العلم العراقي ليس خرقة يا أكراد العراق!!!-حسين باجي الغزي
Mon, 31 Oct 2011 الساعة : 10:42

أينما حللت في ارض الله الواسعة فثمة وجهتان أرنو إليهما وأكحل عيني بمرئيهما هما مآذن الجوامع وإعلام بلادي فهما وان اختلفا من حيث وجهة العبادة وطاعة الخالق فأنني اجزم بأنهما لدى كل ذي عقل سليم من أنهم صنوان في القدسية وتوأمان في التبجيل فمن استكان لطاعة خالقة وأعتقد برسله وكتبة حريا به إن يلثم العلم ويلتحف به مؤمنا بان حب الاوطان من الإيمان .وكلما يممت وجهي نحو مبنى حكومي في عراقنا الحبيب فاني أطالع اعلاة لأرى مدى احترام وصيانة هذه الجهة لعلم بلادها ورمزه ولا أغالي حين ابتدع إن أناقة العلم وبريقه هي وحدة قياس لاتخطئ لوطنية ونزاهة المسئول، ويعتصرني الألم وأموت واقفا وان أرى علم العراق الذي أريقت تحت ساريته انهارا من الدماء وجندلت تحته ألوف الشهداء يتيما رثا مشرشبا كهلا فوق مبنى جميل مزخرف يشع زجاجة بريقا من جوانبه أتحسر على قول شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي :
عش هكذا في علو أيها العلم **** فإننا بك بعد الله نعتصم
والعلم العراقي بألوانه الأبيض والأحمر والأسود والأخضر إنما يشير إلى بيت شعر في الحماسة قاله الشاعر العراقي صفي الدين الحلي عندما نهض العراقيون عربا وأكراد ومن كل القوميات لقتال المغول عندما قاموا بغزو العراق قائلا:
سل الرماح العوالي عن معالينا ..... واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا.................إن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا..................خضر مرابعنا حمر مواضينا
والبيت الأخير اشتقت منه فكرة الوان العلم العراقي... إي إن علم العراق لايرمز إلى قوميه أو دين أو طائفةوهو علم كل العراقيين ، الذي يترفع اليوم الإخوة الأكراد من رفعه فوق رؤوسهم بعد إن رفعوه وقبلوه ووضعوه على الرأس والعين أيام كان الجسد العراقي معافى و يد الدولة هي الطولى والخد الكردي مرتعا لصفعات الحكم ألبعثي المتجبر .وتحت لواء العلم العراقي جرى تشكيل العديد من تشكيلات الفرسان الكردية(مايسمى بالجحوش ) وهو، مصطلح أطلقه الأكراد على مجموعة منهم ، ساندت ودعمت ووقفت إلى جانب الحكومة ضد الشعب الكردي، وكانت تقوم بعمليات عسكرية مسلحة ضد الأكراد، وذلك مقابل ثمن تتلقاه من الحكومة المركزية .
والتي انضوت اغلب العشائر الكردية تحته في مقاتلة أبناء جلدتهم وإخوتهم نغره ونصرة لسلطان القوة والظلم ومن اجل حفنة من الدنانير.والذي يعتبرونه اليوم رمزا لعذاباتهم مصرين على رفع العلم الكردي فقط والذي يمثل علم مايسمى جمهورية مهاباد في إيران التي لم تصمد سوى بضعة شهور,... ... وهنا اتسائل ان كان هذا العلم يرمز إلى الكرد فقط والى تاريخهم ووجودهم وعيدهم القومي, فما شأن بقية الأقوام بذلك؟؟ ولماذا يجبر الكرد بقية القوميات(كالتركمان والمسيحيين واليزيديين وغيرهم ) وباقي الطوائف والديانات على رفع علم لايخصهم بشيء؟؟؟ وأن أراد أكراد العراق تمثيل كل مكونات (كردستان) فلزاما عليهم تغيير علمهم ليمثل كل أطيافها ويكون رمزا يرضي الجميع .ثم لماذا يقحم بعض التركمان والمسيحيين وحتى العرب أنفسهم في أمر هم بعيدين تمام البعد عنه؟؟؟؟ فالبعض يحاول التقرب للكرد بهذا العلم وهو غير كردي ليصبح مجرد اضحوكه أو بهلوان وبالعراقي.. قرقوز.. متعدد الالون يثير الضحك والشفقة معا... ومنهم بعض الساسة الذين يحجون إلى كردستان في كل صغيرة وكبيرة ويقهقهون ويتصافحون تحت سارية علم مهاباد. غاضين البصر ومطاطي الرأس عن غياب العلم العراقي الأصيل. تحت سحر الأجندات والتحالفات الجديدة التي تغيرت لتصب في المصالح الحزبية الضيقة
لا وجوب لمناقشة انزال العلم الكردي من بعض المناطق في العراق في مايسمى المناطق المتنازع عليها, فالكرد عراقيون ويمكنهم رفع علم العراق في اي مكان يرغبون فية, ولكن هل يعقل ان يرفع علمهم في بغداد والمحافظات الجنوبيه بينما يُستهزأ بالعلم العراقي ولا يرفع في مناطق الكرد الا (بعد التي واللتيا)... فالاعلام رموز وهي واجبة التقديس لذاتها, وان اصر البعض على رفعه في خريطتهم الجديده التي تصل الى شمال ميسان وغرب الرمادي وتجاهل هذه الثوابت فانه يجر الامور الى منازلة خاسرة وعنتريات فارغة لم يحصد منها الكرد سوى الماسي والويلات . !!وعلى كاكا (.... ..)الذي صرح بان الاكراد سيفنون جميعا من اجل هذه القضية . ان يفوق من(لبن اربيل الغير ثخين )وان يرعوي فكف الاسد العراقي لاتزال مخالبها سليمة صحيحة وان العلم العراقي ليس خرقه من قماش جماد يمكن تمزيقها وحرقها دون ان تثير اي ردة فعل...بل هي كبرياء وعنفوان وتاريخ وهوية بلد هو العراق بلد الجميع وموطن العزة والرفعة والكرامة .
......................حسين باجي الغزي
[email protected]