الانسة كانوكاربس سيدة المقاومة العراقية السلمية-حسن ناصر الهلالي/ذي قار
Sat, 22 Oct 2011 الساعة : 23:41

تعد المقاومة رد فعلا ووصف للقوة التي يمتلكها طرفا ما ضد شيء ما سواء كان هذا الطرف جسما حيا او مادة وتقاس بها قوة الاشياء فالاجسام الحية ومنها خلايا الجسم لها مقاومة اتجاه الاجسام الدخيلة والمضرة والنافعة حتى المزروعة بدل التالف منها والمواد الصلبة تكون قوتها بمقدار تلك المقاومة حتى اصبحت مقاومة الاشياء جزءا مهما يساهم في التقدم التقني .
وهناك مقاومة البلدان للجيوش المحتلة والتي صنفها البعض بالعسكرية والسلمية وتصاب ايضا المزروعات بافات تكون قدرة النباتات على الصمود والمقاومة اساسا لبقائها وعطائها ، الا ان الافة التي اصابت مفاصل مؤسسات دولتنا الفتية كان هجوما داخليا شرسا واصبح الشغل الشاغل لفكر المواطن وحديثة اليومي واطلق على تلك الافة مصطلح (الفساد الاداري والمالي لمسؤولي السلطة ) حتى اصبحت مثل العاهر التي تتفاخر بفجورها وسط مجتمعا منحل لم يعد ينفع صراخ الشرف بالتصدي لها ولم يعد يسمع صوت الضحايا وفقد من يداوي الامهم وسط الخراب الذي خلفته تلك الافة .
وهنا برزت الانسة كانوكاربس ذات الاصل الاسترالي وسط هذا الضجيج لتثبت قدرتها على الوقوف بوجة افة الفساد الاداري والمالي بمقاومتها السلمية لتجبر عروش طغاة السرقة واساطينهم على احترامها.
لم تعتمد في حركتها على دوائر النزاهة او لجانها او دوائر الرقابة المالية بل كان سلاحها قدراتها الذاتية فقط وخصائصها الطبيعية.
ففي خضم تهديدات الجفاف وشحة المياه والملوحة بسبب الظروف الطبيعية وتاثيرات سياسة دول الجوار وسيطرة بعض الجهات على موارد البلد في المجال الزراعي والمؤامرات لافشاله في ظل غياب الرؤيا الزراعية والمائية والفشل المتعمد للسياسة الخارجية لمعالجة الحصص المائية مجاملة لدولة ما حماية لقومية ما ، هنا دكت الانسة كانوكاربس جذورها في الارض ولكونها ذات جزور وتدية متعمقة اتاحت لها تحمل المناخ الجاف والحرارة العالية صيفا والبرودة شتاءا والرياح العاتية حيث بينت بتلك الصفة رفضها لهذا الفشل.
وبما ان صفة الاهمال عند دوائرنا ومسؤوليها وموظفيها في متابعة مشاريعهم وتحوله الى منهج اساس في عملهم اعلنت الانسة كانوكاربس بيانها حول خصائصها بمقاومة الاهمال والبقاء على قيد الحياة في أي نوعا من انواع التربة وظروف العيش محاربة الاهمال الذي اودى بحياة الكثير من اخواتها وجعلهن نار الشتاء.
ووسط المنظر المغبر اليومي لمدننا وشوارعنا شع لونها الاخضر الزاهي طوال السنة ليغير من تلك المناظر كونها مستديمة الخضرة لتعيد الامل بالغد.
ولسرعة نموها وطول عمرها برزت شامخة تتفاخر بشبابها على طول الطرق وفي كل مكان تقع عليه عيون المفسدين لتخط باشكالها الهندسية لافتة كتب عليها(الشعب يريد طرد المفسدين)
وبسبب زهدها في تكاليف مهرها واكتفائها بالقليل اجبرتهم على السماح لها بالدخول الى كل المشاريع لتاخذ جزءا منها وتقص الاشرطة على شرفها.ٍ
وبعد سنين من الرياح المغبرة تقدمت الى الصفوف الاولى وسط الصحراء لتشد حزامها الاخضر وتحمي مدن هذا البلد واهلة من معاناتهم السنوية بسبب قدرتها لان تكون مصدا للرياح وتعرية التربة .
أنها شجرة الكانوكاربس التي اعلنت ثورتها السلمية في شوارعنا وجزراتنا الوسطية وحدائقنا العامة وفي بيوتنا والتي تستحق منا ان نضعها في علم بلدنا رمزاً للمقاومة العراقية السلمية في وجه حرب الفساد الاداري والمالي كما تفعل البلدان عندما تضع رمزا اساسيا في حياتهم اليومية فاللانسة كانوكاربس الف تحية وبطاقات الشكر والامتنان لدروسها البليغة.