من الادب العالمي همسات ربيعية رقيقة-عبد الرزاق عوده الغالبي
Fri, 28 Oct 2011 الساعة : 17:34

همسات ربيعية رقيقة للشاعر: بيتر موريل
الترجمة الشعرية بقلم:عبد الرزاق عوده الغالبي
1
شروق رقيق مفعم بعبق البنفسج
يعلن قدوم الربيع بصوت متردد
و بداية التغيير تحت سماء مكفهرة
بنفسجية اللون
مسارات القلب المقفرة
تودع حر الصيف وتنعكس
في المرامي كآبة المشهد
2
خيط من جليد طويل
يحتضن سلسلة من مناظر متحركة
بصرير يمتزج بزقزقة العصافير
وهي تبني أعشاشها
ونعيق البوم والغربان
تخلق ضوضاء في كل مكان
فوق قمم الأشجار شياطين ليل
تختلق المشاكل لبيوض الطير
الملونة بخطوط وتواقيع هيروغلوفية
وحدها تفهم طلاسمها
3
لتستسلم للدفء والنور
اطلقت الارض اسلحتها الفتاكة
من قطرات جليد و زعفران
ونرجس وثوم بري وازهار سلاندين
ترفع اعناقها لتعبق بأريجها
في صفاء سماء نسيان
والحقول لبست حللها الخضر
والغابات باشجارها صنعت فردوسا ارضي
و المساحات القاحلة والمصانع
قد اثملتها الخضرة واريج الزهر
اشجار وازهار الظل وشتلات العليق
تتسارع بشغف لتبحث عن الدفء والضوء
مناظر تفوق الخيال تكافيء بهدايا سخية
غير حالمة من تلك الارض اللامبالية
4
تغط في نوم عميق تحت حلة الشتاء الثقيلة
تلك الاشجار الباهتة تدفع براعمها ببطيء وكسل
اضعفها خدر النعاس لتنشر وردها المصفر
في الهواء البارد كانها ترفع راية النصر
ضد خصمها الشتاء القارص
وتحيي بعناد عقاب الريح البارد
5
الأغصان الصغيرة تكشر انيابها الرشيقة
وبراعمها فوق اطارات النوافذ
في المطر العاصف لتعلن بصوت متحمس
حلول الصيف بكسل
كمبذر يطلب المغفرة وينزل
في الازقة المنسية كزائر ليل لطيف
و الربيع منشغل بأعداد قوالب جديدة
لاسطورة غبار الطلع الاصفر
من البندق والصفصاف
التي تملا الهواء البارد الحالم
في ضوء الشمس
6
سنحتاج ليالي الشتاء وقبضة الوحشية
والربيع يعلن ببوقه عن الصفاء
وعواء ابن اوى في هدوء الليل المميت
وقطرات الماء الصادرة من غرغرة الجداول الجارية
واغاني الطيور القادمة من قمم الأشجار الباسقة
لتذكرنا كي لا ننسى الق الفجر ونورالغسق
وبنصر يتأمر قيه الربيع على هدوء الشتاء الاصم
بخطواته البطيئة الايقاع
العام يجمع نفسه ليرحل مسرعا