الريــاء ... منفذ الشيطان لقلب المؤمن
Mon, 24 Oct 2011 الساعة : 23:49

بسم الله الرحمن الرحيم
(والذين ينفقون أموالهم رياء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ). صدق الله العلي العظيم
من أقوال سيدي ومولاي ابي عــبد الله (ع)
" كـل َّ رياء شــرك ، إنــه من عمــل للنــاس ، كــان ثوابـُه على الناس ، ومَن عمــل لله ، كان ثــوابه على الله "
بأختلاف الموقع والمكان قد يقوم الإنسان بعمل مـا خدمـة َ للنــاس، فقد يعمل الإنسان في دائرة حكومية أو يتصدى لعمل اجتماعي أو ديني أو سياسي عبر مؤسسات حكومية أو منظمات المجتمع المدني ،ويختلف العاملون فيما بينهم بنوعية الدوافع والنية الكامنة وراء هذه الارادة والعمل .
ومن طبيعة الإنسان المؤمن ان يضع هذه الخــدمة التي يقدمها للناس تحت عنــوان القربـة المطلقة لله سبحانه وتعالى ،
ولكـن عنــدما ينغمس الإنسان المؤمن بهذه الخدمة متناسيا جهاده الاكبر مع الوسواس الخناس وخيانة النفس الامارة بالسوء قد يطرق الرياء باب قلبه ،ويبدأ بحركات وسلوك ليظهر أمام الناس من أجل كسب الشهرة أو غيرها من المنافع الدنيوية . ففي زحمة تقديم الأعمال والخدمة للناس ،قد يدخل الشيطان متسللاَ إلى قلب الإنسان المؤمن، بنية مخفية، لا يعرفها الآخرين وإنما يعرفها العامل نفسه فينحرف عن النية التي انطلق بها في بدء الأمر والتي كانت القربة المطلقة لله سبحانه وتعالى . وهكذا يشرك العامل بعمله بسبب أنانيته وشيطانه .
المشكله اذا ليست بالخدمة المقدمة وحجمها ونوع العمل بل المشكلة في النيـة التي بها يقدم الإنسان ذلك العمل، وفي هذه الحالات لا توجد النية القلبية المتوجه لله سبحانه وتعالى ، ونتسأل هل يحصل ذلك الإنسان على أجر من عند الله ؟ الجواب بالتأكيد لا ، وذلك لان النية غير خالصة لوجه الله تعالى وأنه أدخل شريك أخر في تلك النية ويصبح سلوكه هذا، سلوكا منافقا أو مشركا .
ففي الحديث الشريف " كل رياءٍ شُرك " .
والمــرائي إما منافق وإما مشــرك ، فكثير من الناس يؤمنون بالله وبالرسل والكتب السماوية وبيوم القيامة ، ولكن هؤلاء قد يكونون غير ملتزمين بأمر الله ولا يحترمون حدوده ،وخير مثال على ذلك الشيطان فهو عارف بكل الأمور بل أكثر من ذلك ... ولكنــه كـــافر لانه عصى الله سبحانه وتعالى، وكذلك المرائي قد يكون إنسان مؤمن بالله وعارف بكثير من الأمور لكنه عند القيام بالخدمة او العمل الحسن لم يجعل النية خالصة لله تعالى مما يجعله مشرك بالله تعالى في العمل الذي يقوم فيه .
وعلى الإنسان لكي يكون مع الله ويحضى بأجره وتوفيقه أن يسلم أمره كله لله ولا يستسلم لنفسه و لشيطانه وأن يخضع قلبه لله وحده لا لغيره، فكلما قوي نــور الإيمان كلما زاد الاطمئنان في القلب .
وعندما يسعى الإنسان المؤمن ليملئ قلبه بنور الإيمان ، ويجعله متجها إلى طريق الله سبحانه وتعالى وخالص النيــة في الإعمال والسلوك ولا يضع الجاه والمال والمنزلة الرفيعة ولا الشهرة في نيته ، عندها سيطمئن بدخول الإيمان في قلبه ويستضئ بنوره .
ولمحــاربة الريــاء :
أجعل قلبك تحت تصرف الله جل جلاله ، وتحت قدرته وسلطانه .
وتذكر أنك ستجلس في ضيــافة الله سبحانه وتعالى في ألآخرة فلا تجلس وعندك فضيحــة ، فان في ضيافته يوجد الأنبياء والملائكة والأوصياء والأئمة عليهم السلام جميعا والأولياء الصالحين .
ولنتذكر اننا بأستخدام الرياء نكون قد استبدلنا ما هو خير بالذي هو أدنى .
فعلينا محاسبة النفس كل يوم ونجعل إي عمل أو حركة تحت عنوان القربة إلى الله ولا ننسى ذلك فهي التي تبعدنا من الرياء ولا تجعل منفذا لدخول الشيطان إلى قلوبنا وتقربنا من الله سبحانه وتعالى .
المشرف على ملتقى الجالية العراقية في هولندا