امامة الجواد الظاهرة الفريدة في تأريخ الامامة -ظاهر صالح الخرسان

Sun, 23 Oct 2011 الساعة : 0:42

من المسلمين من يرفض الافكار الغيبية تماما الا في حدود الضرورة... ومنهم من يفسر كل شيء تفسيرا غيبيا سواء بالضرورة ام بدونها ،لقد اصبح الامام الجواد اماما وهو في عمر لا يتجاوز التاسعة ، وكان ذلك امتحانا عسيرا وفتنة لكل الموالين ، العلماء والفقهاء ، والقادة العسكريين... فكان من
الواجب عليهم ان ينقادوا لفتى عمره تسع سنين ، سبحان الله تعالى لقد قدر ان يكون هذا الامام دليلا وبرهانا على صحة العقيدة التي نؤمن بها ، لان هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في حياة الائمة التي وجدت مع هذا الامام المبارك ظاهرة تولي الامامة وهو في سن الطفولة ،وقد تولىّ الزعامة للطائفة الشيعية روحيا ودينيا وعلميا وفكريا .

يقول قاسم بن عبد الرحمن ((وكان زيديا )) : خرجت الى بغداد فبينا انا بها اذ رايت الناس يتعادون ويتشرّفون ويقفون ، فقلت ما هذا :
فقالوا :ابن الرضا ،ابن الرضا ،فقلت في نفسي والله لانظرن اليه فطلع على بغلة ،
فقلت :لعن الله الامامية حيث يقولون ان الله افترض طاعة هذا ،فعدل الي وقال : يا قاسم بن عبد الرحمن ((اشرا منا واحدا نتبعه انّا لفي ضلال وسعر((

فقلت في نفسي :ساحر والله ،فعدل الي وقال ((أءلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذّاب اشر((

قال :فأنصرفت ،وقلت بأمامته وشهدت انه حجة الله على خلقه واعتقدت به

نرى أي امتحان واي فتنة كبيرة ان يأتي رجل مثل علي بن الامام جعفر الصادق ،وهو كان من فقهاء اهل البيت وأسنّ رجل في بني هاشم ، يأتي الى الجواد (ع)ويدين له بالولاء والطاعة ،انها قضية تسليم لله والرضا بأمره

عاصر الامام الجواد خليفتين عباسيين هما المأمون ،والمعتصم العباسي، المامون الذي قام بالتقرّب الى العلويين وسيدهم الرضا ....
وهناك حدث في زمن الامام الجواد وهو قبوله بالزواج من ابنةالمأمون (ام الفضل ) يأتينا السؤال كيف اقدم الامام على الزواج .؟؟
نحن نعلم ان الحركة الموالية لاهل البيت قد وصلت الى مرحلة ان تكون دولة في داخل الدولة وتقوم بثورة عارمة متى واين ما شاءت وخاصة في عهد الامام الرضا ، مما اضطر الامام الرضا قبوله بولاية العهد ضنا من المأمون ان تخمد هذه الحركات المعارضة !

وكذلك زواج الامام الجواد وقبوله بأبنة المأمون قد قيّد المأمون بأن يقوم بأغتياله ...
وكذلك جعل وضع السلطة وحكومتها في قفص الحركة الرسالية لاتباع الائمة فما كان ان يجرؤ المأمون ان يقوم بالفتك برجالات الحركة ومجموعاتها ...
وكان هذا الاسلوب متبعا عند الائمة سلام الله عليهم كولاية العهد عند الرضا عليه السلام ، وموافقة الامام الصادق على بقاء علي بن يقطين بمثابة مستشار عند المهدي العباسي ثم صار وزيرا عند هارون ،فكانت اعماله كبيرة وتخدم الحركة الرسالية واستمر بأداء مهامه وهو في هرم السلطة

وقد عاصر الجواد ايضا المعتصم العباسي وهو من الذين تسببوا بسقوط دولة بني العباس ...فقد كان يميل الى اخواله الاتراك وتم شراؤهم من مواليهم فأجتمع له اربعة الاف والبسهم انواع الديباج والحلي الذهبية ،ثم وسمهم بأنواع الرتب العسكرية لذلك دبّت العنصرية في الجهاز العسكري للمعتصم ، واخذوا الحكم شيئا فشيئا حتى وصل بهم الامر ان لا يوقفهم شئ، واذا خالفهم خليفة عباسي قتلوه ثم ينصبون غيره واستطاع الامام الجواد بث الوعي وتغذية الحركة الرسالية ... حتى اتت اكلها ببركة الامام الجواد .. وحدث الكثير من الثورات التي نخرت الحكومة العباسية واضعفتها ومن اشهر تلك الثوراة هي ثورة محمد بن القاسم بن عمر بن الامام زين العابدين .... التي هزت عروش العباسيين واضعفت شوكتهم.... وتسلط الاتراك على الحكم وحدث تحول خطير وهو سيطرة العسكر على السلطة مما نفّر الناس منها وادى الىسقوط بني العباس الواحد تلو الاخر .....
فسلام على جواد الائمة ....يوم ولد ويوم استشهد

ويوم يبعث حيا شفيعا لشيعته ومواليه
 

Share |