الإعلام وحق الرأي العام معرفة الحقائق-المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني

Wed, 26 Oct 2011 الساعة : 1:08

الإعلام الأداة المهمة والمؤثر في توجيه الرأي العام واتجاهاته وطريقة صياغة المواقف والسلوكيات من خلال ما تفرزه وسائل الإعلام المختلفة النظيفة من الأخبار والمعلومات اذ لا يستطيع المواطن تكوين موقف معين أو تبني فكرة معينة إلا من خلال ما يحصل عليها من معلومات وبيانات بعد ان يتم توفيرها لان قدرة الإعلام بكافة صوره وأشكاله يستطيع أحداث تغييرات في المفاهيم والممارسات في مركب المنصومه ألاجتماعيه من خلال تنوير ألمعرفه وتكوين الرأي ونشر المعلومات والقضايا المختلفة . باعتبار وسائل الإعلام جزءا أساسيا ومهما من حياة الشعوب والمجتمعات بفعل مواكبته للتطورات والمستجدات الحاصلة في شتى المجالات الحياتية بحكم الامكانيه وقدرتها على الوصول إلى الجماهير والمخاطبة بما هو مآثر فيها وفقا لمتطلبات الضرورة التي تستوجب مراعاة ظروف كل مجتمع وبيئته الثقافية والقيمة والفكرية بشكل يضمن احترام الهوية ألوطنيه وخصوصياتها ألاجتماعيه من دون تجاهل التعرف على ثقافات وحضارة المجتمع وفقا لقاعدة التواصل والتفاعل بما لدا ألبنيه ألاجتماعيه من علوم ومعارف بفضل الثورة العلمية والتقنية والاتصالات المتداخلة المصالح والاعتبارات بين دول العالم وشعوبه.
لما للحداثة ألدوليه لقد أصبح الإعلام لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها بما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة لتعددت أدوات الإعلام وتنوعه والقدرة التي يملكها في الاستجابة للظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الدولي الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل ما تشهده أدوات الإعلام وسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية لذا فان من حق الرأي العام أن يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من أحداث على الساحة المحلية والإقليمية والدولية شريط ان ان يتم النشر وما يجري وفقا لضوابط ومعايير مهنية أخلاقية وإنسانية ذات اهداف موضوعية تأخذ بنظر الاعتبار ظروف وضوايط المجتمع وخصوصيات ومزاج الرأي العام بالتوازن بين حق المواطن بالمعرفة وبين مرجعيته الثقافية والأخلاقية والدينية على اعتبار أن المعايير الفاصلة للإعلام تجسد اطار مرجعية الثوابت المتعارف عليها وحقوق ألمواطنه والعمل على التميز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي والتفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وآخري مرفوضة .ولكن بشكل هادف وبناء
وفق العوامل الايجابيه التي تساعد على توظيف أهداف الإعلام ووسائله الملتزمة بشكل مترابط بالأهداف والثوابت ألوطنيه وعلى نحو يجعله قادرا على التعبير الموضوعي عندما يتم تناول القضايا المختلفة والحساسة بحيث نضمن من وسائل الإعلام توفير تغطية منهجية تتسم مع قواعد علم الإعلام ونظرياته وبالدوافع الملتزمة بعيدا عن العفوية والارتجال . وربما هذا ما تفتقد له الكثير من بعض وسائل الإعلام في وقتنا الراهن وبكل آسف بعد أن رهنت بعض الوسائل سياساتها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات سوق التهريج وسوق الأباطيل وافتعال الأخبار ألملفقه بما يضمن ترويج لممارسات إعلامية خاطئة وضبابية أفرزت حالة من الارتباك والاثاره والشكوك وهي تؤدي رسائل وهميه افتراضية لنخر بناء النسيج الاجتماعي . الأمر الذي يوفر أجواء عامة تبرر الوقوف عند الكثير من المحطات الخلافية والإشكاليات التي تفرض نفسها على ساحة الأحداث المحلية والخارجية ، ومنها بطبيعة الحال الموضوع التي نتناوله ومن خلاله تحتاج تلك العلاقة إلى التأمل واستخلاص الدروس والنتائج حيث يحاول كل الإعلاميون اللذين وضعوا الوطن في حدقات عيونهم المعيار الساعي وراء تفقد تنشيط سلطة المعاير ألوطنيه . إلا أن العلاقة الظروف والأجواء العامة المسؤولة عن انتشار ظاهرة الإرهاب التي يجب محاصرتها والقضاء عليها تكمن في ان الإرهاب لايمكن ان يعيش وينمو بدون إعلام كون البعض من وسائل الإعلام الماجوره تغذي وتغطي الأعمال الإرهابية وتشجع الأشخاص الذين يقفون وراءها على ارتكاب المزيد من هذه الأعمال الإجرامية و زيادة معدل ظواهر العنف وسفك الداء البريئه والمعروف ان ظاهرة الإرهاب تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى أنحاء العالم لما لها من آثار خطيرة على آمن الدول واستقرارها كون هذه الظاهرة الخطيرة تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع والتأثير المباشر في أوضاعه السياسية وما تحداث من خلل بالاقتصاد الوطنية و قتل الأبرياء وتنشيط الفوضى وحالة الارتباك والفوضى والتدمير في البناء الاجتماعي لتحقيق أهداف سياسية ذات بعد دموي . لصالح القائمين عليه باعتمادهم الإرهاب المفرط وعدم التمييز بين المدنيين وغير المدنيين كأهداف شريره من اجل تحقيق أغراض سياسية منبوذه
وذلك لإثارة الخوف والفزع في صفوف الرأي العام والتحريض ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية آلام ويعمد الإرهابيون إلى التسلح بوسائل الإعلام المختلفة لتسويق أغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الأجهزة الآمنية من خلال اشاعة الحرب النفسية كأوكسجين للإرهاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه لان تغطية الحدث الإرهابي اعلاميا يحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية للقائمين عليه ..
إلا أن بعض وسائل الأعلام تقوم أحيانا وبدون قصد باالاعلان عن العمليات الإرهاب التي تقع وإعطائها سخط إعلامي غير مبرر لا يستحقها في ظل الأهداف التي يبغي الإرهابيون تحقيقها ولغايات اجراميه لان تغطية العمليات الإرهابية اعلاميا ، وإجراء مقابلات إعلامية مع الإرهابيين تعتبر سقوط أخلاقي منافي للقيم الانسانيه إذ يذبح الإنسان بدم بارد إمام تجار الجريمه والمخدرات أصحاب شيوخ فتاوى العصر الجاهلي الأسود هؤلاء اللذين كفروا كل ما هو إنسان شريف بمعتقده وقيمه وأفكاره ليخاطبوا من خلال بعض قنوات الرذيلة مكافأة لجرائمهم بحق الانسانيه وترى تلك الزمر الضالة سعيده عندما تشاهد عرض المناظر والمشاهد المأساوية للدماء وأشلاء البشر ممزقه والتدمير في الممتلكات ألعامه والخاصة وعويل الأرامل والأيتام وتصويرالاضرار بشكل متكرر ومبالغ فيه إضافة الى بث وجهات نظر الإرهابيين التي يقصد منها إثارة الرعب ليتشكل خطورة في منظارهم الدموي وإحداث ردود فعل سلبية من شأنها خدمة العمل الإرهابي على حساب القيم الأخلاقية والإنسانية التي ترفض المساس بالإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بأحسن تقويم حيث كل القيم التي جاءت بها كل الشرائع تدعو إلى السلام والمحبة والتعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف والترويج للأفكار الهدامة ولقد اثبت العراقيون للعالم اجمع لما تعرضوا إليه من اقسي وأقذر هجمات الإرهاب وشركائهم وحاضناته وخرجوا شركاء حماة لوطنهم ويدا واحدة سحقوا الإرهاب تحت أقدامهم وكشفوا كل الزيف الإعلامي وأصبح الوطن وطن الجميع بكل مؤسساته الدستورية والبرلمانية بأمان رجالاته وأبنائه والكل شركاء بالمسؤولية اتجاه أعداء مسيرته ألوطنيه زشكرا .

Share |