كلمة سماحة السيد القائد مقتدى الصدر بشأن الثورات الشعبية في العالم

Sun, 23 Oct 2011 الساعة : 23:50

سعد محمد الكعبي/ بغداد
القى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) كلمة حول الثورات الشعبية في العالم
وفيما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلتعلى الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله اجمعين .
هل خطرت في بالك يوماً من الايام ان تكون الشعوب المتخلفة ,ونخالفهم في ذلك ,او ما يطلق عليهم بدول العالم الثالث , أو غيره من المصطلحات الحديثة 'هل خطر على بالك ان تكون تلك هي الملهمة والمحرضة باعثة لدول قد تسمى بالدول العظمى أو الدول الكبرى او دول الحضارة و التكنلوجيا و التنمية وا لتطور الصناعي و ما إلى ذلك من التسميات الاخرى أو التي نسميها نحن بدول الأستكبار العالمي و دول الامبريالية و ما الى ذلك من التسميات المشهورة و المتداولة عندنا فبعد تلك الثورات الشعبية الغاضبة في الشرق الاوسط و بالتحديد في العالم الاسلامي والعربي التي انتصر البعض منها على حكام الجور و الفساد و الدكتاتورية و لا زال البعض الاخر يكافح و يناضل من اجل الحرية ، و لقمة العيش و إزالة الظلم و غيرها من المطالب العادلة الاخرى,و بعد قيام تلك الثورات العظيمة و انتشارها ، عبر الفضائيات و وسائل الاعلام الغربية و عبر صفحات الانترنيت و غيرها ، صارت تلكم الصحوات نموذجا يقتدى بها في أوساطهم الغربية ، و صارت ملهمة لثوارهم ، و كفاحهم ضد ما يرونه مجحفا بهم وبحرياتهم وحياتهم اليومية التي أعتادوا عليها و على النمط الذي أختاروه لإنفسهم ربما ليسوا بإنفسهم ,فالاسلاميون و الشعوب المسلمة العروبية و غيرها هبوا ضد المظالم التي لحقت بهم ,و كانت مطالبهم مختلفة و على أصعدة عدة منها الصعيد الاول :
الاجحاف الديني فهبوا لإزالته فقمع الدين و الحريات الدينية و العقيدية و التصعيد ضد الدين و العقيدة تحت لواء العلمانية أدى بالمتأسلمين الى الانفجار, فهذا لا يعنى اننا نعترف أو ندعي بأن الثورات اسلامية حيث ان كثيراً من المتظاهرين كانوا خارج هذا النطاق إلا ان العامل الاكثر الذي وسع الساحة الاسلامية في الثورات هو كون الحكام هم علمانيين يميلون للتوجهات العلمانية فكل الاسلاميين ثاروا ضد الحكام العلمانيين بيد أن العلمانيين لم يثوروا جميعهم بل البعض منهم حيث مال الاخرون غير المناضلين منهم إلى حكامهم والله العالم .
الصعيد الثاني :الاجحاف السياسي . فهبوا ضد الظلم السياسي و الاستفراد في الحكم و التحزب فكان الشعب يقع بين حزب السلطة و سلطة الحزب ومنه الحزب الحاكم , وغيره من التفرد بالسلطة بل و بالتفرد بالتسلط على الحياة السياسية ضد الشعوب الفقيرة المظلومة و هذا قد يكون هو المسبب .
الصعيد الثالث : و هو الاجحاف الخدمي أو الاقتصادي حتى ان الحكام أستنتجوا أن بقاء الفقر يعني بقاء حكمهم و نفوذهم و تسلطهم و أتساع مالهم و تجارتهم لكن أثبت الواقع خلاف ذلك فثبت بالدليل القطعي ان للفقير يوما يضج به و يصيح و ينتصر على من تسبب في جوره و فقره ، ووصل الامر في البعض منهم إلى حرق أنفسهم لاجل ذلك , و تلكم الاصعدة متداخلة و متشعبة لكن توفيرا للأختصار أكتفينا بذلك ,هذا كله من ناحية الشرق الاوسط المسلم و في منطقتنا بالتحديد أما لو أردنا الرجوع للهدف الرئيسي و الاساسي من كتابة الاسطر المتواضعة هذه و أعني ما الى اليه المجتمع الغربي بعد ان تأسى بالمجتمع الاسلامي العربي الشرقي من أنتشار الثورات فيما بينهم حتى عمت 951 منطقة مقسمة على 82 دولة يطالبون بمطالب موحدة على الرغم من أختلاف أماكنهم و معتقداتهم فبعضهم في أوربا كروما و لندن و مدريد و غيرها والبعض الاخر في الولايات المتحدة الامريكية والبعض الاخر في قلب و طننا الحبيب أعني تل ابيب التي تسمى عاصمة الكيان الصهيوني المحتل البغيض
. نسأل الله زواله عن وجه الكرة الارضية فعلى الرغم من أختلاف مناطقهم توحدت مطالبهم فكانت تحت عنوان عام ألا وهو العمل و العدالة و قد يعزى هذا التوحد إلى توحد السبب الذي أثارهم و جعلهم يثورون و ينتفضون ضده و هو المافيا المالية و المافيا تعني قديما منظمة سرية لمكافحة الغزاة الفرنسيين ظهرت في القرن السادس عشر من الغزو الفرنسي بصقلية عام 1282 و كان (شعارهم موت الفرنسيين و صرخة أيطاليا) فأختصرت أحرفها بالانكليزية لتكون أسمها مافيا و يمكن القول هنا أنها تعني العصابة أو العصابات فيكون معنى العصابات المالية والتفرد بالسلطة المالية وهذا يذكرنا بالصعيد الثالث الذي ذكرناه أنفا و هو الاجحاف المالي والاقتصادي ضد الشعوب و بطبيعة الحال يجرنا هذا الحديث إلى تاريخ أوربا الاقتصادي أو قل الاقطاعي فأن النظام الاقطاعي و التفرد بالاراضي الزراعية بل الاعم من ذلك بيد ملاك يتعاملون مع الطبقة الاخرى الادنى عنهم و هم الفلاحون ليعطوهم لقمة العيش أو قل هذا مدعاهم و كل الارباح للطبقة المالكة, فهي الطبقة البرجوازية الظالمة للطبقة الكادحة و بعد اندثار النظام الاقطاعي أنتشر النظام الرأسمالي فهو نظام ذو فلسفة أجتماعية و سياسية يقوم على اساس تنمية الملكية الفردية و المحافظة عليها متوسعا في مفهوم الحرية علما ان هذا النظام حاله حال الكثير من الانظمة الغربية هو نظام مادي لا دخل له بالعنصر الالهي و كما عبر السيد الوالد قدس سره في أحدى خطبه قائلا ان سائر الانظمة و القوانين الوضعية قامت على المادية و أسقاط العنصر الالهي عن نظر الاعتبار أما بالصراحة كالشيوعية و الوجودية أو بالخفاء كالرأسمالية وا لفاشية و النازية و القوانين الرومانية والجرمانية و متفرعاتها الحديثة فأنها قائمة على أساس دنيوي ومادي صرف لا أثر للروح أو لله فيه و بما ان النظام الرأسمالي يقوم على الملكية الفردية فقد يؤدي ذلك إلى أتساع الدخول المالي عند الفرد بغض النظر عن المجتمع و ماسيه المالية و الاقتصادية فيعلو بعض الافراد ويدنو الاخر و شيئأ فشيئا يتفاقم و يزداد الافراط في اجتماع الاموال عند البعض ويزيد التفريط في قلة أجتماع الاموال عند الاخر حتى بات تحت خط أقل من الدولار في اليوم الواحد في نظرهم بيد ان هناك من هو أقل من دينار أو درهم في اليوم الواحد او أكثر اوازيد ووصل الفقر إلى المجاعة والموت و ماشابه ذلك أولا اقل وصوله إلى التسول و العصابات و ما الى ذلك و مما زاد في الطين بلة أن نظامهم الاقتصادي مبني على الرأسمالية قد سقط في الازمة العالمية و تهاوت بعض امانيهم بل اماني الملاك و تهاوت الكثير من بنوكهم المالية لتتضاءل تجارتهم و يدخل في مستويات النقص و يخرجون عن الثراء الفاحش مما أثر وأنعكس على شعوبهم التي كانت تعاني من الفقر و تحت مستوى دولار واحد إلى مستوى أقل بكثير من ذلك و قد يستغر ب البعض ذلك و يقول أين الفقر في أوربا و أمريكا لكن هذا لا يمت للواقع بصلة كما قال السيد الوالد في أحدى خطبه (لا شك أن الحضارة الغربية فيها مظالم و مصاعب و نقائص لسنا الان في صدد تعدادها إلا أننا لا نحس بهم بالمباشر لاننا لا نعيش في ظهرانيهم في أوربا و أمريكا و إنما يحس بها شعوبها في حقيقة المعايشة لها كلهم او الكثير منهم فقراء مظلومون و محرومون من أدنى حقوقهم المعاشية و الحياتية و نحن نتصور أن كل الشعوب في هناء و في سعادة و علو ليس في المسألة هكذا في طبيعة الحال و هذا الشئ معتم عليه 100% و على الرغم من وجه التشابه في الصعيد الثالث المتقدم و بين ذلك إلا ان هنالك أختلاف واضح من جه أخر حيث ان الحكام العرب لم يسعوا إلى إلهاء الشعب في بوتقات اخرى لينسوا الفقر او قل لم ينجحوا في ذلك فالشعوب العربية أكثر وعيا في هذه الناحية أو قل أنهم حديثو الحرية الفوضوية او انهم يتصفون بعقيدة أقوى مختلفة عن عقيدة الغرب أما الغرب فقد قاموا بإلهاء شعوبهم بالرياضة و المظاهرات و أمور أخرى و كما قال السيد الوالد (قدس سره ) و أفضل طريقة في نظر السياسة الغربية هو إلهاء شعوبهم عن مشاكلهم و مظالمهم لتلافي التظاهرات والاحتجاجات عندهم و منع العنف المحتمل عندهم و منها تكثير الملاهي و الحانات و انواع الرياضة و انواع اللعب و ما أستشهادي بأقوال السيد الوالد (قدس سره ) إلا من باب أثبات قوة حجته و بعد نظره في مثل هذه الامور حتى كأنها تعطي و تعكس صورة عما يحدث و يجري الان, لا يمكننا بأية حال ان نكتفي بالصعيد الثالث سببا في الثورات الغربية فهناك أصعدة أخرى قد ذكرناها سببا في الثورات الاسلامية العربية يمكن ان تكون هنا سببا في الثورات الغربية و لا سيما الصعيد الثاني فهو الاجحاف السياسي فعلى الرغم من التعدد الحزبي عندهم أو بعض المظاهر الديمقراطية الاخرى إلا انهم داخل الحيف و الظلم السياسي و التعسفي فأن التعدد الحزبي غير مفتوح على مصراعيه فهناك بضعة أحزاب لا يمكن الخروج عن نطاقها وما الى ذلك و كما قال السيد الوالد (قدس سره ) فأن الحرية الحقيقية متعذرة عندهم بكل تأكيد حتى في البلدان التي تدعي الحرية و الديمقراطية كفرنسا و أيطاليا و بريطانيا و غيرها فأن الحرية الشخصية مكفولة هناك شكليا أو نسبيا و أما المناقشة في نظامهم و الاعتراض عليهم و على مسلماتهم و أسسهم و سياساتهم و أسرار دولهم فممنوع قليلا كان أم كثيرا ,فالصعيد السياسي و الصعيد الاقتصادي من أهم مقومات الثورات الغربية الحالية مع وجود ضئيل ابتدائي قد يزداد شيئاً فشيئاً وهو الصعيد الاول الا وهو الاجحاف الديني و منه ظهور بعض الافكار التي تنتظر المصلح أو المخلص و ما إلى ذلك سواء المتمثل بالمسيح عليه السلام أو بشخصيات أخرى أذن أجتمعت الاصعدة الثلاثة كأسباب للثورات (951) عند الغرب كما هي عندنا هنا كما قال السيد الوالد (قدس سره) و هذا هو الحاصل في دولهم أي دول الغرب و في نظام شعوبهم حقيقة ولذا نرى الاحتجاجات و التظاهرات و أساليب الارهاب متفشية فيهم جدا و ذلك حينما يدافع المظلومون عن حقوقهم و هذه المقولة للسيد الوالد (قدس سره ) تجرنا لحديث عما وقع للمتظاهرين المناضلين الغربيين من قمع و ضرب لهم و حسب فهمي أن أستمرار المظاهرات و الاحتجاجات عندهم تنتج أزدياد القمع و إيذائهم و لا يسعني هنا إلا أستنكار ما تقوم به قواتهم الامنية ضد المتظاهرين كافة من قمع للحريات خصوصا ما يقع ضد المتظاهرين في الدولة التي تدعي الديمقراطية (اليمنة) و التي أحتلت العراق مدعية نشر الديمقراطية و مع ذلك فهي قمعت النضال و التظاهر في عقر دارها في وول ستريت المركز الاقتصادي الاكبر في العالم والتي تعطي دلالة واضحة ان تلكم التظاهرات تظاهرات أقتصادية لا سياسية محظة فلماذا القمع أذا و انتم دعاة الديمقراطية كما تزعمون و إذا امكننا التنزل انه في بعض المناطق لا يوجد قمع ضدهم فهذا لا يعني ان يوجد ضدهم الاذن الصماء و كما قال السيد الوالد(قدس سره) أننا لو فرضنا انه وجدت فرصة محدودة لبعض الافراد و الجماعات ضدهم ان يبرزوا رأيهم فيقولون كلمتهم كما قد يحصل أحيانا ضمن الصحف و ضمن الاحتجاجات و التظاهرات فأنه مجرد رأي لا يسمع و لا ينفذ بل يلقى الاذن الصماء لا محالة كأنهم يقولون أن لك أن تقول ما تشاء إلا اننا ان نترك قولك أيضا فإن الحرية موجودة للطرفين و من ثم لا يكون الاحتجاج و المناقشة مؤثرة قليلا ولا كثيرا وكل هذه الاسباب هي التي جعلت من الشارع للشعوب الغربية منتفضة لتصرخ ياشعوب العالم أنتفضوا أو أنزل إلى الشارع أو أسمع عالما جديدا لتكون صرخات مدوية نحو عالم جديد أن شاء الله تعالى و كل ذلك ان دل على شئ انما يدل على طلب للأصلاح و طلب الاصلاح يقتضي طلب المصلح و كما نقول باللهجة العامية الدارجة ( العافية بالتداريج ) هذا ما يخص الثورات العالمية اما ما يخص الشأن العراقي فهناك بعض النقاط ,النقطة الاولى ان من الضروري ان نلفت أنظاركم الى اننا لا زلنا رافضين للوجود الامريكي في العراق و لازلنا ننعته بالاحتلال و يدخل في ذلك وجود المدربين الامريكان على الاراضي العراقية سواء ان كان بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية ام لا و ان قيل ان السلاح أمريكي فيجب ان يكون المدرب امريكيا قلنا ان ذلك لا يكون الا بعد الانسحاب التام للاحتلال من الاراضي العراقية و من ثم يصار إلى توقيع عقد جديد بعد دفع التعويضات للشعب العراقي المظلوم .النقطة الثانية هناك مطالب ثلاثة قد طرحناها سابقا و هي معلومة ان شاء الله و هي حسب فهمي مطالب قد لقيت رضا من الشعب العراقي و لو نسبيا لكن مع شديد الاسف الى الان لم يطبق منها اي بند تقريبا اقصد في أروقة البرلمان و لم يصوتوا على اي جزء منها متناسين معاناة الشعب تاركيه ليتوجهوا إلى حج بيت الله الحرام الذي بات هروبا من الواقع و عليه يجب ان يقنن هذا المشروع داخل البرلمان النافع للشعب العراقي بأجمعه و بأسرع و قت ممكن لذلك نهيب بجميع الجهات المختصة و على رأسها البرلمان العراقي و مجلس الوزراء السعي من أجل خدمة الشعب العراقي و ليتقوا غضبة الجائع والفقير و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خير خلقه محمد و اله أجمعيــن
 

Share |