همسات فكر(110)/عزيز الخزرجي

Mon, 28 Nov 2016 الساعة : 13:16

لو إستطعت أنْ تعرف سِرّ الحياة؛ فإنّكَ من الخالدين.
لم نكنُ نَدركُ .. ربّما لليوم كلّ أسرار حكايات و قصص السّهرة التي كُنّا نسمعها في ليالي الطفولة البرئية, لعدم وجود وسائل إتصال و فضائيات كما هو الحال اليوم, لقد بطل الفيلم الوسيم في معظم تلك القصص, يُحاول تحقيق هدفٍ عظيمٍ خارق للعادة يشبه (المعجزة) حين كان يهاجر باحثاً عن الخلود و آلبقاء الأبدي, للوصول إلى منطقة يتواجد فيها (ماء الحياة) الذي يُحقق الخلود لشاربه, و عادّةً مّا كانَ ذلك (الماء)عند عارفٍ حكيم في قصر جميلٍ بعيدٍ كبيرٍ مُحَصّنٍ و مرموز يُحيط به حُرّاس شداد و حيتان و أفاعي و طلاسم تحتاج إلى بطولات خارقة لحلّها مع تحمّل الكثير من المشاق
 و الصّبر لعبور تلك آلمحطات لتحقيق تلك الغاية كشرط ٍ نهائي لزواج أبنة آلملك العظيم الذي كانَ يشترط على كلّ فائز يتقدم لزواج إبنته شرب (ماء) الحياة!
الجّميل أنّ بطل القصّة(المسلسل) هو الوحيد (ألمُوَحّد) كان يُحقق أمنيته في النّهاية ليعيش الجّميع من حوله بسعادة و صفاءٍ و سلامٍ و محبةٍ و وئامٍ خالدين!
لم نكن ندرك – حقيقة و أبعاد و عظمة تلك(القصص) ألرّائعة ألّتي كانتْ تعكس محنة الأنسان في هذا الوجود عبر الدّهور!
ألناس اليوم و في (عصر ما بعد المعلومات)  أحوج ما يكونوا لتلك آلأفلام القديمة بَدَلَ ما موجود اليوم من الأفلام و المسلسلات التي معها ليس فقط, فقدوا البصيرة و السّعادة و الخلود؛ بل أصبح الجميع يلهثون على لقمة خبز ليبقى جسده يتنفس كما كل الحيوانات, مع ملوكٍ و ساسة إرهابيين يتّصفون بصفاتٍ تأبى حتى الذئاب و الضّباع بوصفها بها!
أكثر تلك القصص العظيمة(الحكيمة) كقصة(دُمية آلصّبر) و (جين و ماجين) كانت طويلة, و لذلك كان المُتحدّث(الوالدة) عادّةً ما .. تَقُصّها علينا في عدّة ليالٍ, كما آلمُسلسلات التافهة التي تعرضها الشاشة الصّغيرة اليوم التي تهدف إلى تسطيح ثقافة الناس لأدامة السيطرة عليهم, لأن الحاكمين لا يريدون إنتشار الوعي الذي يُقوّض عروشهم.
 

Share |