الرفاعي ...مدينة الأسوء موظفي العراق/حسين الشويلي
Mon, 28 Nov 2016 الساعة : 12:31

أعتز بمدينة الرفاعي أحترم وأكرم عشائرها , هذه المدينة التي تصلح الى أن تكون جزء من المتاحف منها الى الواقع _ فهي أسم على خريطة العراق لكن لاتحمل أي مقومات المدن وأقترح من الأنسب تسويرها وغلقها كجزء من التراث الأنساني القديم .
ولاشك أن الناس لاتملك قرارها وكل الوزر يقع على مسؤليها وأصحاب الشأن الذين تصدوا للشأن العام لكنهم نهبوا ما للعامة من حقوق وأبسطها وأوضح تلك الحقوق أن يجد الفرد في هذه المدينة أن صح أن يطلق عليها مدينة ما يتناسب وكرامة الأنسان .
أهل الرفاعي يتعرضوا لعقاب جماعي من قبل أقذر وأبشع عصابة متخلفة يحملوا أسم موظفي الدوائر - من مركز القضاء الى المستشفى الى كل من يتقاضى راتبا لخدمة الناس لكنهم يهينوا الناس بالقول أو بالمعاملة أو اللامبالاة وعدم تقديم المتاح للأرتقاء بالرفاعي من كل شيء متخلف عن حدود الزمان والمكان وما في العالم من أمور في النظافة والأدارة والصحة ,
هذا الجزء المكاني وهؤولاء الناس بحاجة الى تخليصهم من واقعهم الذي أن أستمر ستتحول الناس هناك الى أشبه بسكنة الأحراش في أمريكا اللاتينية !
لنبدأ بالجزء الألصق بحياة الناس والأهم وأعني به المستشفى العام _ عند ذهابك الى هذا المبنى ستتفاجئ بقطيع من العشوائيات من مديرها العام الى أصغر ماسح أرضية ,
حيث وجودات لاتعبأ ولاتفهم ما معنى رسالة الطب وألم الناس ! يسخرون من الكل ويعبثون بحياة الناس _
دخلت الى هذا المبنى وكنت أصارع الألم وأوشك على الأنهيار لشده , وقعت عيني على مراهقيين يجلسان في مدخل المبنى من الداخل وكانا مشغولين كل منهما بهاتفه ويجلسان في مكان منظره القديم المتهرئ يعظم من الالم الذي قبل الدخول كان في منطقة المعدة وبعدها تحول الى أن ينتقل الى النفس , سألتهما عن الدكتور أحدهم أشار لي أن أمضي الى الأمام ثم أميل يسارا وهناك يكون الدكتور بمكانه يستقبل المرضى ,
وصلت الى ( الدكتور ) بادرته بما الم بي من أعراض وقبل الأنتهاء من سردي لحالتي بادرني هو بورقة مكتوب عليها الوصفة الطبية - هكذا فحص وأستشعر وأختبر وقارن وفكر في أقل من دقيقة -
أخذت الورقة وعبرت بها الى صيدلية تكون في الجهة المقابلة للمستشفى وكانت ( فلاجيل - زانتاك )
بعيدا عن الأستطراد بعد مرضي بأسبوع سافرت الى دولة أخرى ومن خلال الفحوصات كان السبب توقف في الجزء السفلي من البنكرياس -
حيث كان يوجد معي جواز سفر لدولة أخرى وبمقدوري السفر لأجل العلاج , السؤال ماذا عن الآخرين الذين لايملكون القدرة حتى الذهاب الى مدن مثل بغداد أو غيرها ؟
كم من الناس من يفقد حقه في الحياة أو يعاق أو يعيش في ألم متصل بسبب هؤلاء الذين تجردوا عن كل القيم الأنسانية ؟
وكم ينبغي أن يستمر صبر أهل الرفاعي على هذا الواقع الصحي والخدمي الذي يصفه البعض بكل فكاهة بالعدم - حيث قيل لايوجد لدينا صحة وهؤلاء هم مرتزقة أحزاب وليسوا كوادر صحية متخصصة .
والمأساة تنسحب على منتسبي مركز القضاء ولي معهم شجون ..
قد نقول نحن الآن في الزمن الأنتظاري لركل هؤلاء المسوخ وأستبدالهم بأخرين لكن الخوف من أن الناس أعتادت على هذا النمط من التدني بمستوى العيش ومنهم من رضى به وأعتياد الناس على معاشرة الظلم والخطأ مصيبة أكبر من الخطأ نفسه لأنهم فقدوا روح المبادرة والأصرار على التغيير والأنتقال الى واقع كأي مدينة من مدن العالم خارج الجغرافية العراقية .