بمناسبة اليوم الوطني لشهداء المقابر الجماعية ..رسالة الى عماد- قاسم التميمي
Tue, 17 May 2011 الساعة : 13:38

لقد ترددت كثيرا قبل أن أتناول القلم لأكتب لك هذه الكلمات أليك ياأغلى صديق في حياتي .. أنت ياعماد كاظم صداكة ترددت لأني لاأعرف من أين أبدأ ومن أين سأنتهي من يوم 5/3/1991 عندما كنا نسير معا في شارع (30) في ناحية الفجر ورأينا طوابير من السيارات وهي تقتاد كل من يمر بقربها الى مكان مجهول ، يومها قلت لك ياعماد : دعنا نرجع ونذهب في أحد الفروع المجاورة ورفضت لأنك لم تكن تهاب زمرة المقبور صدام وأزلامه ، تركناك نحن وأتحهنا نحو شارع الشط ، أما انت فقد ذهبت اليهم وأقتادوك ولم نعرف مصيرك الى اليوم،والمؤكد أنك أحد شهداء المقابر الجماعية.
ولكن ترددي في الكتابة عنك لم يطل وتغلبت الرغبة في نفسي على الرهبة ، ان قوة قاهرة تدفعني للكتابة عنك ليس لأنك كنت الأول على دفعتك في كلية التربية قسم اللغة العربية في جامعة بغداد وليس لانك كنت متدينا وتحمل أفكار الفيلسوف الخالد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) بل لأني كنت أشد الناس خجلا أن أكتب عنك ولم أذهب معك ، وهل يظن أحد من الأصدقاء اني سأكتب عنك ولم يكن بيني وبينك سوى أمتار قليلة .
انني لازلت أعيش تلك اللحظات وكأنني أعيش حلما جميلا فعلاقتنا التي أستمرت أكثر من (15) عاما وكيف لي أن لاأتذكرها بكل تفاصيلها ليت هذه السنين أستمرت دهرا ياعماد .
أنني لازلت أعيش فيها وكأني أعيش حلما جميلا ، ان وجهك الضاحك لايزال يبدو لي كأنه الأمل الباسم الذي طالما بحثت عنه ، كل مافيك جميل ومذهل .. لا أثر في طباعك للأنانية أو القسوة ، أو الكذب , أو البخل ، أو النفاق ، أو الكبرياء . بل كانت الطيبة معدنك ، والبراءه جوهرك ، والرقة والحنان مفاتن روحك التي أعشقها ألف مرة .
لقد تعلمت منك الكثير ، علمتني التواضع والصدق ، وعلمتني ضبط النفس واللسان ، وكنت مغرما بالمظاهر فعلمتني كيف أوثر الجوهر على الزائل والنفس على الجسد والفضيلة على الجمال .
كم تمنيت ياعماد أن ترى نهاية من قتلوك وقتلوا الآلاف غيرك ، أود أن أخبرك أن نهايتهم كانت مخزية جدا وكما أشار اليها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قدس الله سره .
يفنى الزمان ولاأخون عهدكم
أبدا ولو قاسيت كل هوان
أصبوا اليكم كلما برق سرى
أو ناح طير الأيك في الأغصان