الجيش والحشد يخطّطان للسيطرة على مطاري الموصل وتلّعفر
Tue, 15 Nov 2016 الساعة : 8:54

وكالات:
مع نهاية الأسبوع الرابع للعمليات العسكرية في الموصل، تجد القوات العراقية نفسها بين خيارات حرجة تتحكم بمسار حرب الشوارع التي تجري في الساحل الأيسر.
واختارت القيادة العسكرية حماية أرواح المدنيين، على تمتعها بغطاء جوي وكثافة نيران المدفعية الثقيلة، وهو ما سيؤدي الى إطالة عمر المعركة في الاحياء الشرقية للمدينة.
وأدى توغل قطعات الجيش ومكافحة الإرهاب في أحياء الموصل، الى تحييد الغطاء الجوي والإسناد المدفعي، لجهة تحصّن المسلّحين في أحياء مأهولة بالمدنيين.
وعلى الرغم من تباطؤ المعارك إلا أن عدد الاحياء المحررة في شرق الموصل ارتفع الى أكثر من 15 حياً، منذ انطلاق العمليات قبل شهر تقريباً.
وبينما تستمر قوات الجيش والشرطة الاتحادية بالتقدم نحو مطار الموصل، أعلنت قيادة "الحشد الشعبي" انطلاق الصفحة الثالثة من عمليات تحرير غرب الموصل.
وكان محافظ نينوى نوفل العاكوب قد كشف، مطلع الاسبوع الحالي، في تصريحات أدلى بها الى (المدى)، عن استعادة السيطرة على "ربع مساحة الساحل الايسر".
واستأنفت قوات مكافحة الإرهاب، يوم الجمعة الفائت، هجومها على الجبهة الشرقية لمدينة الموصل، بعد تراجع حدة المعارك التي باتت تدور داخل الاحياء التي يتوقع ان تضم نحو 400 ألف شخص.
حرب طويلة
بدوره رجح داوود جندي، عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى، ان يطول عمر المعارك في الاحياء الشرقية، عازياً ذلك الى إبعاد الطيران والاسلحة الثقيلة عن تلك المناطق الى الخوف على المدنيين.
ويرى الجندي، في اتصال مع (المدى) امس، ان "إطالة زمن المعارك سيكون في مصلحة السكان، اذ ستخفض معاناتهم وتحافظ على حياتهم".
وتظهر لقطات مصورة بثتها عدد من وسائل الإعلام، المئات من السكان في احياء شرق الموصل، وهم يحملون الرايات البيضاء، ويسيرون باتجاه القوات المحرِّرة.
وتقصد مسلحو داعش، خلال الايام الماضية، بقصف الاحياء بالهاونات في مسعى منه لإجبار الاهالي على الخروج من الاحياء وإشغال الحكومة بموجة النازحين.
وارتفع عدد النازحين من احياء الموصل الشرقية الى اكثر من 50 ألفاً، بحسب احصائيات وزارة الهجرة. وتحدث مسؤولو نينوى عن ان الكثافة السكانية داخل الاحياء فرضت الاستغناء عن الاسلحة الثقيلة، وادت الى تراجع القصف الجوي.
وبالرغم من ذلك يؤكد جندي ان عدد الاحياء التي حررتها القوات في الساحل الايسر وصل الى 16 حيّاً من اصل 50 حياً في الجانب الشرقي.
وكانت قوات مكافحة الارهاب قد أعلنت، الاحد، تطهير حي كركوكلي بالكامل، والتوغل في حيّي البكر وعدن.
دمار الساحل الأيسر
وألحق التنظيم المتطرف، خلال تواجده منذ 2014، أضراراً كبيرة بمباني الدوائر الحكومية والبنى التحتية في الساحل الايسر، وهو الجزء الحديث من المدينة الذي يضم اغلب المؤسسات الرسمية.
ويؤكد جندي ان "داعش فجر أغلب الدوائر الحساسة من بينها مبنى مجلس المحافظة الجديد وهياكل حديثة الإنشاء لمجمع يضم مجلس المحافظة والمحافظة".
كما دمر داعش، خلال الايام الماضية، مباني مديرية الزراعة، والتخطيط، وهيئة الاستثمار. كذلك ألحق اضرارا بجسرين من اصل 5 جسور داخل الموصل.
استئناف المعارك
ميدانياً، استأنفت قوات الفرقة 16 / جيش عراقي، تقدمها من محور سد الموصل، امس، نحو مركز المدينة بعد توقف لبضعة ايام.
وقال عضو اللجنة الامنية في الموصل ان "الفرقة 16 تقدمت نحو الحي العربي والرشيدية، وهي من احياء الموصل الشمالية"، لكنه نفى علمه بأسباب التوقف خلال الايام الماضية.
وكانت القوات المتمركزة في المحور الشمالي، اول القطعات التي دخلت الحدود الادارية للموصل في الاسبوع الثاني لانطلاق المعارك.
بالمقابل اعتبر المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الاسدي، امس، أن مطار قضاء تلعفر "هدف مهم"، مبينا انه سيكون "نقطة انطلاق" نحو مركز القضاء. واقتربت فصائل من الحشد الشعبي، مؤخرا، مسافة 7 كم من بلدة تلعفر ذات الاغلبية التركمانية.
وقال أحمد الاسدي، في بيان تلقت (المدى برس)، نسخة منه، إنه "بهمة المجاهدين الغيارى وبسالة المرابطين على خطوط المواجهة وشجاعة الحشد الشعبي الذي أخذ على عاتقه مسؤولية التصدي لعصابات داعش ومشروع التطرف والارهاب، انطلقت الصفحة الثالثة من عمليات الحشد الشعبي في غرب الموصل".
ودعا الأسدي "أبناء المناطق المحتلة الى دعم مجاهدينا بكل مستويات الدعم التي تبدأ بالدعاء والتضرع للباري عز وجل بتحقيق الانتصار التأريخي والنوعي ولاتنتهي بتسهيل مهمة الأبطال في الحشد الشعبي بهدف إنجاز المهام العسكرية المطلوبة".
وقال الأسدي، في مؤتمر صحفي عقده في بغداد أمس، إن "البغدادي يتواجد بين تلعفر والبعاج"، مشيرا الى أن "المساحة المستهدفة من قبل الحشد الشعبي تبلغ 14 ألف كليومتر تشمل الحضر والبعاج ومحيطهما باتجاه تلعفر".
وبيّن الأسدي أن "قوات الحشد الشعبي أنجزت في المرحلتين الاولى والثانية ضمن قاطع غرب نينوى تطهير وتأمين ومسك خطوط الإمداد لأكثر من 100 كم شمال بيجي وصولا الى القيارة وتحرير 74 قرية و1400 كم كذلك تحرير وتطهير وتأمين خط اللاين وهو الخط الناقل للنفط من تقاطع الحضر وصولا الى تقاطع عداية ومسك طريق الموصل - محلبية وهو الطريق الذي يربط بين الموصل وتلعفر".
الوصول إلى المطار
وحول المحور الجنوبي، أكد حسن السبعاوي، عضو مجلس محافظة نينوى المتواجد قرب حمام العليل، ان القوات المشتركة تتقدم نحو آخر بلدة تفصل بين الحمّام ومطار الموصل.
وقال السبعاوي، في اتصال مع (المدى) امس، ان عمليات تحرير نينوى، بقيادة اللواء نجم الجبوري، التي تضم الفرقة 15 والقوات المتجحفلة معها بالاضافة الى الشرطة الاتحادية "بدأت باقتحام بلدة البو سيف شمال حمام العليل في خطوة للوصول الى مطار الموصل".
وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، يوم الاحد، تحرير كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى، فيما اشارت الى الاستعدادات لاقتحام مدينة الموصل.
وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحفي، ان "قطعات الشرطة الاتحادية حررت كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى البالغة 1846كم مربع".
واضاف قائد الشرطة الاتحادية ان "هذه القطعات استعادت السيطرة على 94 قرية وقتلت 935 إرهابياً منذ انطلاق عمليات قادمون يا نينوى"، مشيرا الى انها "تستعد للشروع بمرحلة اقتحام مدينة الموصل".
ومن المؤمل ان يمنح طريق المطار دخولاً سريعا الى قلب الموصل من الساحل الايمن. ويشير السبعاوي الى أن "بلدة البو سيف تضم قرى متناثرة لكنها جبلية ووعرة"، لكنه اكد ان التنظيم لم يضع تحصينات كبيرة في المنطقة.
المصدر: المدى يرس