صقور بلا ريش/ جعفر الونان
Sun, 2 Jul 2017 الساعة : 9:23

عاد الشباب من السواتر، عادوا من معركة كبرى من حزيران الى حزيران من الانكسار الى الانتصار من معركة الدفاع الى معركة الإقلاع، معركة يحتاج القارئ العربي وحتى غير العربي الى ألف تفسير وتفسير،لماذا تحولت المنصات الى مفخخات؟ لماذا تحولت الجوامع الى مذابح ؟ لماذا تحولت المأذن الى مقاصل ؟لماذا تحولت البزلات العسكرية الى دشاديش؟ من خان من؟ من باع هذه الارض؟ أنها حرب ألف ليلة، اكبر خدعة فيها انها لا مذنب فيها ولا سيّء والكل يُتهم الكل والكل يدافع عن الكل!
كل شيء خفت الا انين الأمهات وعيون الأيتام، الايتام انتشروا وفاضوا في هذه المعمورة،كبروا وحزنوا، ولدوا وحينما ولدوا اشتعل رأسهم حزنا وشيبا، كتب القتال في جباه الأطفال وكتب البكاء على جباه النساء، النساء الخاسرات الأكبر في هذه الحروب( امهات وزوجات وأخوات وعشيقات) ماذنبهن يطحن الايام وجعا وفراقاً؟! .
الشهداء أقدس منا جميعا، و أنقى واتقى وازهد ، هم وحدهم الذين ركنوا الدنيا وراحوا يركضون خلف الموت من يوم الى يوم ومن حزن الى حزن، اشتهوا الموت تتذوقوه وفرحوا وقال بعضهم لبعض ما ألذّ الموت على فراش النصر ؟
مضت المعركة رجع المنتصرون والجرحى ومضت سراديب الشهداء الى مقبرة النجف هناك حيث المستقر الأخير وحيث المقر الاخير وحيث المنزل الاخير وبعد كل ذلك ظهر قادة ( الخضراء) من كل فج معاق ليعلنوا حقوق نشر النصر يتراقصون على ألحان الأوجاع على عويل الارامل على عتاب الأطفال، ظهروا وما في العين حياء ولا في الجباه مايُعتصرظهروا فاتحين منتصرين لم يخجلوا لم يبكوا لم يحزنوا على الدماء التي سالت اغوتهم السلطة وكراسيها ومنافعها وشهواتها وراحوا يكذبون حتى على أنفسهم ، ارتدوا المنبر عمامة، نسوا ضمائر في علب مجمدة ، انشغلوا في الدنيا ونسوا مصالحهم،ينتظرون الفصل الرابع من مسرحية السلطة التي يكررونها كل اربع سنوات عجاف، لم يبنوا بلدا ولم يبنوا بشرا، لكنهم والحق يقال ماهرون في صناعة الأزمات وفِي صناعة الخلاف ماهرون في نحت المصالح وأكياس الولاء الى تلك العاصمة او تلك ... انتهت المعركة ولم يكتفوا من اللهث وراء الكراسي والمصالح والمغانم انهم باختصار صقور بلا ريش