أسواقنا وخطر العملة المزيفة... في بقعة الضوء-حسين الدبوس

Mon, 31 Oct 2011 الساعة : 10:12

السيولة وقود الأعمال هكذا يوصفها الخبير في مجال آليات السيولة والتدفقات النقدية بيل ماكجينس في مؤلفه السيولة "سيدة الأعمال الأولى" الذي يطرح فيه أهمية ألسيولة – الأوراق النقدية – في العمل التجاري والاستثماري حيث يذكر إن إدارة السيولة والتدفقات النقدية هي حجر الأساس في نجاح الشركات والأعمال التجارية ويضرب مثالا عمليا على ذلك بقوله (نحن نمارس أدارة السيولة في حياتنا كل يوم حين نحرص على أن نبقي خزانات سياراتنا مليئة ونحتفظ دائما بفائض من الوقود السائل للمستقبل . ونحن نعرف أن سياراتنا القديمة المزودة بالوقود . تبقى أفضل من سيارات المرسيدس الفاخرة التي أوشك وقودها على النفاذ وخاصة حينما تكون الطرق متعددة وإمكانات التزود بالوقود على الطريق غير مضمونة . فتوفير الوقود يجعل السيارة القديمة أفضل حالا من السيارة الجديدة والفارغة ).
في مثال بسيط وعملي ضربه لنا الخبير حول التدفقات النقدية وأهمية السيولة وأثرها البالغ في التأثير على سير الأعمال التجارية وعندما وصف الخبير السيولة بأنها وقود الأعمال ولعله قد أجاد في ذلك .
ولكن ماذا لو اكتشفنا أن بعض وقود أعمالنا – العملة النقدية – مزيفة حيث اختلط مع هذا الوقود بعض الماء وبعد أن أجرينا البحث والاستقصاء اكتشفنا أن ((( بعض ))) محطات الوقود المعتمدة – المصارف – هي مصدر ذلك الوقود المزيف.
يثور اللغط والقيل والقال داخل الأروقة التجارية والأسواق حول تفشي ظاهرة العملة المزيفة التي يعانى من التعامل بها داخل الأسواق دون معرفة مصدرها الحقيقي فما يكاد يمر يوم ألا ويصدم التجار كبيرهم وصغيرهم على حد سواء حين يكتشف أن بعض أوراقه النقدية مزيفة وبشكل محترف . وعندما نتتبع ذلك المال المزيف من خلال المتعاملين في الأسواق التجارية نفاجأ  أن مصدره عمليات تسديد الديون المستحقة على الموظفين للتجارـ والتي أثارت مشاكل كثيرة بين المتعاملين ـ  حيث يذكر بعض الموظفين مؤكدين أن مصدر أموالهم هي رواتبهم التي يتقاضونها وهي تسحب من البنوك بطبيعة الحال .
لقد ولدت هذه الشائعات فزعا كبيرا لدى صغار وكبار التجار وأفقدتهم الثقة بالمصارف العراقية والعملة المحلية المتداولة مما حدا بالكثير منهم اللجوء إلى العملة الأجنبية – الدولار – والتعامل بها بدلا عن العملة المحلية وهذا بدوره يخلق ضغطا كبيرا على سعر الدينار العراقي  أمام سعر الصرف  للدولار .
أن هذا الأمر لا يقل خطورة عن الإرهاب الذي تلون بألوان عدة فالغاية الرئيسة هي تدمير البلد وإلحاق الأذى بالمواطن البسيط باعتباره المتضرر الأول من هذه الممارسات. ولعلنا مازلنا نتذكر العمليات النوعية التي قامت بها القاعدة باستهدافها لبناية البنك المركزي العراقي في بغداد , وأثرها الكبير على سوق المال والأعمال من خلال تعطل وتأخر الحوالات الداخلة إلى العراق والخارجة منه.
أنا لا أحاول كيل الاتهامات إلى طرف معين بقدر ما أحاول دق ناقوس الخطر متأملا من ذلك إسماع من صمت آذانهم من خلال طرح السؤال التالي :
من يقف وراء ذلك ومن المسؤول عن مكافحة هذه الظاهرة ؟؟؟!!!
يقول الكاتب جبران خليل جبران في قصة يوحنا المجنون ( أن الذئاب تفترس النعجة في ظلمة الليل, ولكن أثار دمائها تبقى على حصباء الوادي حتى يجيء الفجر وتطلع الشمس )
ونحن ننتظر مجيء الفجر وطلوع الشمس لينكشف المستور.

Share |