مصادفة نادرة تقود العلماء إلي جين الاكتئاب
Tue, 17 May 2011 الساعة : 13:48

لندن - (رويترز) - يقول علماء انهم اكتشفوا اول دليل قوي علي ان الاختلافات في جينات بعض الاشخاص قد يسبب الاكتئاب وهو واحد من اكثر الامراض النفسية شيوعا وتكلفة.
وفي مصادفة نادرة في الابحاث الوراثية اعلنت نفس النتائج التي توصل اليها فريق دولي يقوده بريطاني مجموعة اخري من جامعة واشنطن كانت تدرس مجموعة منفصلة تماما من الاشخاص.
وقال الباحثون انهم يأملون بان تؤدي هذه النتائج الي تقريب العلماء من تطوير علاج اكثر فعالية لمرضي الاكتئاب لان الادوية المتوفرة حاليا للاكتئاب لا تنجح الا مع نصف المرضي تقريبا.
وقال جيرومي برين من معهد الطب النفسي التابع لكنجز كوليدج لندن والذي رأس احدي الدراسات ان "هذه النتائج .. ستساعدنا علي تعقب جينات محددة تتغير في الاشخاص المصابين بهذا المرض".
ولكنه اضاف ان من المرجح الا تصبح اي ادوية جديدة يتم تصنيعها بناء علي تلك النتائج جاهزة لعلاج المرضي قبل ما بين عشرة و15 عاما اخري.
وحللت الدراسة الاولي اكثر من 800 عائلة مصابة باكتئاب دوري في حين قامت الدراسة الثانية بفحص الاكتئاب والتدخين الشره في سلسلة من العائلات من استراليا وفنلندا. ونشرت الدراستان في الدورية الامريكية للطب النفسي اليوم الاثنين وذكر كلا الفريقين وجود علاقة قوية بين الاكتئاب والاختلافات الوراثية في منطقة يطلق عليه اسم كروموسوم 3 بي 25ــ 26.
وقال برين الذي قدم افادة في لندن بشأن هذا العمل"الشيء الجدير بالملاحظة هي ان سلسلتين مختلفتين من البيانات تم تجميعهما لاغراض ودراسات مختلفة باساليب مختلفة وجدت نفس المنطقة علي وجه الدقة.
"عادة تكرار النتائج في الدراسات الجينية للاكتئاب امر صعب للغاية وغالبا ما يستغرق ظهوره سنوات .."ويؤثر الاكتئاب الرئيسي علي 20 في المئة من الاشخاص في نفس المرحلة من حياتهم. ويؤثر الاكتئاب الحاد والدوري علي ما يصل الي اربعة في المئة من الاشخاص ويشتهر بانه يصعب علاجه.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية ان ينافس الاكتئاب مرض القلب بوصفه الخلل الصحي الذي يصاحبه اعلي عبء مرضي في العالم بحلول 2020.
وقالت دراسة في 2006 ان الاكتئاب مسؤول عن ضياع 100 مليون يوم عمل سنويا في انجلترا وويلز وحدهما بتكلفة تسعة مليارات جنيه استرليني (14.6 مليار دولار).
واشارت دراسات للعائلات المصابة بالاكتئاب الي ان هذا المرض له علاقة جينية وان العلماء يعتقدون ان العوامل الوراثية تسهم بنحو 40 في المئة من خطر الاصابة به وتعود النسبة الباقية الي عوامل مرتبطة بالبيئة المحيطة وعوامل خارجية.