لا تفوتكم فرصة التعرف على "قارئة الفنجان"!!!- صلاح بصيص

Fri, 28 Oct 2011 الساعة : 17:52

قارئة الفنجان، امرأة تجوب الفيس بوك بحثا عن ضحايا توقعهم بشباكها، لتعالجهم من (الربط، اخراج الجن، والسحر، والمحبة) وامور اخرى كثيرة، فبعد ان وجدت اضافة في صفحتي على الفيس بوك تدعوني فيها قارئة الفنجان لطلب الصداقة، قبلتها على الفور، ليس لانها امرأة فقط، ولكن اسم الايميل اثار استغرابي فاحببت ان استدل من خلال اضافتي لها على علاقة الشخص بالاسم...
الفيس بوك، حاله حال اي تقنية دخلت العراق او الوطن العربي بصورة عامة، تواصل اجتماعي وتوسيع دائرة التعارف على الاخرين، لكنه وكالعادة اخذ اكبر مما يستحق من حيز، وبدأت الاحداث والمغامرات والقصص العاطفية والغرامية، وحتى الجنسية، تملء صفحات الفيس بوك الذي استهلك وصار جزء لا يتجزأ من عالم الخيال والكذب والتدليس وابتعد عن كونه وسيلة اجتماعية حديثة تختصر لنا العالم وتجعله بمتناول اليد وبامكان الجميع..
عموما، جائني جواب عن سؤالي، عند اول حديث بيننا، حول انسجام الصفة (قارئة النفجان)مع الاسم (أم...)، كوني اعتقاد ان هناك ثمة ارتباط شبه وثيق بين الاسم المختار او الصورة المختارة وبين صاحب الشخصية الحقيقية، فأنا حينما اريد ان أختار صورة،مثلا من مجموعة صور يكون اختياري، رغم عشوائيته، مرتبط بجزء من شخصيتي الحقيقة... قلت مستفسرا عن طبيعة العلاقة بين الاسم وصاحبه، فأجابت انها تعمل معالجة روحانية وعالمة في طب الاعشاب، تروج لنفسها ولبضاعتها من خلال الفيس بوك، استغربت كثيرا، ليس لانها الأولى في استخدام هذه التقنية لاغراض شخصية ومنفعة ذاتية، ولكن بربكم، من صادف منكم امرأة تقرأ له الفنجان وهو يبتعد عنها الاف الكيلومترات، او قد يقترب قليلا؟ بادرتها القول، كيف لي ان اطمئن في اعطائك معلومات كاسمي واسم والدتي، وغيره، وانا لم ارى وجهك اصلا؟ فأجابتني بثقة مفرطة، اترك كل هذه الاشياء جانبا واشرب فنجانا من القهوة ولكن قبل ان تشرب مد اصبعك الخنصر الى الفنجان وانوي في قلبك عن الشيء الذي تريد معرفته، فطلبت منها الانتظار، وانا جالس في مكاني لم اتحرك ولم احضر فنجان قهوة ولم افعل ما طلبت مني، بعد دقائق قلت لها شربت الفنجان وعملت ما طلبت، فاسترسلت في عبارات عامة وخاصة لم ارى لها من تطابق لا من قريب ولا من بعيد بحياتي لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى العام، ولكني تركت لها الوقت لتحدثني وانا لم اخسر غير كلمة نعم، وحين انتهت وقالت اطلعني على نسبة الصدق في كلامي، فقلت لها وان اخبرتك بالنسبة ماذا تستفيدين انتي من ذلك، قالت اذا كان كلامي نصفه صحيح ونصفه خطأ عليك ان ترسل لي كارت فئة (5 دولار) اما اذا كان كلامي اغلبه صحيح عليك ان ترسل لي كارت موبايل فئة (10دولار)، فقلت وما ادراك باني ساقول الصدق؟ قالت انت تجلس على كرسي وهناك جنود من الجن سخرتهم ليعقدوا لسانك في حال الكذب...!
ربما هي طريقة سريعة لكسب الرزق، فمثل هذه المواضيع متداولة على المحيط العملي اليومي، والفيس بوك اصبح واحة خصبة لانتشار مثل هكذا خزعبلات، عن طريق قارئة الفنجان وغيرها، والمضحك المبكي، اني بحثت عن هذا الاسم وهذه الظاهرة فوجدت عددا لا يستهان به يحمل ذات الاسم، او باختلافات بسيطة...فهل سيتحول الدجل من الشارع وزوايا البيوت الى مواقع التواصل الاجتماعي، لتصطبغ هذه المهنة بروح العصرية والحداثة...
[email protected]
 

Share |