دجاجة النجيفي.!!!حيدر قاسم الحجامي /الناصرية
Sat, 29 Oct 2011 الساعة : 0:02

0
ينشغل الرأي العام العراقي كعادته بمشاكل الساسة وسجالاتهم التي تأبى أن تنتهي ، ولان انشغال الساسة بقضايا تخصهم هم فقط ، بات الكثير من الناس يحاولون قدر الإمكان الابتعاد عن ضجيج القنوات العراقية المليئة بالتصريحات والبيانات والتنديدات والدعوات والمبادرات ..الخ والهروب لمشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها .
هموم الساسة في العراق الجديد فوق هموم المواطن البسيط واحتياجاته، لأنها تخص "الساسة " الكبار ولان الساسة الكبار فوق الناس والقانون ،لذا فأن انشغالاتهم هي فوق انشغالات مواطن يبحث عن "ليترات " نفط ابيض ينفعه ليوم شتائي أسود .
في الحديث عن الأيام السوداء يبدو أن شبح النفقات الرئاسية تحول الى يوم أسود فعلاً على الأقل في الإعلام ، فها هي نائبة أخرى تشغل مكانها الصحيح تكشف "ببسالة " عن نفقات خيالية أنفقها السيد رئيس "البرلمان " أسامة النجيفي على تأثيث مكتبه ومنزله وبمبلغ زهيد لا يتجاوز المليارين وربع المليار فقط ...! ، السيد النجيفي القادم من معاقل التمرد الشديد يحاول هو الأخر إن "يعض" ما يستطيع من "كعكة " العراق المنكوب .!أسوة برفاق العملية السياسية المربحة للغاية .
ذكرتني "العضة " الأخرى لأموال العراق بنكتة قديمة ، لا بأس من ذكرها ، يقال إن هناك شخصاً أقام وليمة ودعا إليها خمسة أشخاص بينهم ضرير واحد ، وعند اجتماع الخمسة على المائدة كان صاحب الوليمة قد اعد لهم دجاجة ، فما كان من صاحبنا الأعمى إلا إن مد يده لا على التعيين ، لتصيب الدجاجة مباشرة ً ، تناولها وانقض عليها "معضعضاً " إياها من كل جوانبها ، وهو يتساءل مع نفسه "ولك هذا إنا الأعمى حصلت دجاجة كاملة ،زين المفتشين شكد يحصلون ".!!!.
المفارقة أن ساسة اليوم يشتركون في وليمة المال العراقي وكلهم عيون ، ليس فيهم من "عميت" عينيه عن أكل أموال الناس والتلاعب بمقدراتهم دون وجه حق ، كل هولاء الرؤساء الكثر والبرلمانيون والوزراء يعرفون جيد أن الكتف العراقية مليئة ما دامت "أموال البترول العراقي " متواصلة في الزيادة وخصوصاً مع العقود العملاقة التي وقعتها وزارة النفط وما جرى من حديث حول رشى وعمولات كبيرة التي دفُعت لشخصيات وأحزاب ومسؤولين عراقيين .!!.لتسهيل تلك العقود .
المشكلة في هذا البلد الريعي أنه يملك ثروات هائلة ويملك سراق هائلون أيضا ، مع وجود هذا المال وضعف الرقابة والمحاسبة تصبح الدجاجة العراقية نهباً بيد الساسة وأبنائهم وأصدقائهم وأحزابهم وحلفائهم ، والتجار الذين أسسوا القوائم الانتخابية وباعوا وزارات الدولة بأسعار محددة في عمان وغيرها .
المشكلة ليست في مليارات الطالباني ولا مليارات النجيفي المصروفة ، المشكلة في هذا العرف الذي يسير عليه "ساسة المنطقة الخضراء " في التعامل مع المال العام وكيفية إنفاقه في قضايا شخصية وضيقة جداً .
هولاء الساسة يتعاملون مع المال العام كتعامل الضرير مع "الدجاجة " فهم من استولوا على المال العراقي وراحوا يتنعمون به ، تاركين الشعب يتطلع فقط ، ولكن تطلعه مصحوباً باندهاش ولسان حاله يقول .عافيات .بالمقلوب طبعا .