المسلمون كذبة-عقيل عبد الجواد

Mon, 31 Oct 2011 الساعة : 10:47

الدين أن تكبح جِماح نفسك وتلجمها قربة وطاعة لمن سيسألنا عما نفعل – الله – استعلاء منه وعظمة وقد انتسب الكثيرين لهذا الدين لكن صفة المسلمين انطبقت عليهم قولا ً لا فعلا ً فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله خالف صحابته وصاياه وظهر ما أضمروه من سوء إسلام فمنهم من انحاز للدنيا وزخرفها وهو يريد قطف ثمار جهاده وتصديقه بالله استعجالا ً وتفضيلا ً لهدية الدنيا على الآخرة او منا ً على الله أن قد هداه .
وصنف آخر تمسكوا بالزهد لكنهم اطاعوا هواهم بأن ساووا وصي الله بغيره من طغاة امة نبيهم وفضلوا الوقوف على التل متفرجين بعد ان فشلوا ان يخالفوا هواهم .

واستمرت الدائرة دورانا ً والأمثلة طرحا ً وتكرارا ً حتى وصلنا ليومنا هذا ... فمسؤولينا المسلمين – بعضهم بطبيعة الحال- ينقسمون إلى قسمين أولهما مسلم بالقول لا الفعل فهو يشرب المنكر ويرتكب الزنا إذن هو للمسيحية اقرب منه للإسلام , والصنف الثاني ملتزم دينيا ً لكنه أما سارق للمال العام او متغاضي عن السرقات او يحابي او أزاح من هو أفضل منه وأولى ..
ثم صُدمنا كما العالم اجمع بمشاهد تعنيف وإهانة الطاغية معمر القذافي من ناس ينتسبون للأسلام ..
سيقول البعض مبررين انه لو كان مكانهم لفعل بهم الأفاعيل ...وهو صحيح لكن متى كان ديننا يحاسب على الفعل قبل ارتكابه أولم يكرم الله امة محمدصلى الله عليه واله انه لا يعتد بالسيئة حتى يرتكبوها !!

وسيقول آخرين أنهم إنما قتلوه غضبا ً منهم لتمثيله بإخوانهم كما أن العالم يشهد انه دعاهم بالجرذان وانه سيطاردهم زنگة زنگة ...

هذا المبرر واه ٍ أيضا ً فالديكتاتور عندما امسكوه لم يعد ديكتاتور بل أسير حرب له أحكام وأصول التصرف معه حضاريا ً من جانب الأسرة الدولية ودينيا ً من جانب تعاليم الله الذي يحب ان يرى انه قد اطيع خصوصا ً ممن قد سألوه النصر مرارا ً .

ثم ما فائدة ان يطاع الله بطقوس ظاهرية لكن حين يجد الجد عند المواقف المفصلية والمظهرة لحقيقتنا فأنه يعصى وتنكس رايته ونحاربه وندني من شان أوامره !!
لقد اظهروا إنهم أناس غير متزنين انفعاليا ً ووجدانيين وإنهم غريزيون من خلال رد فعلهم هذا ..
" ومن الناس من يعبد الله على حرف ٍ فأن أصابه خير ٌاطمأن به وإن اصابته فتنة ٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين ...." [ الحج 11 ]

ولشد ما لقلقت السنتهم عند ثورتهم بذكر الله ولشد ما عصوه عندما وهبهم نصره !!
أن فتنتنا هي الشرك الأصغر وهو أن نطيع الله في بعض ٍ من الأمر ونعصيه في أمور " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون " [ يوسف 106 ] إي الانسياق والانقياد لهوى النفس
" ارأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ً " [ الفرقان 43 ] " أفرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم ٍ ..... " [الجاثية 23 ]

ان معنى قتلهم اياه هو القول لله أننا يا رب غير قاطعين بوجودك وأننا نشك بنارك التي سجرتها للقذافي وإلا لو كانوا موقنين لأمنوا إن الله لا يفوته اخذ الثار وانه لو لم يكن قادرا ً على ان يضاعف العذاب له اضعافا ً حتى يعدل مقدار ظلمه ومن ثم يفوقه لما سمح له اصلا ً بذلك ولو امنوا به لما مسوا شعرة من الرجل ... ثم بعد قتله يعرضونه على العامة حتى فاحت رائحته أنهم ولا ريب لا يرجون لله وقارا ...

ثم هل القذافي أسوأ بميزان عدل الله من اشقى الأولين والآخرين (بن ملجم) والأمام علي عليه السلام قد اظهر حسن المعاملة لأسيره فكان عندما يأتونه بإناء اللبن يشرب نصفه ويبقي نصفه ويقول أعطوه لأسيري فهو أما انه راضي بالمعصية التي قام بها بن ملجم وهذا لا يجوز لعلي عليه السلام وهو اشد الناس طاعة لله ..أو أن يكون قد احترم الإنسان فيه وانه قد عزله عن فعله !!

ثم مثال القرضاوي الذي أفتى ان حرق بو عزيزي لنفسه ليس انتحار
انا لا اشك لحظة ان بو عزيزي كان علامة التنور لزوال الطغاة ...لكن لا يزكيه ذلك من انه انتحر .
فكان الأجدر بالقرضاوي ان يدعوا الله ان يشمله بعفوه ورحمته وبذا يكون قد سأل الله سالكا ً سبل ربه دون ان يهزم دين ربه –في ذاته- وحاشا له الهزيمة .

ان الاسلام حقيقة لكن وجود ناس اسلموا وجههم لله محض اسطورة إذ لا بد انهم عجزوا فاتبعوا هوى انفسهم وانفعالاتهم اللهم الا ما ندر وهذه حقيقة بشرية

[email protected]

 

Share |