتهت دستوريا، وحتى التوافقات غير دستورية وكلمة المناطق المتنازع عليها غير صحيحة بل هي المختلف عليها ويجب أن تخضع للدستور".
ولفت الحسناوي إلى أنه "يجب أن يكون الكرد شركاء في العملية السياسية حتى في المعاناة وليس في الحصص والغنائم"، مضيفا "نحن كلنا شركاء في الوطن، أما إذا أرادوا الاستقلال فيعلنوا من الآن ليستقر العراق ويكون بدون مغانم وسياسيين يغتنمون الفرص بين الحين والآخر".
وسبق للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال الطالباني، أن أكد في (6 تشرين الأول 2011)، أن الوقت حان لإعلان "الدولة الكردية"، داعيا الكرد إلى توحيد الصفوف من اجل "الهدف الكبير لإعلان الدولة".
وطالب عشرات المتظاهرين في مدينة السليمانية، مطلع أيلول الماضي، مواطني إقليم كردستان العراق والأحزاب السياسية برفع شعار يؤكد على استقلال الإقليم وتأسيس دولة كردية وضرورة الضغط على المجتمع الدولي لتأييد هذا المطلب.
فيما أعلن ناشطون ومثقفون كرد في مؤتمر صحافي عقدوه في مدينة دهوك، نهاية تموز الماضي، عن تشكيل منظمة مدنية لدعم قيام دولة كردستان المستقلة، مؤكدين أن الأجواء الحالية مهيأة للاستقلال، كما أشاروا إلى أن المنظمة، وهي الأولى من نوعها التي تجيزها حكومة إقليم كردستان، ستعمل على نشر الوعي القومي بين السكان، فيما دعت ثمانون منظمة مدنية في محافظة دهوك في الـ13 تموز الماضي، الأمم المتحدة لإجراء استفتاء لتقرير مصير كردستان العراق.
ويلاحظ مراقبون سياسيون في إقليم كردستان، أن استقلال الجنوب السوداني في (9 تموز 2011)، أجج المشاعر القومية لدى الكرد، مثلما أثار عندهم العديد من الأسئلة المتعلقة "بحق تقرير المصير"، وحلم تأسيس دولة خاصة بهم في أجزاء كردستان الكبرى.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، قال في كلمته أمام المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه، في (11 كانون الأول 2010)، إن موضوع حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكردي سيتم طرحه في المؤتمر، ما أثار ردود أفعال ايجابية داخل الإقليم ومتباينة خارجه، كما أكد أن الشعب الكردي كغيره من الأمم والشعوب "يملك حق تقرير مصيره"، مشيرا إلى أن حزبه يرى المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح لبلوغ هذا الهدف.
وتشهد العديد من المناطق الكردية في إيران وتركيا وسوريا، نشاطاً قوياً يتخذ في جانب منه، طابعاً مسلحاً كما في إيران وتركيا، فضلاً عن نشاط سياسي معارض كما هو الوضع في سوريا وتركيا حالياً.
ويتواجد الكرد في العراق وسوريا وتركيا وإيران وتعارض تلك الدول عموما إي خطوة للانفصال بل أن جميعها باستثناء العراق تواجه بشدة التوجهات القومية للكرد بما في ذلك إقامة حكم ذاتي لهم.
وسبق أن أقدم الكرد على تأسيس جمهورية مهاباد في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد التي كانت عاصمتها، وكانت دويلة قصيرة العمر غير معترف بها دولياً مدعومة سوفييتياً كجمهورية كردية أنشئت سنة 1946 وساهم بقيامها تحالف قاضي محمد مع الملا مصطفى البارزاني ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلاً بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 31 آذار 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد وهرب مصطفى البارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة.
المصدر:السومرية نيوز